شركات الإنتاج الغنائي العربية والشراكات الدولية

شركات الإنتاج الغنائي العربية والشراكات الدولية

01 مارس 2021
محاولات توأمة بين الموسيقى العربية والموسيقى العالمية (Getty)
+ الخط -

منذ سنوات، يؤسس البعض لمحاولات توأمة بين الموسيقى العربية والموسيقى العالمية، خصوصاً بعد عصر الانفتاح الكبير وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور المنصّات الخاصة بالإنتاج الموسيقي، والتي صارت تُشكل القاعدة الأساس لمختلف الإصدارات الموسيقية والغنائية في العالم.

لكن الواقع العربي المتأزم أصلاً سياسيًا واقتصاديًا، عانى هو الآخر على صعيد الإنتاج الفني. إضافة إلى ذلك، ظهرت استراتيجية الاحتكار في منتصف التسعينيات مع دخول شركة "روتانا" عالم الإنتاج من الباب الواسع، وتحجيم شركات إنتاج كبرى حكمت لسنوات عالم الإصدارات الغنائية بين القاهرة وبيروت، مثل "عالم الفن" و"ريلاكس إن" و"ميوزك ماستر" و"الخيول" وغيرها. ولم تكتف "روتانا" بذلك، بل حاولت تقزيم هذه الشركات عن طريق شرائها لشركة "الخيول"، أو إقناع أصحابها بالشراكة مع "روتانا".

بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم عام 2008، لم يتمكَّن الأمير الوليد بن طلال من مواصلة ضخّ السيولة في شركة "روتانا"، نظراً للخسارات الكبيرة التي لحقت بعالم الإنتاج، فضلاً عن معاناة معظم شركات الإنتاج من القرصَنة على الحقوق الفكرية وتزوير الـ"سي دي"، بطريقة خرجت عن السيطرة، وكبَّدت "روتانا" وغيرها خسائر فادحة.

لجأ الوليد بن طلال إلى الاستعانة بكُبرى شركات الإنتاج في العالم. وأعلن في شباط/فبراير 2010 من العاصمة السعودية الرياض أنَّ مجموعة "روتانا" الإعلامية التي يملكها ستبيع 9.09 بالمئة من أسهمها لشركة "نيوز كورب" العملاقة التي يملكها روبرت مردوخ، مع إبقاء المجال مفتوحاً أمام مضاعفة هذه الحصة. وسبق للرجلين أن تقاربا على مستوى الأعمال، إذ إن مجموعة المملكة القابضة التي يملكها الوليد اشترت سبعة بالمئة من أسهم "نيوز كورب"، كما أن "روتانا" تبث أعمالاً تنتجها Fox Entertainment التابعة لمردوخ عبر قناتيها Fox Series وFox Movies اللتين تبثان من دبي. لكن بعد سبع سنوات قالت معلومات إن الوليد بن طلال باع حصته في "نيوز كورب" دون معرفة الأسباب، وذلك بعد حجزه احتياطياً في الرياض بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان.

واليوم، بعد عامين من توقيع بن طلال لاتفاق آخر مع منصة "ديزر" الفرنسية، لم يشهد عالم الغناء أو الإنتاج الفني العربي تقدمًا ملحوظًا، بل على العكس حجَّم هذا التعاون بين "روتانا" والمنصة الفرنسية أعمال الفنانين بسبب الشروط التي تفرضها "ديزر" على المتابعين. الأمر الذي يجده بعض المتابعين العرب صعبًا، فيتجهون إلى "يوتيوب" دون عناء، وهذا بالتالي انعكس سلبًا على التعاون بين فناني "روتانا" بالدرجة الأولى الذين حوصروا أو منعوا من نشر أعمالهم الغنائية على المنصّات العربية كـ"أنغامي"، بل أدّى هذا الأمر إلى خروج بعضهم من الشركة مثل إليسا.

اليوم تعود الصورة نفسها للاتفاق الجديد الذي تم بين "روتانا" وشركة "وورنر ميوزك غروب" والذي لا يعدو كونه صفقة لبيع المحتوى الغنائي العربي لشركة موسيقى عالمية من باب زيادة الأرباح ورأس المال، في حين تخرج بعض الأصوات لتجزم أن هذا التعاون سيسهل عملية انتشار الفنانين العرب على الصعيد العالمي، وهو أمر مستغرب، ويأتي من باب التحفيز على تشجيع الفنانين للانتساب مجدداً إلى "روتانا"، وكسب الشركة المحتوى الغنائي فقط لا غير، ثم بيعه مرة أخرى.

دلالات

المساهمون