سلطات الجزائر تعتقل ناشطين بسبب فيديوهات "التمييز ضد الجنوب"

06 مارس 2025
علم الجزائر في أحد شوارع العاصمة، 22 مارس 2019 (رياض كرامدي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقلت السلطات الجزائرية ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بتهم التحريض على الكراهية والتمييز، بعد أحداث عنيفة مرتبطة بمباراة كرة قدم بين ناديين من العاصمة وورقلة، مما أدى إلى إلغاء المباراة.
- أصدرت الجزائر قانوناً في 2020 يجرم خطاب الكراهية والتمييز، وتواصل السلطات رصد هذه الجرائم، حيث تم توقيف ستة أشخاص لنشرهم محتويات تضر بالمصلحة الوطنية.
- في سياق منفصل، تم سجن ناشطة ومؤثرين آخرين بتهم تتعلق بنشر محتويات غير أخلاقية، حيث تبدي السلطات صرامة متزايدة ضد هذه الأنشطة.

اعتقلت السلطات في الجزائر مزيداً من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز بحق سكان الجنوب، في أعقاب أحداث ذات صلة بمباراة كرة قدم بين نادٍ من العاصمة الجزائرية وآخر من مدينة ورقلة، جنوبي البلاد. كذلك تستمر حملة توقيفات أخرى بحق مؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، بتهمة "تقديم محتويات منفلتة أخلاقياً ومجتمعياً".

وأعلنت الشرطة الجزائرية، في بيان، أمس الأربعاء، توقيف ستة أشخاص مشتبه فيهم، على إثر رصد مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص يطلقون هتافات تنشر خطاب الكراهية والتمييز على خلفية أحداث لقاء فريقي مستقبل الرويسات واتحاد الحراش. وذكر البيان أنّ فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية في أمن ولاية الجزائر التي فتحت تحقيقاً ابتدائياً في القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تمكّنت من تحديد أصحاب الحسابات الإلكترونية وتوقيفهم.

وبعد عرض المشتبه فيهم أمام النيابة العامة بتهم "التمييز ونشر خطاب الكراهية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونشر فيديوهات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وترويج ووضع منشورات من شأنها المساس بالنظام والأمن"، تقرّر حبسهم احتياطياً إلى حين موعد محاكمتهم. وفي وقت سابق، أعلنت نيابة الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، توقيف شخصين آخرين في القضية نفسها، وأودعا الحبس الاحتياطي أيضاً.

وكان عدد من الناشطين قد طالبوا السلطات بالتحرّك والقيام بخطوات رادعة لوقف حملة التنمر والكراهية والتمييز المناطقي بحق سكان مدينة ورقلة والجنوب الجزائري، في أعقاب الأحداث العنيفة التي سبقت المباراة بين الناديين في دوري الدرجة الثانية الجزائري على ملعب ورقلة جنوبي البلاد، والتي أدت إلى إلغاء المباراة.

وفي إبريل/ نيسان 2020، أصدرت الجزائر قانون الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية، ونصّ القانون على تجريم كل خطاب أو ممارسة تتضمن إثارة الكراهية والتمييز الجهوي والمناطقي والعرقي، وكُلّفت السلطات والهيئات المدنية رصد حالات التمييز وخطاب الكراهية، وإدانة هذه الجرائم التي ترتكب باستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

وفي سياق منفصل، قضت محكمة سطيف شرقي الجزائر، بسجن ناشطة على منصات التواصل معروفة باسم دنيا السطايفية، لمدة خمس سنوات نافذة، بعد إدانتها بتهم "صناعة محتوى وعرض فيديوهات مخلة بالحياء على منصات التواصل الاجتماعي، وبيع صور مخلة بالحياء، والوساطة في ممارسات الدعارة". كما أودع المغني حبيب ميمون السجن الاحتياطي في انتظار محاكمته خلال أيام، علماً أنه نجل ممثل مشهور في الجزائر.

كذلك، قررت محكمة الجنح في سيدي امحمد وسط العاصمة الجزائرية إيداع المؤثر المعروف باسم "موح الوشام" على "تيك توك"، الحبس المؤقت إلى حين محاكمته الأسبوع المقبل، بتهمة "نشر الرذيلة والإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض فيديوهات مخلة بالحياء"، إضافة إلى تهم "إهانة هيئة نظامية ورفض الامتثال للقوة العمومية"، حيث قاوم رجال الأمن لدى محاولة توقيفه في منزله بالعاصمة الجزائر.

وتبدي السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة صرامة وحزماً شديدين ضد المؤثرين والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك ضد أصحاب أغاني توصف بالهابطة وتشجع على الهجرة غير الشرعية والانتحار والمخدرات وغيرها.

المساهمون