رويسين مورفي: الببغاء لا يصنع موسيقى رديئة

رويسين مورفي: الببغاء لا يصنع موسيقى رديئة

09 مايو 2021
+ الخط -

"لا يحاول الببغاء أن يكون رائعاً. أعتقد أن هذا آخر شيء يدور في ذهنه. إنّه يصنع الموسيقى فقط بإحساسه الحقيقي وبالمسؤولية التي يملكها تجاه حرفته، كما أنّه لا يستطيع أن يصنع موسيقى رديئة؛ سيشعر بالخجل الشديد. لذلك، كلّ ما لديه وكلّ ما تعلّمه سيقوم بوضعه في كلّ ما يصنعه".

بهذه العبارة، قدمت رويسين مورفي، لألبومها الجديد، Crooked Machine، الذي صدرت النسخة الرقمية منه في اليوم الأخير من إبريل/نيسان الماضي، وستصدر نسخة الفينيل منه، في منتصف الشهر المقبل، مع الإشارة إلى أنّ العمل الجديد هو نسخة ريميكس لتسع أغان من ألبومها السابق، Róisín Machine، عمدت إلى إعادة توزيعها وإنتاجها بالتعاون من المنتج الموسيقي ريتشارد بارات، المعروف باسم Crooked Man؛ ليكون الألبوم هو ثمرة جديدة تحصدها مورفي من النجاح الكبير الذي حققه إصدارها السابق، والذي وضعها على منصات التتويج لأول مرة في حياتها الفنية، التي بدأت قبل ما أكثر من خمسة عشر عاماً.

لم يأتِ نجاح ألبوم Róisín Machine من فراغ، فهو عمل استغرقت صناعته نحو عشرة أعوام، كسرت فيه مورفي كلّ القوالب المستخدمة في موسيقى البوب، على غرار ما فعلت موسيقى الديسكو في السبعينيات؛ لتعيد رفقة بارات اكتشاف أبعاد جديدة في موسيقى التكنو والهاوس والرترو بوب؛ لتتوج به فكراً موسيقياً خاصاً يؤمن بجماليات غير مكتشفة في موسيقى الإلكتريك بوب، التي بات يتم استهلاكها ضمن وصفات جاهزة. بهذه الطريقة عملت آلة مورفي؛ الآلة التي وصفتها قبل عام بأنّها لا تشبع أبدأ، يكفي أن يتم تغذيتها بين الحين والآخر لتكون قادرة على الإنتاج.

في هذا السياق، يأتي ألبوم الريميكس غير النمطي Crooked Machine، بعدما أعيد تشغيل الآلة لتدوير الأغاني نفسها؛ ليصنع الببغاء ما يتقن صنعه مجدداً، من خلال ترديد الكلمات ذاتها في أبعاد صوتية جديدة؛ لكنّ الكلمات التي أعيد تدويرها تعرضت لعملية تنقيح، لتضاف إليها مقاطع وتحذف أخرى، لتتبدل المعاني، وتتبدل العناوين بدورها. لذا، يمكن أن نستعير مفردات مورفي لوصف عملية صناعة الألبوم: هي كلمات أعاد ترديدها ببغاء غير ملزم بنقل ما يسمعه حرفياً، ليخلق من خلال الحذف والإضافة نصاً جديداً، لا يقلّ جمالية عمّا سمعه في آلة مورفي السابقة.

يمكن أن نفكك عملية صناعة كلمات الألبوم من خلال المقارنة ما بين بعض المقاطع التي أدت عملية إعادة التدوير إلى تحريفها؛ فما بين أغنية Shellfish Mademoiselle وأغنية Crooked Madame يمكن رصد بعض الخطوط الجديدة التي نشأت في إطار علاقة عاطفية مغرقة بالتلميحات الجنسية.

لم تتغير معظم الكلمات بعد إعادة تكرارها، لكنّ الجمل القصيرة التي أضيفت إلى نهاية المقطع الأول ونهاية اللازمة وحذف ثلاثة جمل من الأغنية الأصلية، أدى إلى قلب المعنى رأساً على عقب. نعم، نحن ما زلنا في Crooked Madame أمام الظرف الماجن نفسه الذي خلقته الأغنية الأصلية، فما زالت مورفي تطالب بتغيير درجة الحرارة لإثارتها، وما زالت ترتدي اسم "الآنسة الأنانية"، وتواصل الرقص بالكعب العالي. لكنّ الذي حوّل "الآنسة الأنانية" إلى "السيدة الملتوية" هو امتلاكها مفردات جديدة وخبرة إضافية، لتقدم بنهاية كلّ مقطع بعض الإرشادات التي تساعد في إتمام الأمر.

يرافق هذا التغيير بالكلمات، تحول آخر في مسار الموسيقى، لينتج عنها نسخة أكثر صخباً وأكثر تحفيزاً على الرقص، هي ليست أفضل من سابقتها ولا أسوأ منها؛ كلّ ما في الأمر أنّها تحتوي على روح جديدة بُعثت فيها بإضافة بعد صوتي جديد.

المساهمون