استمع إلى الملخص
- سلامة، الذي يُحسب على أجهزة الدولة، تولى منصب النقيب سابقاً وشهدت فترته انتهاكات ضد الصحافيين، بينما البلشي، المعروف بأدائه المتوازن، يسعى لإعادة انتخابه بعد تحقيقه مكاسب مثل الإفراج عن صحافيين محبوسين.
- زيادة بدل الصحافيين تُعتبر رشوة انتخابية معتادة، تُقرها الحكومة لدعم مرشحيها في انتخابات النقابة، حيث حصل البلشي على دعم واسع رغم منافسة مرشح الحكومة خالد ميري.
قدم عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحافية السابق عبد المحسن سلامة أوراق ترشحه لمقعد نقيب الصحافيين المصريين اليوم الاثنين، ضد النقيب الحالي خالد البلشي، في انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة المقرر إجراؤها في النصف الأول من مارس/ آذار المقبل.
ويحسب الوسط الصحافي المصري عبد المحسن سلامة على أجهزة الدولة، وسبق له تولي منصب النقيب بين عامي 2015 و2017، شهد خلالها أعضاء النقابة انتهاكات غير مسبوقة شملت فصل المئات منهم من العمل، نتيجة ممارسات التضييق وإغلاق الصحف من جانب السلطة الحاكمة، فضلاً عن اعتقال عشرات الصحافيين المصريين تحت مزاعم انتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتلفيق القضايا لهم.
وتعهد سلامة، أثناء تقدمه بأوراق الترشح، بزيادة البدل النقدي الذي يتقاضاه أعضاء النقابة من الحكومة بقيمة 3 آلاف و900 جنيه (نحو 77 دولاراً) شهرياً، مدعياً أنه "حصل على موافقة بشأن إقرار حزمة اقتصادية ضخمة وغير مسبوقة في تاريخ الصحافيين المصريين، تستهدف دعمهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها، ومن المقرر أن يعلن عنها قريباً".
كان عبد المحسن سلامة عضواً في الحزب الوطني المنحل والحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، وترشح عن الحزب في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية عام 2010 التي أفضت إلى "برلمان مزور بالكامل"، ومثلت أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
وخلال فترة تولي عبد المحسن سلامة رئاسة "الأهرام" الحكومية، انتحر الصحافي المتخصص في ملف القضاء عماد الفقي داخل مكتبه في الطابق الرابع من مبنى المؤسسة المطل على شارع الجلاء وسط العاصمة القاهرة، في 28 إبريل/ نيسان 2022. وكان الفقي تعرض لاضطهاد إداري ومالي ممنهج من سلامة، ورئيس تحرير صحيفة الأهرام آنذاك وكيل الهيئة الوطنية للصحافة حالياً علاء ثابت، بسبب انتقاداته المتكررة لأدائهما الإداري والصحافي، في وقت كان في حاجة ماسة إلى المال لسداد مصاريف دراسة نجله في جامعة خاصة.
وكان خالد البلشي قد أعلن، أمس الأحد، ترشحه مجدداً لمنصب نقيب الصحافيين المصريين بعد عامين من توليه المسؤولية، وإشادة قطاع عريض من الصحافيين بأدائه المتوازن ما بين معارضة قرارات السلطة، والتفاوض معها في الوقت نفسه لتحقيق بعض المكاسب التي كان من أبرزها الإفراج عن عدد من الصحافيين المحبوسين احتياطياً على ذمة قضايا رأي.
وفاز البلشي، الذي رأس تحرير موقع درب الإخباري التابع لحزب التحالف الشعبي المحسوب على المعارضة، بمنصب النقيب على حساب منافسه المدعوم من الحكومة خالد ميري، رئيس تحرير صحيفة الأخبار اليومية سابقاً، رغم أن الأخير حصل على موافقة مجلس الوزراء بزيادة قيمة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحافيين من ثلاثة آلاف جنيه إلى 3 آلاف و600 جنيه، بالتزامن مع إجراء الانتخابات عام 2023.
وتعتبر زيادة بدل الصحافيين نوعاً من رشوة انتخابية معتادة، دائماً ما تقرها الحكومة مع حلول موعد انتخابات مجلس النقابة كل عامين، بهدف مساعدة المرشح المدعوم من قبل أجهزتها.