استمع إلى الملخص
- يمثل القرار أول حكم أميركي بشأن الاستخدام العادل في الذكاء الاصطناعي، حيث تدافع شركات التكنولوجيا عن استخدام المواد المحمية لتدريب أنظمتها، بينما يعترض أصحاب الحقوق على ذلك.
- انتصار "رويترز" يأتي وسط تصاعد الدعاوى القضائية من مؤسسات الإعلام ضد شركات الذكاء الاصطناعي، مثل "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال"، لحماية حقوق الملكية الفكرية.
أصدر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية في ديلاوير، ستيفانوس بيباس، أمس الثلاثاء، حكماً لصالح مؤسسة تومسون رويترز الإعلامية في دعوى انتهاك حقوق النشر ضد "روس إنتلجنس"، وهي شركة أبحاث قانونية منحلة. ورفعت "رويترز" الدعوى في 2020، وهي واحدة من أولى القضايا التي تتعامل مع شرعية أدوات الذكاء الاصطناعي وكيفية تدريبها، والتي غالباً ما تستخدم بيانات محمية بحقوق الملكية جُمعت من دون ترخيص أو إذن.
"رويترز" ترحّب
رفعت شركة تومسون رويترز دعوى قضائية بشأن استخدام "روس" محرك البحث "ويستلو" الخاص بها، والذي يفهرس قدراً كبيراً من المواد التي لا تخضع لحقوق الطبع والنشر (مثل القرارات القانونية) ولكنه يضيف بينها أيضاً محتواه الخاص. على سبيل المثال، تعد ملاحظات "ويستلو" الرئيسية، وهي عبارة عن ملخصات لنقاط قانونية كتبها محررون بشريون، ميزة مدفوعة تهدف إلى جعل اشتراك "ويستلو" باهظ الثمن جذاباً للمحامين.
والقرار ضد "روس إنتليجنس" يمثل أول حكم أميركي بشأن مسألة الاستخدام العادل في أدوات الذكاء الاصطناعي. وقال بيان متحدث باسم "تومسون رويترز" إنه "يسعدنا أن المحكمة منحت حكماً موجزاً لصالحنا، وخلصت إلى أن المحتوى التحريري لشركة ويستلو الذي أنشأه وحافظ عليه محررو المحاماة لدينا محمي بموجب حقوق الطبع والنشر ولا يمكن استخدامه من دون موافقتنا. لم يكن نسخ المحتوى الخاص بنا استخداماً عادلاً".
معارك الاستخدام العادل
الاستخدام العادل هو مبدأ يسمح بالاستخدام غير المصرح به للأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر في ظل ظروف معينة. تمثل هذه النظرية القانونية دفاعاً رئيسياً لشركات الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن إيه" ضد سلسلة من قضايا حقوق الملكية التي رفعها المؤلفون ومؤسسات الإعلام وشركات التسجيل والفنانون التشكيليون وغيرهم بشأن استخدام موادهم لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتزعم شركات التكنولوجيا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية تستخدم بشكل عادل المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر من خلال دراستها وتعلم كيفية إنشاء محتوى جديد، بينما يقول أصحاب الحقوق إن الشركات تستخدم أعمالهم لإنشاء محتوى منافس يهدد سبل عيشهم.
وعلى صعيد مؤسسات الإعلام، يأتي انتصار "رويترز" بينما ترفع جهات عدة دعوات قضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي. وتقدّمت صحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك بوست بشكوى ضد شركة بربليكسيتي لانتهاك حقوقهما في الملكية الفكرية، بينما هدّدت "نيويورك تايمز" الشركة بالقضاء إذا لم تتوقّف عن سرقة محتواها. كذلك، تقدّمت "نيويورك تايمز" ضد "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية.