في بلغاريا قوالب ينتجها سجناء أسَرَت قلوب محبي الألبان

07 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 21:15 (توقيت القدس)
سجين يحضّر الجبن في سجن سموليان، 12 مايو 2025 (نيكولاي دويتشينوف/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اكتسب مصنع "غيرزوفيتسا" في بلغاريا شهرة واسعة بفضل منتجات الألبان التي يصنعها السجناء، مما أدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير على هذه المنتجات الخالية من المواد الحافظة.
- يعمل السجناء في المصنع كجزء من نظام العقوبات البديلة، مما يساهم في تخفيض عقوباتهم وتسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع، حيث يحصلون على أجر شهري ويكتسبون مهارات جديدة.
- رغم الانتقادات السابقة لظروف الاحتجاز، نجح المشروع في تحويل الحليب إلى منتجات مصنّعة، مما أدى إلى نجاح غير متوقع وزيادة في الأسعار مقارنة بالمنتجات المنافسة.

أسَرَت قوالب جبنة يصنعها السجناء في بلغاريا قلوب الذواقة، وبات هؤلاء يقبلون بحماسة على شراء منتجات الألبان الآتية من وراء القضبان. ولم يعد مصنع "غيرزوفيتسا" الكائن في مبنى من أربع طبقات قادراً على تلبية طلب جميع زبائنه نظراً إلى الشهرة التي اكتسبها والتنامي الكبير للإقبال على شراء منتجاته.

وفي سموليان قرب حدود بلغاريا مع اليونان وسط جبال رودوبي التي يلفّها الضباب، يُقلّب غيورغي فيليانوف بمهارة 500 ليتر من الماء النقي في حوض كبير، مغطياً شعره بشبكة بيضاء. ويرى الشاب الثلاثيني المحكوم عليه بالسجن مدة عامين ونصف عام بتهمة الاتجار بالمخدرات أن العمل في الألبان "شيّق وغير شديد الصعوبة وغير كثير السهولة"، ما يساهم في جعل فترة المحكومية تمرّ بسرعة. وإضافة إلى تخفيض عقوبته ستة أشهر، يحصل غيورغي على أجر شهري قدره مئات اليوروهات، ما يسهّل انخراطه مجدداً في المجتمع.

ألبان بلا مواد حافظة

ثمة نحو مائة سجين يقبعون وراء القضبان لأسباب تتعلق بجنايات وجنح مختلفة، من القيادة تحت تأثير الكحول إلى السرقة والقتل، ينفّذون جزءاً من محكومياتهم وفق نظام العقوبات البديلة. ويُعدّ المجتمع مسنّا في بلغاريا التي شهدت هجرة الملايين من مواطنيها بعد سقوط الشيوعية. وبالتالي لا مشكلة اكتظاظ، ويبلغ عدد السجناء 86 لكل مائة ألف نسمة، وهو معدل أقل بكثير من فرنسا مثلاً (111)، وفقاً لإحصاءات "يوروستات".

لكنّ ظروف الاحتجاز كانت عرضة في الماضي لانتقادات متكررة من مجلس أوروبا بسبب تهالك الزنازين ونقص الموظفين. وكان وراء فكرة إنشاء معمل ألبان وأجبان المدير السابق لهذا السجن الواقع في وادٍ أخضر على طول طريق متعرج، داخل أسوار منجم يورانيوم سابق توقف العمل فيه عام 1989.

ويشرح خريستو سولاكوف قائلاً: "في البداية، كنا نربي الماشية للحليب فقط، لكننا كنا نبيع بخسارة". وارتأى المدير استكمال الحلقة الإنتاجية بتحويل الحليب، أي المادة الخام، إلى منتجات مصنّعة، فقرر خوض هذا الرهان الذي فاق نجاحه كل التوقعات. ويتفاخر هذا المسؤول النشيط البالغ 62 عاماً بأن كل منتجات المصنع، سواء أكان الحليب الرائب أو جبنة الفيتا والزبادي البلغاريين، "خالية من المواد الحافظة والمواد المضافة، وفقاً للمعايير الرسمية"، وهذا يُبرر أيضاً ارتفاع سعرها مقارنةً بالمنتجات المنافسة.

ويخصص نصف الإنتاج لاستهلاك نزلاء السجون البلغارية، لكنّ القسم المتبقي يُصرّف بسهولة في عدد قليل من نقاط البيع المختارة. وهذا ما يجعل العاملين في هذا المشروع يرغبون بالاستمرار فيه بعد إطلاق سراحهم. ويوضح إيفان باتازوف أن لديه مشروعاً مع عائلته، مشيراً إلى أنه سيستفيد من المهارات والمسؤوليات التي اكتسبها.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون