صحافي جزائري يخسر قضية ضد "بي بي سي"

صحافي جزائري يخسر قضية ضد "بي بي سي"

14 يونيو 2022
حققت "بي بي سي" في الواقعة (فوك فالكيك/Getty)
+ الخط -

خسر صحافي جزائري في "بي بي سي" دعوى اتهم فيها رؤساءه بالتمييز العنصري، وزملاءه بوصفه بـ"البدوي"، بحسب ما نقلته صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن الصحافي رفع دعوى ضد "بي بي سي" بتهمة التمييز العنصري، بعد أن جرى تأديبه لكونه "صاخباً للغاية".

وأوردت أن أحمد روابة، وهو في الخمسينيات من عمره، ومن أصل جزائري، قد اتُّهم بـ"إزعاج" زملائه بالتحدّث "بعنف'' خلال اجتماع في يوليو/تموز 2019، عندما طُلب منه مخاطبة زملائه باللغة العربية الفصحى بدلاً من اللهجة الجزائرية.

وبعد تقديم الشكاوى، بدأ كبار المسؤولين في قسم الخدمة العالمية في "بي بي سي" تحقيقاً داخلياً رسمياً قال خلاله أحد العاملين إن على روابة أن يعبّر عن نفسه بطريقة أكثر "اعتدالاً".

واشتكى روابة من أن التعليقات المتعلقة بثقافته وعرقه كانت "غير مقبولة". وقبلت "بي بي سي" الشكوى، لكنها قرّرت في النهاية أن التعليقات لم تكن "ضارة أو خبيثة".

وذكر آخرون أن روابة، الذي يُرجَّح أنه لا يزال يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية، غالباً ما كان "غاضباً" في الاجتماعات.

وبعد تلقيه تحذيراً كتابياً نهائياً، قرر روابة مقاضاة الهيئة بتهمة التمييز العنصري والمضايقات، بدعوى أنها كانت ذروة "حملة الإيذاء المنهجية" التي استمرت ست سنوات ضده.

أقوال روابة ورأي المحكمة

زعم روابة أن زملاءه كانوا مصممين على إطاحته، وكثيراً ما أدلوا بتعليقات عنصرية تجاهه، متهماً "بي بي سي" بعدم القيام "بأي شيء يحميني من الترهيب والانتهاكات العنصرية".

وقدم دليلاً طبياً يقول إنه كان لديه "العديد" من مواعيد الطبيب العام على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب الإجهاد المرتبط بالعمل، الذي يزعم أنه سبّب له آلاماً في البطن وأعراض ارتجاع معدي مريئي.

ولكن في محكمة في وسط لندن، خسر روابا، الذي عمل في هيئة الإذاعة البريطانية منذ 10 سنوات، دعواه بشأن المضايقات المتعلقة بالعرق.

وقضت المحكمة بأن شكواه إما قدمت بعد فوات الأوان بعد الواقعة أو أنها لا تشكل "جزءاً من عمل مستمر".

أصل الحكاية

التعليقات التي شكلت جوهر قضية روابة ضد اثنين من زملائه صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكنه لم يعرضها على المحكمة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد فترة التقادم البالغة ثلاثة أشهر.

وانضم الصحافي إلى "بي بي سي عربي" في سبتمبر/أيلول 2012، حيث قدم العديد من القصص الإخبارية والرياضية والصور من الجزائر.

لكن المشاكل بدأت في يوليو/تموز 2019 بعد دعوته إلى اجتماع. كتب إليه أحد المديرين يشتكي من سلوكه في الاجتماع، قبل أن يردّ روابة بالشكوى من سلوك محرّرَين.

وقال إنه منزعج من أن يطلب منه التحدث باللغة العربية الفصحى، لأنه لا يمكن جميع المتحدثين العرب التحدث باللهجة الجزائرية.

أبرز محطات قضية أحمد روابة و"بي بي سي":

  1. أجرى مسؤولو الموارد البشرية في "بي بي سي" مقابلات مع الحاضرين في الاجتماع الذين قالوا إن روابة "عادة ما يغضب كثيراً وبسرعة"، زاعمين أنه رفع صوته على المحررين.
  2. في أغسطس/آب 2020، أوصى تقرير الموارد البشرية السيد روابة بالخضوع لمراجعة تأديبية رسمية في ما يتعلق بسلوكه وتلقيه تحذيراً كتابياً نهائياً.
  3. لكنه استأنف الحكم بعد حصوله على نسخ من المقابلات التي أجراها المحرران وقدم شكوى ضدهما بشأن تعليقاتهما.
  4. راجع مسؤول في "بي بي سي" التظلم، وقال لروابة: "أستطيع أن أرى لماذا قد يكون هذا مزعجاً لك عند قراءته، وأنا أوافق تماماً على أن هذه التعليقات غير مقبولة". لكنه رفض شكواه، قائلاً إن "اللغة غير الصحيحة وغير المقبولة" قد استخدمت "في محاولة لشرح الجوانب الثقافية والخلفية".
  5. على الرغم من القرار، واصل روابة معركته، واستأنف دون جدوى في اجتماع آخر في أغسطس/آب 2021، ثم رفع شكواه إلى المحكمة.

المساهمون