استمع إلى الملخص
- النمو السكاني للشعوب المعزولة: أظهرت دراسات حديثة نمواً سكانياً في مجتمعات الأمازون المعزولة، مثل باردو ريفر كاواهيفا، التي زاد عددها من 20 إلى 35-40 شخصاً منذ 1999، رغم التوسع غير الأصلي والدمار البيئي.
- سياسة عدم الاتصال: سياسة البرازيل بعدم بدء الاتصال مع الشعوب الأصلية منذ 1987 ساهمت في حماية ثقافاتهم ولغاتهم، مما أدى إلى نمو سكاني ملحوظ، وتبنت دول أخرى مثل بيرو وكولومبيا هذا النهج.
كشفت صور التقطتها كاميرات آلية في غابات الأمازون المطيرة البرازيلية عن مجتمع معزول تماماً. وتوثّق الصور الأولى لمجموعة من الرجال في مجتمع باسم "ماساكو" نسبة إلى النهر الذي يمر عبر أراضيهم، لكن لا أحد يعرف ما هو الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم، بينما لا تزال لغتهم ونسيجهم الاجتماعي ومعتقداتهم لغزاً. وعلى الرغم من الضغوط المتواصلة من جانب الشركات الزراعية، وقاطعي الأشجار، وعمال المناجم، وتجار المخدرات، تضاعف عدد سكان ماساكو على الأقل منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، إلى ما يقدر بنحو 200 إلى 250 شخصاً، وفقاً لمؤسسة الشعوب الأصلية البرازيلية الوطنية (فوناي)، التي تعمل منذ عقود من الزمان على حماية المنطقة.
معلومات شعب ماساكو
من المعروف عن سكان ماساكو أنهم يصطادون بأقواس يبلغ طولها ثلاثة أمتار، وينقلون قراهم بين موسم وآخر داخل الغابة. كما يثبطون همة الغرباء بزرع آلاف المسامير التي تخترق الأقدام والإطارات في الأرض. "الآن، مع الصور التفصيلية، من الممكن أن نرى التشابه مع شعب سيريونو، الذين يعيشون على الضفة المقابلة لنهر غوابوري، في بوليفيا"، كما تنقل صحيفة ذا غارديان عن الوكيل الحكومي لدى "فوناي"، ألتير ألغاير، الذي أمضى أكثر من ثلاثة عقود في حماية أراضي ماساكو، والذي يضيف: "لكن لا يزال لا يمكننا أن نقول من هم. هناك الكثير مما لا يزال لغزاً".
عدم الاتصال ينقذ الشعوب الأصلية
بالرغم من غزو السكان غير الأصليين وتوسّعهم في الأمازون، وبالرغم من الدمار البيئي، تعيش الشعوب المعزولة حالة نمو سكاني في جميع أنحاء الأمازون. في عام 2023، كشفت مجلة نيتشر العلمية عن نمو سكاني على طول حدود البرازيل مع بيرو وفنزويلا، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية قطعاً أكبر مزروعة وبيوتاً طويلة موسعة. كما رأى المتخصصون في الغابة أدلة على نمو مماثل بين المجتمعات التي لا تزرع المحاصيل أو تبني هياكل كبيرة مرئية من الفضاء. ومن بين هذه المجموعات مجموعة باردو ريفر كاواهيفا، التي انتقلت من 20 شخصاً في 1999 إلى ما بين 35 و40 شخصاً حالياً.
وتقول صحيفة ذا غارديان إن هذا النمو السكاني وعدم فقدان الثقافة أو اختفاء اللغة بين هذه القبائل، عكس باقي دول العالم، هو حصاد لجهود البرازيل القائمة على عدم بدء الاتصال مع هؤلاء السكان، وهي السياسة التي كانت البرازيل رائدة في تطبيقها في عام 1987، بعد عقود من الاتصال الذي قادته الحكومة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 90 % من الأشخاص الذين جرى الاتصال بهم، ومعظمهم بسبب المرض. ومنذ ذلك الحين، تبنّت بيرو وكولومبيا والإكوادور وبوليفيا نهجاً مشابهاً.