طهران تلاحق ناشري "الشائعات" عن انفجار ميناء رجائي

30 ابريل 2025
ميناء رجائي، 28 إبريل 2025 (رحيم/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجدّد الصراع بين السلطات القضائية الإيرانية ووسائل الإعلام بعد انفجار ميناء رجائي، حيث حذرت السلطة القضائية من نشر "شائعات" ورفعت شكاوى ضد وسائل الإعلام بتهمة نشر "أخبار كاذبة".
- تباينت الروايات حول أسباب الانفجار، حيث اتهم البعض معارضي المفاوضات الإيرانية الأميركية أو الحرس الثوري أو إسرائيل بالتورط، مما أثار اتهامات للسلطات الإيرانية بالتستر على الحقيقة.
- نفت الحكومة الإيرانية إخفاء الحقائق، وأعلنت لجنة التحقيقات أن الإهمال في قواعد الأمان هو السبب، مع متابعة الأجهزة الأمنية للمخالفين.

 

تجدّد الصراع بين السلطات القضائية الإيرانية ووسائل الإعلام وشبكات التواصل، بعيد وقوع انفجار ميناء رجائي جنوبي البلاد السبت الماضي، مما حدا بالسلطة القضائية لتحذير وسائل الإعلام والصحافيين من نشر ما وصفتها بأنّها "شائعات تستهدف الأمن النفسي للمواطنين"، قبل أن ترفع شكاوى ضدهم بتهمة نشر "أخبار كاذبة".

وذكرت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية أن النيابة العامة في طهران أعلنت "مقاضاة وسائل إعلام وناشطين إعلاميين من مختلف التيارات السياسية إثر نشر أخبار كاذبة" حول انفجار ميناء رجائي. ولم تكشف النيابة العامة عن أسماء الجهات الإعلامية والصحافيين أو أسمائهم. وتردد أن موقع رجانيوز الإيراني المحافظ من بين المواقع التي تضمنتها شكوى النيابة العامة، بعد نشر تقرير عنوانه "أثر إسرائيل في انفجار ميناء رجائي: هل انفجرت مواد تستخدم في صناعة 250 صاروخاً بالستياً؟". كذلك، هاجمت وسائل إعلام وناشطون إصلاحيون "رجانيوز"، واتهموه بالعمل على تخريب المفاوضات الإيرانية الأميركية عبر نشر مثل هذه التقارير. لاحقاً حذف الموقع التقرير، مشيراً إلى أنه نُشر من دون مراعاة الدقة. وسبق هذا الإجراء القضائي إصدار النيابة العامة الإيرانية بياناً، هدّدت فيه بالتصدي القانوني لـ"أي محتوى كاذب ونشر أكاذيب وإساءة بهدف ضرب الأمن النفسي للمجتمع".

كان انفجار ضخم قد وقع ظهر السبت الماضي في ميناء رجائي، متسبّباً في اندلاع حريق هائل لم يُسيطر عليه بالكامل بعد، مخلفاً خسائر فادحة في الممتلكات، ومقتل 70 شخصاً وإصابة أكثر من 1200 شخص. ومع وقوع حادث الانفجار في ميناء رجائي، اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي في إيران روايات متضاربة عن أسبابه، بين من اتهم معارضي المفاوضات الإيرانية الأميركية من المحافظين المتشددين أو من يسمونهم بـ"المنتفعين من العقوبات" بالوقوف وراءه لضرب هذه المفاوضات، وبين من وجّه أصابع الاتهام إلى الحرس الثوري الإيراني؛ عبر القول إن سبب الانفجار هو وجود مواد تُستخدم في صناعة الصواريخ البالستية، وبين من اتهم إسرائيل بالتورط في الحادث لإفشال المفاوضات الإيرانية الأميركية. ورافقت هذه الروايات المتناقضة اتهامات للسلطات الإيرانية، بالارتباك والتخبط في تقديم رواية سريعة عن الانفجار والتستر على حقيقة ما حصل.

وردّاً على هذه الاتهامات، نفت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، "إخفاء أي شيء عن الشعب"، وأضافت متحدثةً لمواقع إخبارية إيرانية: "لا يوجد ما يمنع من بيان الحقيقة للشعب، وسنشرح الموضوع بكل شفافية".

وبعد يومين وسط روايات متضاربة عن سبب الحادث، أعلنت لجنة التحقيقات المعنية بالحادث عن نتائجها الأولية، مساء الاثنين، مرجعةً أسباب الانفجار إلى "الإهمال في الالتزام بقواعد الأمان والدفاع السلبي"، مع تسجيل حالات "تعريف كاذب" بمحتويات عددٍ من الحاويات. وأكدت اللجنة أن الأجهزة الأمنية والقضائية تُلاحق المخالفين بجدية. غير أن البرلماني الإيراني محمد سراج قال الأحد، في مقابلة مع وكالة ركنا الإيرانية، المعنية بالتركيز على الحوادث في البلاد، حذفتها الوكالة لاحقاً، إن "هذا الحادث ليس عرضياً مطلقاً، وهناك دلائل واضحة على تورط الكيان الصهيوني فيه".

دلالات
المساهمون