استمع إلى الملخص
- معرض "عالم تيم بيرتون" في متحف التصميم بلندن يضم أكثر من 600 قطعة فنية، ويستعرض رحلة بيرتون الإبداعية وأعماله الشهيرة مثل "Beetlejuice"، محققاً أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر.
- يوفر المعرض تجربة تفاعلية تشمل الواقع الافتراضي ولقاءات حوارية، ويعرض تأثير بيرتون على الثقافة الشعبية، مع أزياء مستوحاة من أفلامه وكليبات لمغنين مثل مايكل جاكسون.
لعلّ المخرج الأميركي تيم بيرتون (Tim Burton)، الملقب بـ"سيد الفانتازيا"، هو أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم السينما، بفضل أسلوبه الفريد الذي يجمع بين الخيال والكوميديا السوداء والتصاميم البصرية الغرائبية. ما يميز أعمال بيرتون أنها تحمل بصمات بصرية واضحة تجمع بين الكآبة والبهجة، وقدرته على تحويل الرعب إلى مشاهد شاعرية، وأجوائه التي تتداخل فيها الألوان الداكنة مع التفاصيل المُبالغ فيها. قدم بيرتون للسينما العالمية العديد من الأفلام الشهيرة، مثل "كابوس قبل عيد الميلاد"، و"إد وود"، و"باتمان"، و"أليس في بلاد العجائب"، و"كوكب القرود"، وغيرها من الأفلام التي تعد اليوم علامات بارزة في تاريخ السينما العالمية.
32 ألف تذكرة
في محاولة للاقتراب أكثر من هذه الأجواء الغرائبية التي أبدعها بيرتون، يستضيف متحف التصميم في لندن، حتى 26 مايو/أيار المُقبل معرضاً تحت عنوان "عالم تيم بيرتون". المعرض هو المحطة الأخيرة في جولته العالمية، وحقق حتى الآن أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، فبيع أكثر من 32 ألف تذكرة قبل افتتاحه، وهو الرقم الأكبر في تاريخ المتحف. ولم يكن هذا مفاجئاً، فبيرتون يعد أحد الرموز المؤثرة في تاريخ السينما الحديثة، وكل فيلم من أفلامه أشبه بلوحة سوريالية مفعمة بالخيال والغرابة.
في هذا المعرض، تتداخل الرسومات الأولية مع الدمى المتحركة والأزياء الغريبة مع المقاطع السينمائية، ليصبح الزائر جزءاً من رحلة فنية تسلط الضوء على الكيفية التي صنع بها بيرتون عوالمه التي تتحدى المنطق وتُجسّد الأحلام. يضم المعرض أكثر من 600 قطعة تتنوع بين الرسومات والتصاميم والأزياء والنماذج الأصلية والمقتنيات النادرة من أرشيف تيم بيرتون الشخصي، وأرشيفات استوديوهات كبرى، مثل "وارنر براذرز" و"باراماونت".
نُظم المعرض بطريقة تتيح للزوار استكشاف رحلة بيرتون الإبداعية عبر عدة محطات رئيسية. أولى هذه المحطات، تسلط الضوء على بداياته، إذ نشأ في إحدى المدن الواقعة على أطراف كاليفورنيا، التي وصفها بيرتون بأنها "مملة ورتيبة"، ما دفعه إلى الهرب إلى عالمه الخيالي. تُعرض هنا بعض من أقدم أعماله المرسومة، وتُظهر كيف كانت خطوطه الغريبة ومخلوقاته الهجينة تتشكل قبل أن تصل إلى الشاشة. إحدى الزوايا المثيرة تُبرز تصميمات بعض شخصياته الشهيرة التي تعكس هوسه بالكائنات المشوهة، كما في فيلمي Beetlejuice، و"إدوارد ذو الأيدي المقصات" الذي أنتج عام 1990.
كابوس قبل عيد الميلاد
أحد أبرز أقسام المعرض هو الغرفة المخصصة لفيلم "كابوس قبل عيد الميلاد" التي تحوَّلت إلى بلدة هالوين مصغرة. في هذه الغرفة، يمشي الزائرون بين منازل مُزينة بمصابيح اليقطين، بينما تُعزف الموسيقى التصويرية للفيلم في الخلفية. أما عشاق "تشارلي ومصنع الشوكولا"، فيجدون أنفسهم في مصنع ويلي وونكا الخيالي، حيث تتدلى أشجار الحلوى من السقف، وتُعرض النماذج الأولية لـ"الأومبا لومبا" بملابسها البراقة. هذا القسم يبرز كيف حوّل بيرتون القصة الكلاسيكية إلى لوحة سوريالية، مع الحفاظ على جوهرها السحري.
العزلة والتحول
بينما يشتهر بيرتون بأفلامه، يكشف المعرض عن جانب آخر من إبداعه عبر رسوماته الشخصية ومنحوتاته. يُعرض في هذا القسم سلسلة من الرسومات التي أبدعها بيرتون بالحبر الأسود بعنوان "كوابيس في ضوء القمر"، إذ رسمها خلال فترة مراهقته. هذه الرسومات التي تُعرض لأول مرة، تكشف عن البذور الأولى لمواضيع بيرتون المفضلة، مثل العزلة والتحول والبحث عن الهوية. وفي قسم عالم السينما المظلم والساحر، سيجد الزائر نفسه أمام استعراض مبهر لأشهر أعمال بيرتون، فيمكن رؤية أشياء أصلية، مثل الزي المطاطي الشهير لميشيل فايفر في دور كات وومان، إضافةً إلى تصاميم ورسومات أولية لشخصيات محبوبة من أشهر أفلامه. تتعمق الأقسام الأخرى من المعرض في العملية الإبداعية وراء أفلام بيرتون، بدءاً من التخطيطات الأولية وحتى الإنتاج النهائي. يتضمن المعرض نماذج أصلية من أفلامه، مثل تصاميم ديكور مدينة غوثام، وباتمان، إضافةً إلى رسومات لمشاريع لم تكتمل.
عوالم تيم بيرتون على شاشات رقمية
المعرض يمثل تجربة حية تأخذنا إلى عوالم بيرتون المذهلة عبر تصاميم داخلية مستوحاة من أفلامه، إذ يجد الزائر نفسه يسير عبر ممرات ملتوية وأرضيات شطرنجية متعرجة. يمكن للزوار تجربة الواقع الافتراضي الذي يتيح لهم استكشاف عالم بيرتون بطريقة مبتكرة؛ ففي قسم تفاعلي، يُدعى الزوار إلى رسم شخصياتهم الخاصة المستوحاة من أسلوبه على شاشات رقمية. تتضمن أنشطة المعرض أيضاً تنظيم مجموعة من اللقاءات الحوارية مع عدد من الفنانين وصناع الأفلام المعاصرين الذين يناقشون تأثير بيرتون على أعمالهم. يختتم المعرض بغرفة تعرض تأثير بيرتون على الثقافة الشعبية، من الموضة إلى الموسيقى. تُعرض هنا أزياء مستوحاة من أفلامه، صممها فنانون مثل ألكسندر، ماكوين إلى جانب كليبات لمغنين مثل مايكل جاكسون الذي تعاون مع بيرتون في فيلمه الغنائي القصير Ghosts الذي أنتجه عام 1996.