سكان نيويورك ممتعضون من ضجيج المروحيات: مشروع قانون ضد التلوث السمعي

سكان نيويورك ممتعضون من ضجيج المروحيات: مشروع قانون ضد "التلوث السمعي"

16 يونيو 2022
يدفع السياح 200 دولار مقابل جولة بالمروحية في سماء المدينة (Getty)
+ الخط -

يواجه سكان نيويورك من جديد مشكلة مألوفة لهم تتمثّل في الأصوات الصاخبة للمروحيات التي كانت رحلاتها توقفت جراء جائحة كوفيد-19.

وتقول ميليسا إلستين، التي تقود حملة لحظر رحلات المروحيات غير الضرورية، إنّ "شقتي باتت تهتزّ على وقع تحليق مروحيات أكبر حجماً من سابقاتها".

وتقول إلستين، البالغة من العمر 56 سنة، لوكالة فرانس برس، إنّ "المروحيات تتسبب في تلويث الهواء وتحدث تلوثاً سمعياً يحمل أضراراً على صحة السكان".

وتشهد نيويورك باستمرار رحلات لمروحيات يستقلها سياح لمشاهدة معالم المدينة ضمن جولات سياحية جوية قصيرة ومكلفة.

وتنقل هذه المروحيات كذلك السكّان الأثرياء الذين يرغبون في تجنّب الطرقات المزدحمة أثناء ذهابهم إلى منازلهم الصيفية الواقعة بمحاذاة الشاطئ في منطقة هامبتونز الفخمة.

وليست إلستين الممتعضة الوحيدة في نيويورك من الضجيج شبه المستمر الذي تتسبّب به عشرات آلاف الرحلات المُنظمة سنوياً، فقد تلقت المدينة في العام الماضي 25821 مكالمة عبر خطها الساخن يشكو أصحابها من ضجيج المروحيات، فيما بلغ عدد المكالمات المماثلة 10359 في العام 2020.

وأتت الغالبية الساحقة من الشكاوى (21620 شكوى) من سكان مانهاتن.

وقد يعيش السكان فترات هادئة في المستقبل القريب، إذ وافق مجلس ولاية نيويورك التشريعي هذا الشهر على مشروع قانون ينصّ على فرض غرامات تصل إلى عشرة آلاف دولار يومياً على الشركات التي تثير ضجيجاً "مفرطاً".

وفي حال وقّعت حاكمة الولاية كاثي هوكول على المشروع وأصبح قانوناً، سيمثّل أوّل تشريع تصدره الولاية يتصدّى للتلوث السمعي الناجم عن المروحيات.

وقال معدّ مشروع القانون السناتور براد هويلمان إنّ "عدداً كبيراً من سكان نيويورك أصبحوا عاجزين عن العمل من منازلهم بشكل مريح أو الاستمتاع بنزهة على الواجهة البحرية، كما أنّ نوم الأطفال أصبح معكّراً نتيجة الضجيج والاهتزازات المستمرة من استخدامات غير ضرورية للمروحيات".

وأشار إلى أنّ مروحية واحدة من شأنها أن تتسبّب في انبعاث كميات من ثاني أكسيد الكربون تفوق تلك المنبعثة من سيارة تسير لساعة بـ43 مرة.

وأكّد هوليمان في بيان أنّ "ضجيج المروحيات لا يتسبب بالإزعاج فقط، بل يضرّ بصحتنا وبيئتنا".

أما أندي روزنثال، وهو رئيس منظمة ستوب ذا تشوب التي تضم متطوعين وتهدف إلى حظر رحلات المروحيات غير الضرورية، فيرى أنّ مشروع القانون ليس حلّاً جذريّاً.

ويقول إنّ مشروع القانون "يمثّل خطوة أولى جيّدة. (لكنه) لا يحمل التدابير التي أملنا باتخاذها. فالرحلات التي تجريها المروحيات مستمرة".

وتضمّ مدينة نيويورك ثلاثة مهابط مروحيات نشطة، اثنان منها في ميدتاون يقعان بمحاذاة نهري هادسون وإيست ويُستخدمان لرحلات الشركات وتلك المؤجرة، ومهبط ثالث يقع قرب مقر بورصة وول ستريت في مانهاتن السفلى، ويُعتمد للرحلات السياحية.

وتبلغ تكلفة الرحلة السياحية لرؤية نيويورك من الجو لـ15 إلى 20 دقيقة ما لا يقل عن 200 دولار لكلّ سائح.

ووسط الشكاوى من ضجيج المروحيات، اتفقت إدارة رئيس البلدية السابق بيل دي بلاسيو مع الجهات الفاعلة في القطاع على تقليص عدد الرحلات السياحية سنوياً من ستين ألفاً إلى ثلاثين ألفاً بدءاً من العام 2017.

وحظرت إدارة دي بلاسيو كذلك الرحلات السياحية المغادِرة من مدينة نيويورك، والتي تهدف إلى التحليق في المجال الجوي فوق الأنهار المحيطة بمانهاتن، كما منعتها من التحليق فوق اليابسة.

ويُسمح للمروحيات السياحية التي تقلع من نيوجيرسي بالتحليق فوق مانهاتن، بما فيها حديقة سنترال بارك. ويُسمح كذلك لرحلات الركاب التي تغادر مدينة نيويورك بالتحليق فوق المباني مباشرةً.

وقالت إلستين: "هذا القطاع لا ينبغي أن يكون موجوداً ولا حاجة له أصلاً، فهو يلبّي مصلحة نسبة قليلة من الأشخاص".

ورغم كل ما سبق، اعتاد بعض سكان نيويورك على أصوات المروحيات وأصبحوا يتقبّلونها على أنّها واقع في العاصمة المالية والثقافية والسياحية الصاخبة للولايات المتحدة.

وقال مارك روبيرج، الذي يعيش قرب مهبط مروحيات يقع في الطرف الجنوبي لمانهاتن، إنّ أصوات المروحيات أصبحت بمثابة "ضجيج يُسمع في الخلفية"، مضيفاً "يبدو أنّه جزء من تجربة" العيش في المدينة.

(فرانس برس)

المساهمون