شركات تكنولوجيا تراهن على إنشاء مراكز بيانات في الفضاء

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 06 نوفمبر 2025 - 06:06 (توقيت القدس)
تصميم ​​كرة أرضية وبيانات (يويتشيرو تشينو/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتجه شركات التكنولوجيا الكبرى والناشئة نحو إنشاء مراكز بيانات في الفضاء كحل لقيود الطاقة الحالية، حيث أعلنت "غوغل" عن مشروع "صنكاتشر" لإطلاق أقمار صناعية تجريبية بحلول 2027، وأكد إيلون ماسك أن "سبايس إكس" ستطلق مراكز بيانات فضائية بحلول 2026.

- تعتمد هذه المشاريع على أقمار صناعية في مدار منخفض متصلة عبر أشعة الليزر، لكن تواجه تحديات تقنية مثل مقاومة الإشعاع ودرجات الحرارة القصوى، مما يتطلب هندسة مبتكرة.

- يوفر الفضاء مزايا مثل إمداد طاقة مستمر من الشمس، مما يلبي احتياجات التكنولوجيا المتزايدة دون الحاجة لشراء أراضٍ أو تصاريح تنظيمية.

تهدف شركات تكنولوجيا عملاقة وأخرى ناشئة إلى وضع خوادم وإنشاء مراكز بيانات في الفضاء، وترى في ذلك حلاً لقيود إمدادات الطاقة الحالية. وفي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قال رئيس شركة ستاركلاود الناشئة، فيليب جونستون، إن "الفكرة هي أنه سيكون من المنطقي قريباً بناء مراكز بيانات في الفضاء أكثر من الأرض".

وخلال الأشهر القليلة الماضية، توالت الإعلانات بسرعة كبيرة، وكان آخرها الثلاثاء مع كشف "غوغل" عن مشروع "صنكاتشر" الذي يهدف إلى إطلاق أول قمرين اصطناعيين تجريبيين بحلول مطلع عام 2027. بدوره، أكد إيلون ماسك الجمعة أن شركته سبايس إكس ستتمكن من وضع "مراكز بيانات" محسّنة خاصة بها في الفضاء بفضل النسخة الثالثة من قمرها الاصطناعي ستارلينك المتوقع إطلاقه عام 2026. وكان صاروخ الإطلاق التابع لـ"سبايس إكس" هو الذي وضع القمر الاصطناعي الأول لستاركلاود في المدار الأحد.

وتتشابه بنية معظم هذه البرامج: مجموعة من الأقمار الاصطناعية في مدار أرضي منخفض قريبة من بعضها البعض (بمسافة 100 إلى 200 متر فقط بالنسبة لشركة "غوغل") لضمان اتصال موثوق بينها، فيما سيقام اتصال بالأرض عبر أشعة الليزر. ويقول أستاذ الهندسة في جامعة أريزونا كريشنا موراليداران الذي يعمل على هذا الموضوع: "لدينا بالفعل دليل على أن الأمر ممكن".

ولم تُحَلّ جميع الجوانب الفنية للعملية حتى الآن، ومن بينها مقاومة المعالِجات للمستويات العالية من الإشعاع في هذه البيئة. ويشير المتشككون أيضاً إلى درجات الحرارة القصوى، وصعوبة صيانة الأقمار الاصطناعية، ووجود حطام ونيازك دقيقة يمكن أن تلحق بها ضرراً. ويقرّ الأستاذ المساعد للهندسة في جامعة ميشيغان، كريستوفر ليمباش، بأنه "ستكون هناك حاجة إلى هندسة" مبتكرة، لكن "هذا سيؤثر فقط على الميزانية، وليس على الجدوى الفنية".

ويوفر الفضاء مزايا متعددة مقارنة بالأرض، أولاها وأهمها الإمداد بالطاقة، حيث يمكن وضع القمر الاصطناعي في مدار متزامن مع الشمس، ما يضمن تزويد الألواح الشمسية الخاصة به بأشعة مستمرة. علاوة على ذلك، تستقبل الألواح في ظل هذه الظروف طاقة شمسية تعادل ثمانية أضعاف ما تستقبله نظيرتها على الأرض. والوصول إلى مصدر طاقة غير محدود ومتاح بالفعل يسيل لعاب صناعة التكنولوجيا في ظل احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء، خصوصاً لتطوير الذكاء الاصطناعي المقيد حالياً بعدم كفاية البنية التحتية في الولايات المتحدة. وهناك ميزة رئيسية أخرى وهي أن إنشاء مركز بيانات في الفضاء لا يتطلب شراء الأراضي ولا الحصول على التصاريح التنظيمية، ولا يشكل إزعاجاً لأحد.

(فرانس برس)

المساهمون