شاب عراقي يدير مسرحاً للدمى في منزله

شاب عراقي يدير مسرحاً للدمى في منزله

12 ابريل 2022
يعبر الحاج عن حلمه برؤية مدرسة عراقية للدمى (العربي الجديد)
+ الخط -

من داخل منزله في مدينة العمارة، العاصمة المحلية لمحافظة ميسان جنوبي العراق، يواصل مهند الحاج عمله في صناعة الدمى بشخصيّات وأشكال مختلفة من القماش والإسفنج، لتعزيز مسرحه المخصص للأطفال.

يقول الحاج إن من حقهم أن يجدوا مثل هذا النوع من الفن الهادف، إذْ عادة ما تحمل ثنايا مسرح الدمى حكايات وقصصا نافعة للأطفال بمختلف أعمارهم.

ويضيف لـ"العربي الجديد" أنَّ هدفه "إشاعة الفن الهادف للأطفال الذين وجدوا الأجهزة الإلكترونية والألعاب الأجنبية تحاصرهم من كل جانب وأبعدتهم عن التفكير والاستنتاج والمحاكاة مع الواقع".

ولا يدرّ مشروع الحاج عليه بالربح الكثير، لكنّه سعيد، كما يقول، بما يفعله في صناعة العرائس والدمى المتنوعة وبيعها أو التمثيل بها في فعاليات مسرحيّة مخصصة للأطفال، معبّراً عن حلمه بتأسيس مسرح دمى رئيسي في مدينته على غرار ما هو موجود في بغداد، لإعادة هذا النوع من الفنون المخصصة للأطفال.

ويُخصص الحاج غرفة صغيرة في منزله كورشة عمل لصناعة الدمى عبر منضدة صغيرة وخيوط وأبر والصمغ وأزرار وإسفنج وبقايا ملابس مستعملة أو جديدة، ويحدد مسبقاً الشخصية التي يريد صناعتها والدور الذي ستتكفل به في عمله المسرحي.

ويضع عدداً من الشهادات والجوائز التي حصل عليها خلال السنوات الأخيرة عن عمله هذا، ويقول: "مثّلت في عددٍ من المسرحيات، وأجد نفسي موهوباً بالفطرة في هذا المجال، وأحب مسرح الأطفال وأجيد تحريك الدمى، ومن هنا استهوتني فكرة صناعتها".

نجوم وفن
التحديثات الحية

ويشتري الحاج المواد الأولية من السوق المحلية، ويصمّم العرائس على الورق أولاً، ثم يحولها إلى مُجسّمات مُتقنَة يحبها الأطفال.

وعن أهمّ الدمى التي يصنعها، يقول الحاج إنها "شخصيات بشرية وأخرى حيوانات معروفة ومقربة لذهنية الطفل من مثل (سوبر مان) و(ميكي ماوس) وسلاحف النينجا وأشكال القطط والطيور. وأعمل أيضاً على قراءة البيئة العراقية، وما يرغب به الطفل. وهذا فن يحتاج إلى صبر ودقة ومعرفة بأدوات العمل، لأن أية ثغرة ستكون ذات ردّة فعل عكسية من قبل الطفل لأنّه لن يتقبّلها".

ويعبر الحاج عن حلمه برؤية مدرسة عراقية للدمى، وأن تهتمّ وزارة الثقافة بهذا الفن لتربية الطفل الذي يجد في مثل هذه العروض ما يعوضه عن الأفلام، وما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، أو على الأقل أن نخفّف عنهم الإدمان على الأجهزة اللوحية والحواسيب.

يعمل الحاج على إشاعة الفن الهادف للأطفال (العربي الجديد)

يقول إنه يتمّنى أن يجد مهرجانات في العراق تهتم بمسرح الدمى أو العرائس، مشيراً إلى أن ما يقوم به بعض الأكاديميين من جهود خاصة في بغداد جديرة بالاهتمام، لكنها تبقى محصورة في الأكاديمية والمسابقات.

الناقد والأديب العراقي عبد الحسين بريسم الذي ينحدر من مدينة العمارة أيضاً الغنية بالمواهب يقول إن الحاج واحد من القلّة العاملين في هذا المجال على مستوى العراق الذي يصنع ويمثل العرائس منذ الصغر، وهو بحاجة إلى دعم من الحكومة ووزارة الثقافة لأنه لا يقدم على صناعة شخصية، بل يقدمها للأطفال من خلال المسرح عبر مجسمات يحتاجها النص المسرحي خاصة، وأنه من أصعب الفنون. 

ويؤكد أن الفنان لا يتقن دمى الأطفال فحسب، بل يتقن أيضاً معرض الدمى المخصّص للكبار الذي يحتاج إلى أدوات أكبر وأغلى، ولا بد للجهات المعنية من الاهتمام بهذا الفن الجميل مادياً ومعنوياً، لأن أيّ عمل فنّي يحتاج إلى الدعم والإسناد.

المساهمون