استمع إلى الملخص
- تهدف الصين إلى إرسال طاقم إلى القمر بحلول عام 2030، مستثمرة مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي لتعزيز مكانتها كقوة تكنولوجية عظمى.
- أطلقت الصين مهمة "شنتشو-20" بقيادة تشين دونغ، مع خطط لإجراء تجارب علمية وإشراك دول أخرى في برنامجها الفضائي.
عاد ثلاثة رواد فضاء صينيين إلى الأرض، الأربعاء، بعدما أمضوا ستة أشهر في محطة تيانغونغ (القصر السماوي) المدارية الوطنية. وبوصول الثلاثي، تكون مهمة "شنتشو-19" Shenzhou-19 قد انتهت، وفق وسيلة إعلام رسمية، ما يمثل خطوة جديدة في سعي بكين إلى أن تكون قوة فضائية.
وحملت الكبسولة كلاً من كاي شيو تشي، وسونغ لينغ دونغ، ووانغ هاوزي، ثالث امرأة صينية تشارك في مهمة فضائية مأهولة، وهبطت في منغوليا الداخلية (شمال الصين) بٌعَيد الساعة الأولى من بعد الظهر بالتوقيت المحلي (05:00 توقيت غرينتش)، على ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأكدت الوكالة أن الكبسولة "هبطت بسلام" وأن رواد الفضاء الثلاثة العائدين "بصحة جيدة". واعتبرت الوكالة أن مهمة "شنتشو-19 المأهولة كانت ناجحة تماما". وبوصول الثلاثي، تكون انتهت مهمة "شنتشو-19". وكانت الصين أرجأت عودة الطاقم التي كان من المقرر في الأصل أن تحصل الثلاثاء، بسبب سوء الأحوال الجوية على الأرض.
The return capsule of the Shenzhou-19 crewed spaceship, carrying astronauts Cai Xuzhe, Song Lingdong and Wang Haoze, touched down at the Dongfeng landing site in north China's Inner Mongolia Autonomous Region on Wednesday. pic.twitter.com/X6YriXsu4y
— China Xinhua News (@XHNews) April 30, 2025
أعطى الرئيس الصيني شي جين بينغ دفعاً قوياً لـ"الحلم الفضائي" الصيني، الذي يهدف إلى إرسال طاقم صيني إلى القمر بحلول عام 2030 ثم بناء قاعدة قمرية هناك. وضخّت الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي محاولةً مواكبة الولايات المتحدة وروسيا، مما أدى إلى تعزيز هدفها بأن تصبح القوة التكنولوجية الأعظم في العالم.
وكان رواد الفضاء الثلاثة الأعضاء في مهمة "شنتشو-19" موجودين في محطة الفضاء الدولية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الفائت. وأجرى هؤلاء في المحطة عدداً من التجارب العلمية، وساهموا في صيانة محطة تيانغونغ، وسجلوا رقماً قياسياً جديداً لأطول عملية سير في الفضاء في التاريخ (أكثر من تسع ساعات).
وكان من بين رواد الفضاء الثلاثة في "شنتشو-19" وانغ هاوزي البالغة 35 عاماً، وهي كانت المهندسة الوحيدة المتخصصة في الرحلات الفضائية في الصين في وقت إطلاق المهمة، وأصبحت ثالث امرأة صينية تشارك في مهمة فضائية مأهولة بعد ليو يانغ (2012) ووانغ يابينغ (2013).
وتولى قيادة المهمة رائد الفضاء المخضرم كاي شيو تشي (48 عاماً)، وهو طيار مقاتل سابق ذهب إلى محطة تيانغونغ الفضائية خلال مهمة "شنتشو-14" Shenzhou-14 في العام 2022. وكان برفقتهما سونغ لينغ دونغ، وهو طيار سابق في القوات الجوية يبلغ 34 عاماً، شارك للمرة الأولى في رحلة فضائية.
طاقم جديد لمهمة "شنتشو-20"
أرسلت الصين الأسبوع الفائت طاقماً جديداً يضم ثلاثة رواد فضاء إلى محطة تيانغونغ، في مهمة "شنتشو-20". وأمضى أعضاء الفريق الجديد بضعة أيام مع زملائهم من "شنتشو-19" في المحطة. ويقود الطاقم تشين دونغ، وهو عقيد في الجيش يبلغ 46 عاماً، ستكون هذه المهمة رحلته الثالثة إلى الفضاء بعدما أصبح أول شخص صيني يمضي أكثر من 200 يوم في المدار عام 2022.
ويضم الطاقم أيضاً رائدي الفضاء تشين تشونغروي، وهو طيار سابق في القوات الجوية يبلغ 40 عاماً، ووانغ جيه (35 عاماً)، أول رائد فضاء من منغوليا الداخلية (شمال الصين). وستكون هذه أول مهمة فضائية لهما.
وتستمر المهمة ستة أشهر سيجرون خلالها تجارب في الفيزياء وعلوم الحياة. وسيتولى الطاقم تثبيت أجهزة حماية من الحطام الفضائي، وإجراء مهمات في الفضاء الخارجي، ومناورات تحاكي تزويد المحطة بالوقود والصيانة. وللمرة الأولى، ستحمل المركبة ديداناً مسطحة مائية معروفة بقدرتها على التجدد.
ومحطة تيانغونغ التي أُطلقت وحدتها المركزية عام 2021 هي أبرز جانب في البرنامج الفضائي الصيني، ومجهزة بفرق مؤلفة من ثلاثة رواد فضاء يتم استبدالهم كل ستة أشهر. وقد جرى استبعاد الصين من محطة الفضاء الدولية منذ العام 2011، عندما منعت الولايات المتحدة وكالتها الفضائية "ناسا" من التعاون مع بكين. وتسعى بكين مُذاك إلى إشراك دول أخرى في برنامجها الفضائي.
وفي فبراير/ شباط، وقّعت الصين وباكستان اتفاقاً يمهد الطريق لإرسال أول رائد فضاء أجنبي إلى محطة تيانغونغ الفضائية. وأكدت وكالة الفضاء الصينية الأربعاء أنّه في نهاية هذه العملية، "سيتم اختيار رائدي فضاء باكستانيين للمجيء إلى الصين وتلقي تدريبات".
(فرانس برس)