عازف البيانو الشهير أندراش شيف يقاطع الولايات المتحدة

أعلن عازف البيانو البارز أندراش شيف أنه لن يعزف في الولايات المتحدة بعد الآن، بسبب مخاوفه من "تنمر الرئيس دونالد ترامب غير المعقول" في ما يخص الشؤون العالمية. وقال شيف، وهو شخصية بارزة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، إنه شعر بالقلق من تحذيرات ترامب لأوكرانيا، وتهديداته التوسعية بشأن كندا وغرينلاند وغزة، ودعمه للسياسيين اليمينيين المتطرفين في ألمانيا. وأضاف شيف، المولود لعائلة يهودية في بودابست شهدت الهولوكوست، أن دعوات ترامب للترحيل الجماعي ذكّرته بشدة بأعمال طرد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال أندراش شيف (71 عاماً) في اتصال هاتفي مع "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع من هونغ كونغ، حيث يُحيي حفله: "لقد جلب (ترامب) قبحاً إلى هذا العالم لم يكن موجوداً من قبل. أجد صعوبة في مواكبة ما يحدث". لذلك، قرر الفنان التوقف عن العزف في الولايات المتحدة. وأكد أنه سيلغي عروض الربيع المقبل مع أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية وأوركسترا فيلادلفيا وجولة حفلات الخريف في قاعة كارنيجي.

يوصف أندراش شيف بأنه من أعظم عازفي البيانو في العالم. يحمل الجنسيتين الألمانية والبريطانية، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس عام 2014. كان شخصيةً بارزةً في الولايات المتحدة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وبنى قاعدةً عريضةً من المعجبين. وقال إنه لطالما اعتزّ بالولايات المتحدة باعتبارها "منارةً للحرية والتحرر والديمقراطية".

آراء

غزّة والصين والصمت في زمن ترامب

وكان أندراش شيف ناقداً صريحاً للحركات اليمينية في أوروبا، وندد بتآكل الديمقراطية في بلده الأصلي المجر في ظل حكم الزعيم الشعبوي اليميني المتطرف فيكتور أوربان، حليف ترامب. وقال شيف إنه لا يصدّق أن ترامب أبدى إعجابه بأوربان. لم يعد شيف إلى المجر منذ عام 2010، وقد صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2013 بأنه واجه تهديدات بقطع يديه إذا عاد.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انتقد شيف الذي عاش لسنوات في النمسا، بشدة الخطاب المعادي للهجرة الذي تبنّاه بعض السياسيين المحافظين هناك. وبعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، رفض شيف العزف في البلاد، منضماً إلى فنانين غربيين عدة في حصار ثقافي ضد روسيا.

أندراس شيف هو أحدث موسيقي يُقاطع الولايات المتحدة بسبب دونالد ترامب. في الشهر الماضي، أعلن عازف الكمان الألماني كريستيان تيتزلاف أنه لن يُقدم عروضه في البلاد، مبرّراً قراره باحتضان ترامب لروسيا ومخاوف أخرى. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أستاذ الإعلام والثقافة في جامعة نيويورك، ستيفن دانكومب، أنه ليس من المُستغرب أن يُقاطع الفنانون الولايات المتحدة، لأنها، على حد قوله، "تبتعد عن الديمقراطية". كما أشار إلى أن هؤلاء الفنانين يتبعون تقليداً عريقاً، مذكراً على سبيل المثال برفض بابلو بيكاسو عرض لوحته "غيرنيكا" في إسبانيا حتى تبنّت الحكم الديمقراطي.