صحة القلب لدى كبار السن... عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل

صحة القلب لدى كبار السن... عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل

10 اغسطس 2021
أجريت الدراسة على 160 فرداً من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً (Getty)
+ الخط -

قالت دراسة جديدة إن تخفيض 250 سعراً حرارياً فقط يومياً بممارسة التمارين الهوائية باعتدال، يسفر عن نتائج أفضل في حالة كبار السن، الذين يعانون من السمنة المفرطة؛ إذ أدى الجمع بين التمارين البسيطة، مع انخفاض معتدل في السعرات الحرارية اليومية، إلى تحسينات أكبر في تصلب الشريان الأبهر (الأورطي)، وهو مقياس لصحة الأوعية الدموية، ما يؤثر على أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفق الدراسة التي نشرت في الثاني من الشهر الجاري، في مجلة "جمعية القلب الأميركية" فإنّ هذه التمارين المعتدلة مع تخفيف السعرات الحرارية، تؤدي إلى نتائج أفضل مقارنة بالتمارين الرياضية المكثفة أو ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى نظام غذائي أكثر تقييداً.
قد تساعد عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، مثل النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم، في تعويض الزيادات المرتبطة بالعمر في تصلب الشريان الأبهر. على الرغم من أن التمارين الهوائية (تمارين الكارديو)، لها تأثيرات إيجابية بشكل عام على بنية ووظيفة الأبهر، فقد أظهرت الدراسات السابقة أن التمارين وحدها قد لا تكون كافية لتحسين تصلب الأبهر لدى كبار السن المصابين بالسمنة.
وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة، تينا إي برينكلي، الأستاذة المشاركة في مركز أبحاث الشيخوخة في كلية الطب بجامعة "ويك فورست" في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، إن أهم ما يميز الدراسة الحالية؛ هي أنها الأولى من نوعها من حيث تقييم تأثيرات التمارين الرياضية الهوائية، مع ومن دون تقليل السعرات الحرارية على تصلب الأبهر.
تم قياس هذه العلاقة عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب والأوعية الدموية، للحصول على صور مفصلة للشريان الأورطي. وأضافت "برينكلي" في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ الفريق البحثي سعى إلى تحديد ما إذا كانت إضافة قيود السعرات الحرارية لفقدان الوزن، ستؤدي إلى تحسينات أكبر في صحة الأوعية الدموية، مقارنة بتمارين الكارديو وحدها لدى كبار السن المصابين بالسمنة.
أجريت الدراسة على 160 فرداً من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، ويعانون جميعاً من السمنة. كان متوسط عمر المشاركين 69 عاماً، و74 في المائة منهم من الإناث، ومثلت نسبة الأفراد ذوي البشرة البيضاء منهم 73 في المائة. تم تقسيم المشاركين عشوائياً إلى واحدة من ثلاث مجموعات.

لايف ستايل
التحديثات الحية

تمر كل مجموعة في عدد من الترتيبات لمدة 20 أسبوعاً، تشمل التمرن فقط مع نظامهم الغذائي المعتاد، أو ممارسة الرياضة بالإضافة إلى التقييد المعتدل للسعرات الحرارية (تقليل حوالي 250 سعرة حرارية في اليوم)، أو ممارسة الرياضة بالإضافة إلى تقييد السعرات الحرارية بشكل مكثف (تقليل ما يقرب من 600 سعرة حرارية في اليوم).
وكجزء من التجربة، قدمت للأفراد في المجموعتين الملتزمتين بقيود على السعرات الحرارية وجبات غذائية معدة مسبقا بأقل من 30 في المائة من السعرات الحرارية من الدهون وما لا يقل عن 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم المثالي. ومارس كل فرد من المشاركين في الدراسة تدريبات تمارين هوائية خاضعة للإشراف أربعة أيام في الأسبوع لمدة الدراسة التي استمرت 20 أسبوعا في مركز أبحاث الشيخوخة في كلية الطب بجامعة "ويك فورست".
تم تقييم بنية ووظيفة الشريان الأورطي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب والأوعية الدموية لقياس سرعة انتقال الدم عبر الشريان، وقابلية الانتفاخ، أو قدرة الشريان على التمدد والانكماش.
كشفت النتائج أن فقدان الوزن لما يقرب من 10 في المائة من إجمالي وزن الجسم خلال فترة الدراسة التي استمرت خمسة أشهر كان مرتبطا بتحسينات كبيرة في تصلب الشريان الأورطي لدى المشاركين المعينين في التمرين بالإضافة إلى مجموعة تقييد السعرات الحرارية المعتدلة.

وتشير هذه النتائج إلى أن الجمع بين التمرين والتقييد المتواضع للسعرات الحرارية بدلا من تقييد السعرات الحرارية بشكل مكثف أو عدم تقييد السعرات الحرارية، من المرجح أن يزيد من الفوائد على صحة الأوعية الدموية، مع تحسين فقدان الوزن والتحسينات في تكوين الجسم وتوزيع الدهون في الجسم.

المساهمون