سامر المصري... عودة قويّة للساحة العربية والعالمية
يبدو أن عودة الفنان والممثل السوري، سامر المصري، قبل ثلاثة أعوام، للظهور في الأعمال الدرامية بعد انقطاع دام خمسة أعوام، كان من شأنه أن يحمل بصمة إبداعية مضافة إلى رصيده الشخصي رغم الغياب. إذ حصل المصري قبل أيام على جائزة التميز الإبداعي ضمن مهرجان "نجم العرب" في مصر بدورته الخامسة، وذلك عن مجمل أعماله خلال الأعوام السابقة، لا سيما مشاركته في جزأي مسلسل "حرملك".
وتأتي الجائزة لتثبت عودة المصري بقوة إلى الساحة الفنية، لا سيما أنه يعتزم إنتاج الجزء الثالث من مسلسل "أبو جانتي"، بحسب ما أعلن المصري ذاته، قبل حوالي شهر من الآن. إذْ أشار في لقاء له ضمن برنامج "إنسايدر بالعربي" أنه سيتم تصوير الجزء الثالث من العمل في السعودية، بحضور معظم شخصياته الأساسية، ومنها "أم النور"، والدة أبو جانتي التي جسدتها الفنانة القديرة سامية الجزائري، وشخصية "أبو ليلى" التي أداها الفنان أيمن رضا، والتي غابت عن الجزء الثاني عام 2012. ولفت المصري في حديثه حينها إلى أن الجزء القادم سيضم مجموعة من الفنانين السعوديين، وستبدأ أحداثه بانتقال "أبو جانتي" للسعودية، من أجل العمل فيها كسائق تاكسي، مع ما يتخلل ذلك من مواقف طريفة وشيقة، بحسب ما أشار.
ورغم الانتقادات التي طاولت العمل لجهة ضعف النص في جزأيه الماضيين، إلى أنه يُعتبَر من أهم الأعمال التي ظهر بها المصري وأقربها إلى قلبه من خلال شخصية "أبو جانتي": ويعتبر "الكاراكتر" الذي قدمه الممثل أيمن رضا في المسلسل (أبو ليلى الخطيب) من أهم الكاراكترات في الدراما السوريَّة وأكثرها إبداعاً، والذي سيعود من خلال الجزء القادم. بيد أن الأهم خلال عودة المصري هو مشاركته في الفيلم السينمائي الأميركي The misfits ذي الطابع الحركي "أكشن" إلى جانب النجم العالمي بيرس بروسنان Pierce Brosnan ونجوم عالميين آخرين. وأعرب المصري عن سعادته بخوض هذه التجربة، منوهاً إلى أن الفيلم سيُعرَض قريباً في صالات السينما العالمية.
ويعتزم المصري كذلك في هذا العام، تجديد مشاركته في الدراما والسينما المصريَّة بعد أن أثبت نجاحه هناك. إذ من المقرر أن يشارك ضمن مسلسل مصري سيتم إنتاجه للموسم القادم، فيما ستكون له مشاركة جديدة في السينما المصرية من خلال فيلم جديد لم يكشف عن تفاصيله. وكان المصري قد أثبت نجاحاً كبيراً خلال مشاركته في الفيلم المصري "الخلية" عام 2017. غير أن المصري يبدو أنه قد وضع قدمه على طريق العالمية بثبات، إذ تسلم أخيرًا نصاً لفيلم عالمي جديد يضم نجوماً كبارا في مجال السينما العالمية، بعد أن أثبت جدارته في تصوير مشاهده خلال فيلم The misfits، وهذا ما يؤكد رغبة المصري بالبحث عن التميز والإبداع، من خلال ابتعاده عن الأعمال ذات الأفكار المطروقة والمكررة، لا سيما الأعمال المشتركة، كونها أعمال مستنسخة عن أفلام عالمية، لكنها لا تحمل الجانب الإبداعي كما وصفها.
ويبقى الجانب السياسي في حياة المصري الأكثر جدلاً وغموضاً، فبين أخبار تأييده للثورة السورية ومعارضته للنظام أو العكس، يصر المصري على أنه يتخذ موقفاً وسطياً أو محايداً اتجاه ما يحدث في سورية، معتبراً أن مواقفه تجاه الناس هناك تنطلق من نابع إنساني بحت. بيد أن الماكينة الإعلامية للنظام، لا تزال تعتبره خائناً كونه لم يبد موقفاً صريحاً بتأييد النظام، إلا أن ذلك لم يستطع تغييب أو مسح نجومية المصري، بل وامتدادها من الساحة السورية والعربية ووصولها بقوة إلى العالمية.
