سينمائيات إيرانيات: نواجه "عنفا منظماً وابتزازاً جنسياً" من النجوم

سينمائيات إيرانيات: نواجه "عنفا منظماً وابتزازاً جنسياً" من النجوم

07 ابريل 2022
وقعت أكثر من 300 ممثلة ومخرجة إيرانية بياناً، منهنّ نيكي كريمي (إليزابيتا فيلّا/Getty)
+ الخط -

خلال العقد الأخير، وفي حالات نادرة، تقدمت ممثلات إيرانيات بشكاوى عنف وتحرش، تعرضن لها خلال إنتاج الأعمال السينمائية. لكنها كانت عابرة، ولم تثر اهتماماً يذكر. وأحياناً، كانت تواجَه بالنفي والرفض، حتى من قبل أبناء السينما الإيرانية أنفسهم. 
غير أن مجموعة تغريدات لمساعدة المخرجة سمية ميرشمسي، خلال عطلة النوروز، أطلقت شرارة حملة ضد العنف والتحرش بالسينمائيات الإيرانيات، لم تنته بعد. ويزداد يومياً زخم الحملة، لتنضم إليها وجوه سينمائية، فضلاً عن تعليقات رسمية تؤكد معالجة مخاوفهن والبت في هذه الممارسات. 
اتهمت ميرشمسي في تغريداتها، الممثل الإيراني الشهير فرهاد أصلاني، بأنه مارس معها ومع زميلات لها، "سلوكاً سلطوياً سيئاً"، تضمّن التحرش الجنسي بالممثلات، خلال إنتاج عمل سينمائي، لم تذكر اسمه.  
وتشرح الفنانة ميرشمسي في تغريدتها وقائع غير لائقة، حصلت معها ومع زميلات لها خلال عملية إنتاج الفيلم، لافتة إلى أن أصلاني، بعدما عاملها بعنف لفظي مرات عدة، وأمسك بيدها وطلب منها أن تقبل وجهه. 

وتضيف ميرشمسي، أن المشاريع السينمائية الصغرى التي ينجزها مخرجون غير معروفين، ويشارك فيها ممثلون معروفون، تشهد مثل هذه السلوكيات أكثر من غيرها، قائلة: "في كثير من هذه المشاريع، يتفرعن الممثلون (المعروفون الذين يستغلون مكانتهم) ونحن كوادر الإنتاج نتأذى كثيراً ونُقصى... عندما يعمل ممثل كبير وشهير مع مخرج صغير، فيعلم جميعنا من هو الملك ومن يدير المشهد". 
هذه ليست المرة الأولى التي توجّه فيها إيرانيات اتهامات بالتحرش ضد شخصيات فنية وسينمائية معروفة. قبل عامين، أيضاً، تحدثت نساء إيرانيات في إطار حملة "أنا أيضاً" العالمية، عن تعرضهن للتحرش، من قبل فنانين معروفين.
لكن الحملة الأخيرة هي الأكثر وضوحاً ومباشرةً وزخماً، في ظل انضمام عدد كبير من السينمائيات الإيرانيات إليها. وتضامنت نقابة مساعدي المخرجين الإيرانيين مع ميرشمسي، ودعت العاملين في السينما الإيرانية إلى كسر الصمت حول "انتهاك الحرمات" في السينما. 
وفي السياق نفسه، وقعت أكثر من 300 ممثلة ومخرجة إيرانية، بينهن شخصيات معروفة، مثل هديه طهراني، ونيكي كريمي، على بيان غير مسبوق، تعقيباً على ما كشفت عنه المخرجة ميرشمسي. 
وتحدثت الفنانات عن "عنف منظم وابتزاز جنسي" ضد المرأة في السينما الإيرانية، كما دعون السلطات الإيرانية إلى التصدي القانوني الجاد للمعنفين، مشيرات إلى "تجارب مريرة"، من أنواع العنف والتحرش اللفظي، والاغتصاب. 

ودعت هؤلاء بيت السينما الإيرانية، وهو أكبر منظمة راعية للسينما في البلاد، إلى تشكيل لجنة مستقلة للبحث في هذه الجرائم ومعالجتها، مع المطالبة بفرض غرامات مالية على المتحرشين ومنعهم من ممارسة النشاط السينمائي والفني. 

أدان بيت السينما الإيرانية، بدوره، في بيان "أي عنف محتمل، خاصة العنف الجنسي بأشكاله المختلفة خلال الأنشطة الفنية والثقافية"، معلناً أن "مجلس الحماية" التابع للبيت السينمائي سيبحث هذه الحوادث بسرية تامة.  
غير أن الممثلات والمخرجات اعترضن على إحالة الشكاوى إلى مجلس الحماية، معلنات في بيان آخر أن "بعض أعضاء المجلس قمعوا في وقت سابق شهادات السينمائيات". 

واتهمت الفنانات الموقعات على البيان، "مجلس الحماية" التابع للبيت السينمائي، بأنه يفتقر إلى الاستقلال الكافي؛ لأن بعض أعضائه ذوو مناصب عليا، ومصالحهم أصبحت مرتبطة بعلاقاتهم العامة.  من جهتها، تعاطفت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة، مع السينمائيات، ودعتهن إلى اجتماع في مكتبها لبحث مشاكلهن واتخاذ حلول عملية لمنع تكرارها.  
وفي أول رد لها على الحملة، طالبت السلطة القضائية الإيرانية بحماية السينمائيات، إذ قال أمين لجنة حقوق الإنسان، كاظم غريب أبادي، إن "على وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي والجمعيات النقابية السينمائية اتخاذ تدابير وآليات لتزاول الفنانات عملهن في السينما من دون قلق، والبت في أي أعمال عنف تحدث".

المساهمون