Skip to main content
طهران: هجمات إلكترونية استهدفت مؤسستين حكوميتين
العربي الجديد ــ طهران
لم تحدد طهران الجهة المستهدِفة (Getty)

أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، عن تعرض مؤسستين حكوميتين لهجمات إلكترونية خلال الساعات الماضية، من دون تحديدهما أو الكشف عن حجم الخسائر فيهما.

ونفى "مركز ماهر لإدارة الإسناد والتنسيق في الأحداث الإلكترونية"، التابع لوزارة الاتصالات، الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام حول هجوم إلكتروني واسع على عدد كبير من الأجهزة الحكومية الإيرانية، مؤكداً أن "لا شواهد على هجوم واسع على أجهزة الدولة، والهجوم استهدف فقط مؤسستين".  

وأفاد المركز، وفق ما أوردته وكالة "إيسنا"، بأنّ السلطات الإيرانية تدرس حالياً الهجوم وأبعاده، معرباً عن استعداده "لتقديم الدعم اللازم لمواجهة الهجوم"، ومعلناً أنه "بناء على تحليلات وتقديرات فنية صدرت تحذيرات وقائية للمسؤولين والخبراء الحكوميين على المستوى الوطني، لكن ذلك لم يكن يعني أنّ هناك هجوماً واسعاً".  

وعزا انقطاع خدمات إلكترونية في البلاد إلى "إجراء احترازي اتخذته بعض أجهزة الدولة بناء على تقديراتها بعد تلقيها التحذيرات".  

ولم تحدد إيران هوية الجهة التي قامت بالهجمات الأخيرة، إلا أنها على الأغلب تأتي في سياق مواجهة إلكترونية بين إيران وإسرائيل، بعدما شهد العامان الأخيران هجمات متبادلة بينهما. 

وفي السياق نفسه، كشف مسؤول أمن المعلومات في منظمة تكنولوجيا المعلومات، التابعة لوزارة الاتصالات، أبوالقاسم صادقي، عن تفاصيل أكثر حول الهجمات الإلكترونية الأخيرة على إيران، قائلاً إنها "استهدفت البنية التحتية لكننا تصدينا لها بنجاح"، مضيفاً أن الهجمات الأخيرة "بدأت قبل يومين واستمرت حتى يوم أمس الثلاثاء".

وأكد أن الهجوم الإلكتروني استهدف "مؤسستين هامتين، لكن أبعاد الهجوم لم تكن بالحجم الكبير الذي يُحكى عنه".  

وأكد صادقي، وفقاً لما أوردته وكالة "إيلنا"، أن "الأضرار التي لحقت بالمؤسستين كانت أقل ما يمكن لأننا تدخلنا بشكل سريع"، مشيراً إلى وجود تنسيق بين أجهزة الدولة المعنية بمواجهة الهجمات الإلكترونية، وقال إن "الجهود ما زالت مستمرة للتصدي لهذه الهجمات ويوميا نشهد إنتاج تقنيات جديدة في هذا المجال".  

ودعا المسؤول الإيراني "المستخدمين والخبراء ومديري أجهزة الدولة إلى استخدام مصادر رسمية للوصول إلى المعلومات، وتجنب استخدام الطرق الأخرى". 

كما كشف صادقي عن تعرض إيران لهجمات مماثلة أخرى يومي 16 و24 سبتمبر/أيلول الماضي.

خلال يوليو/ تموز الماضي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن تعرض منشآت المياه الإسرائيلية لهجمات "لم تخلف أضراراً". وقالت سلطة المياه الإسرائيلية حينها، في بيان، إنّ مرافق الصرف المستهدفة كانت "صغيرة ومحددة في القطاع الزارعي وأصحلت فوراً".  

وربط مراقبون هذه الهجمات الإلكترونية بانفجار وقع في الثاني من الشهر نفسه في منشآة "نطنز" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، وسط حديث وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية عن أن إسرائيل كانت تقف خلفه. وقد وصفته طهران لاحقاً بأنه "عملية تخريبية"، من دون الحديث عن جهة أجنبية بعينها.  

وخلال شهر مايو/ أيار الماضي، راجت أنباء عن هجوم إلكتروني إسرائيلي على منشآت إيرانية، وأكدت طهران اليوم هذه الأنباء، لكنها قالت إن الهجوم كان "فاشلاً". وذكر مسؤول في ميناء "الشهيد رجائي"، جنوبي إيران، رفض الكشف عن هويته، لوكالة "نورنيوز" المقربة من "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني"، أن "اختلالات وقعت في منظومة أجهزة الكمبيوتر في الميناء خلال الأسبوع الماضي، يمكن أن تكون ناجمة عن هجوم إلكتروني".  

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرت تقريراً، في 19 مايو/أيار، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين أجانب، حول تعرض ميناء "الشهيد رجائي" الإيراني لهجوم إلكتروني أدى إلى توقف الحركة في الممرات المائية والطرق المؤدية إليه.

وأعلنت إيران، خلال فبراير/ شباط الماضي، تصديها لـ"أوسع هجوم إلكتروني" استهدف البنى التحتية في البلاد، إذ غرّد مساعد وزير الاتصالات الإيراني، حميد فتاحي، أن القراصنة حاولوا "تنفيذ أكبر هجوم لاستهداف ملايين الأهداف"، مشيراً إلى أن الهدف كان "الإضرار بشبكة الإنترنت بهجوم من نوع SYN FLOOD بمعدل مليون PPS".  

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2019، صرح وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، لوكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء: "واجهنا في الآونة الأخيرة هجوماً منظماً للغاية برعاية دولة على البنية التحتية للحكومة الإلكترونية (...) تمّ صده من الدرع الأمنية للشبكة الوطنية للمعلومات". 

وأضاف جهرمي أن "الهجوم كان كبيراً جداً"، ووعد بالكشف لاحقاً عن التفاصيل، ولم يتضح ما إذا كان الوزير يشير إلى الهجوم الإلكتروني الذي قال مسؤولون أميركيون إنه وقع في أواخر سبتمبر/ أيلول واستهدف تعطيل قدرة طهران على نشر "الدعاية".