استمع إلى الملخص
- منصة "إكس" كانت مركزاً لتداول مقاطع فيديو مضللة، مثل غارات جوية زُعم أنها حديثة، لكنها تعود لأحداث سابقة، مثل الحرب الإسرائيلية على لبنان ودخول آليات تركية في 2019.
- مواقع التحقق من الحقائق كشفت زيف العديد من الصور والفيديوهات المتداولة، والتي زُعم أنها توثق انتهاكات حديثة، لكنها تعود لأحداث سابقة مثل مجزرة البيضا عام 2013.
ترافقت الأحداث الأمنية المتتالية في سورية، بدءاً من هجمات فلول قوات النظام السابق وصولاً إلى عمليات قتل جماعي على أساس طائفي ارتكبتها فصائل تابعة للإدارة الجديدة، مع انتشار كمّ هائلٍ من الصور ومقاطع الفيديو والأخبار التي اختلط فيها الصحيح بالمضلّل على منصات التواصل الاجتماعي.
شهدت منصة إكس، خصوصاً، نشر العديد من الأخبار الكاذبة وإعادة ترويج لمقاطع قديمة من أماكن مختلفة على أنّها صوّرت خلال الأيام الماضية في الساحل السوري.
في هذا السياق، أُعيد نشر أكثر من فيديو عبر "إكس" لغارات جوية مع الادّعاء أنّها هجمات يشنّها الطيران السوري ضد مناطق سكنية في الساحل. لكن عمليات المراجعة والتدقيق كشفت أنّ هذه الادعاءات كاذبة.
يُظهر فيديو مصوّر من شرفة منزل غارة جوية، يتبعها صوت صراخ وهلع، مع الادعاء بأنه قصف مصدره الطيران السوري "لمنازل المدنيين في الساحل بالبراميل المتفجرة"، لكن منصة "في ميزان فرانس برس" لتقصي الحقائق بيّنت أن هذا المقطع يعود إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، إذ أظهرت مراجعة المنصة أنّ الفيديو يوثّق غارةً إسرائيلية على منطقة البقاع، شرقي لبنان، وكان قد نشر لأول مرة في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ولفتت إلى أنّ فيديو آخر عن "دخول آليات وأرتال عسكرية للجيش التركي من معبر باب الهوى" إلى سورية لدعم الحملة الأمنية للحكومة في الساحل مضلّل، مبينة أنّه مقطع قديم يعود إلى عام 2019، ويظهر وصول قافلة عسكرية تركية إلى الحدود مع سورية، لتعزيز الوحدات الموجودة هناك، وفقاً لما نشره الإعلام التركي آنذاك.
وكشف موقع مسبار عن زيف مقطع فيديو متداول آخر يُزعم أنه لقصف قوات تابعة للحكومة السورية مقاتلين من فلول نظام الأسد بمسيّرة شاهين، وبيّن أن المقطع يوثق قصفاً للقوات الروسية في أوكرانيا في 11 فبراير/ شباط الماضي.
وضّح "مسبار" أن عدداً من الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على أنّها توثيق لانتهاكات ارتكبتها القوات التابعة للحكومة السورية ضد المدنيين في الساحل مضللة وتعود إلى فترات سابقة.
أظهرت إحدى هذه الصور مسلحين يدوسان على جثتين لمدنيين مقتولين مع الزعم بأنّ الحادثة وقعت أخيراً، لكن التدقيق بيّن أنّها نشرت لأول مرة في مايو/ أيار 2016، وتوثّق هجوماً لمقاتلين إسلاميين على قرية الزارة التي يسكنها العلويون بالقرب من مدينة حماة وسط البلاد، وقتلهم عدداً من المدنيين من النساء والأطفال.
وكشف "مسبار" أن صورة أخرى تظهر طفلين مقتولين في الشارع، مع الزعم أنّها لطفلين علويين قُتلا خلال عمليات التصفية الطائفية في بانياس خلال الأيام الماضية، تعود في الحقيقة إلى عام 2013، وتوثق مجزرة ارتكبتها قوات موالية للنظام المخلوع بحق المدنيين.
الأمر نفسه تكرّر مع فيديو آخر زُعم العثور عليه في "هاتف أحد فلول النظام لإعدام مجموعة من المدنيين في وقت سابق"، قبل أن تكشف منصة تأكد لتقصي الحقائق عن أنّه منشور على الإنترنت منذ 11 عاماً، ويوثّق مجزرة لقوات نظام الأسد ضد المدنيين في قرية البيضا في ريف طرطوس عام 2013.
إضافةً إلى ذلك، انتشرت مزاعم متعددة حول اغتيال شخصيات سياسية ودينية وناشطين، ومنها على سبيل المثال خبر عن إعدام قوات الحكومة السورية الكاهن يوحنا يوسف بطرس في مدينة طرطوس، ما نفته لاحقاً مطرانية طرطوس للروم الأرثوذكس، مشيرةً إلى عدم وجود كاهن بهذا الاسم لديها.
وكانت الأوضاع قد تفجّرت في محافظتي طرطوس واللاذقية في الساحل السوري بعد سلسلة هجمات منسقة قادها فلول نظام الأسد ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى، الخميس الماضي.
تزامن ذلك مع هجوم شنّته فصائل مسلحة، تخلّلتها انتهاكات ومجازر طائفية بحق العلويين. ووثّق المهاجمون عدداً كبيراً من عمليات القتل من خلال مقاطع فيديو نشروها، عبر تطبيقات مثل "تليغرام" و"واتساب"، تظهر عمليات إعدام لمدنيين.