صحافيان فلسطينيان نجحا في عملهما ثم حصلا على شهادة الثانوية

صحافيان فلسطينيان نجحا في عملهما ثم حصلا على شهادة الثانوية

04 اغسطس 2021
ثائر الفاخوري (يمين) ورائد الشريف (فيسبوك)
+ الخط -

رغم انخراطهما في العمل الصحافي منذ سنوات، ونجاحهما فيه دون حصولهما على شهادة جامعية، أصرّ الصحافيان الفلسطينيان، ثائر الفاخوري (31 عاماً) ورائد الشريف (32 عاماً) من مدينة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، على التقدم هذا العام لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، فحصلا على ذات المعدل 84% بفارق أعشار بسيطة.

الصديقان الصحافيان لم يخبرا أحداً بهذه الخطوة إلا في اللحظات الأخيرة. ويقول ثائر الفاخوري لـ"العربي الجديد": "لا أحد يعرف بتقدمي سوى زوجتي، لقد كنت أخشى الفشل وتبعاته، حتى لا يؤثر بحياتي العملية التي نجحت فيها، فأنا ورائد ناجحان في العمل، وأصررنا على شق طريقنا في الحياة الأكاديمية".

قبل 15 عاماً، وبعد أن أنهى ثائر الفاخوري فصله الدراسي الأول في الصف الحادي عشر بمعدل 93%، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثم اعتقل عدة مرات لنحو خمس سنوات في سجون الاحتلال، وهو ما حرمه إكمال دراسته الثانوية والجامعية.

لكن ثائر شقّ طريقه العملية في التصميم الغرافيكي، بعدما حصل على خبرته من شقيقته المتخصصة في هذا المجال، ثم دخل حقل التصوير والمونتاج وتفوق فيهما، ووجد مساندة من أصدقائه.

عمل موظف علاقات عامة في بلدية الخليل، حتى أصبح يمتلك شركة لتقديم الخدمات الإعلامية لعدة فضائيات، وهو أيضاً لديه خبرات في مجال الصحافة المكتوبة، إلا أن ثائر، برغم نجاحه العملي على مدار 12 عاماً من الخبرة العملية، كان يشعر بأهمية وضرورة أن تكون لديه شهادة علمية.

حصل ثائر الفاخوري على معدل 84.6% هذا العام بامتحان الثانوية العامة للفرع الأدبي، وبحسب ما يؤكده لـ"العربي الجديد"، فإنه ينوي إكمال دراسته الجامعية، ويحاول الدراسة في الخارج، إذ لديه فرصة عمل يوائم بينها وبين دراسته.

لكن العائق أمامه هو منعه من السفر. ويعمل جاهداً خلال هذه الفترة على محاولة إزالة المنع من السفر عنه من خلال مؤسسة حقوقية، وإن لم يستطع، فسينتسب إلى إحدى الجامعات الفلسطينية، تزامناً مع استمرار عمله في شركة الإنتاج والإشراف عليه.

الكبار كبار من يوم يومهم 👍 ألف ألف مليون مبروك يا أساتذة رائد الشريف Thaer Fakhoury

Posted by Samer Roweshed on Tuesday, 3 August 2021

الحال هو ذاته بالنسبة إلى الصحافي رائد الشريف الذي يعمل مراسلاً لإحدى الفضائيات العربية، فقد كان من المفترض أن يجتاز امتحان الثانوية العامة في عام 2007، لكن الظروف الاجتماعية بوفاة جده حالت دون ذلك، ثم اعتقاله لدى قوات الاحتلال على فترات عدة لمدة عام.

يقول رائد الشريف لـ"العربي الجديد": "تقدمت بعد 14 عاماً من الانقطاع عن الدراسة أنا وزميلي ثائر الشريف إلى امتحان الثانوية العامة هذا العام"، مضيفاً: "رغم أن الشهادة ليست مقياساً في الحياة العملية، والإعلام موهبة تنمّى بالمهارات والممارسات، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الشهادة الجامعية".

يضيف الشريف: "كان لدي أنا وثائر عزيمة وإصرار على نيل شهادة الثانوية العامة، ومنها إلى الشهادة الجامعية، لقد وصلنا إلى كل شيء بحياتنا الشخصية والعملية، وعملنا مع عدة فضائيات عربية، لكن ما ينقصنا هو الشهادة الجامعية".

المساهمون