روسيا تطالب "غوغل" بحذف "موقع التصويت الذكي" لنافالني

روسيا تطالب "غوغل" بحذف "موقع التصويت الذكي" لنافالني

05 يوليو 2021
تضييق للتقليل من القدرة على التغيير في الانتخابات البرلمانية (سيرغي كونكوف/TASS)
+ الخط -

طلبت هيئة الرقابة الروسية على الاتصالات "روسكومنادزور" من شركة "غوغل" الأميركية حجب "موقع التصويت الذكي" الذي أطلقه المعارض الروسي أليكسي نافالني صيف 2018.

وجاء الطلب الروسي في إطار الحملة المنظمة على وسائل الإعلام المعارضة، والتضييق على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل القدرة على التغيير في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 19 سبتمبر/أيلول المقبل، ورغم عدم إمكانية مشاركة جميع أعضاء فريق نافالني وأنصاره في الانتخابات المقبلة بعد مصادقة الرئيس بوتين على قانون يصنف "صندوق مكافحة الفساد" و"مقرات نافالني الإقليمية" كمنظمات متطرفة فإن السلطات الروسية تخشى، على ما يبدو، تأثير "التصويت الذكي" على حظوظ مرشحي حزب السلطة بالفوز.

وكشف المحامي أندريه يلانتسف عبر "فيسبوك"، قبل أيام، أن "روسكومنادزور" وافقت على طلب تقدم به مع اثنين من زملائه من أجل مخاطبة "غوغل" لحظر موقع "التصويت الذكي"، ونشر صورة لرد الهيئة.

وأوضح المحامي أنه اكتشف أن خوادم الموقع تقع في الأراضي الأميركية، وأنه لم يتم تحذير المستخدمين من "نقل المعلومات الشخصية عبر الحدود"، مشيراً إلى أن "التصويت الذكي يجمع معلومات عن جوازات المواطنين الداخلية، وأرقام هواتفهم وعناوينهم"، وقال إنه متأكد من أن المعلومات الكثيرة عن الأشخاص عند الموقع يمكن أن تستخدم لأغراض "سياسية خبيثة" في الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة.

وفي حين أعرب المحامي عن رضاه لأنه أدى واجبه الوطني، تعرض للنقد من معلقين على المنشور أشار بعضهم إلى أن طلب المحامي وموافقة هيئة "روسكومنادزور" يعيدان البلاد إلى أجواء الترهيب ومنع الحريات والإعلام، وشبه بعضهم فعله بالوشايات في ثلاثينيات القرن الماضي.

وحسب الرد المنشور، فقد طالبت "روسكومنادزور" شركة "غوغل" بالمساعدة في "تبني إجراءات لمنع أي استغلال غير قانوني لبيانات المواطنين عبر إيقاف الدعم التقني للموقع".

وأطلق نافالني وأنصاره موقع "التصويت الذكي" في انتخابات 2018 المحلية بهدف حرمان حزب "روسيا الموحدة" الحاكم من الفوز بالانتخابات والاستفادة من تشتت أصوات المعارضة. وحينها، تمكن الموقع من تجميع قوى المعارضين ونجح في تحقيق مفاجآت غير سارة للكرملين وحزب السلطة في عدد من المقاطعات، ومع توسع مستخدمي الموقع واقتناعهم بجدواه حقق "التصويت الذكي" مفاجآت عدة في انتخابات 2019 و2020، ومنها إلحاق الهزيمة بمرشحي "روسيا الموحدة" في مجلس العاصمة موسكو العام الماضي، وفقدان الحزب الأغلبية المطلقة في المجلس، بفوز المعارضة بنحو 20 مقعداً من أصل 45، بعدما كان مهيمناً منذ عام 2014 على 40 مقعداً، رغم لجوء مرشحي الحزب الحاكم إلى التنصل من عضويتهم والترشح فردياً في محاولة للفوز.

وبمجرد التسجيل في موقع "التصويت الذكي" أو أي من التطبيقات التابعة له على أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ومنصة "تلغرام"، يكفي تحديد عنوان الناخب من أجل معرفة الشخصية الأوفر حظاً في مواجهة مرشح حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، ثم يقوم الفريق بتوجيه النصيحة بالتصويت لهذا المرشح بغض النظر عن توجهاته الحزبية، بهدف منع تشتيت الأصوات بين منافسي حزب السلطة. وفي حال رغب الشخص في أن يراقب الانتخابات في منطقته، فإن "التصويت الذكي" يساعده في الإجراءات بعد إدراج الاسم واسم الأب والعائلة ورقم الهاتف.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الموقع لهجوم من السلطات، فبعد نجاح التجربة في 2018 أغلقت هيئة الرقابة على الإعلام موقع "التصويت الذكي" بسبب اتهامات بخرق حق استخدام البيانات الشخصية، وحينها عزت الهيئة القرار إلى عدم تحديد سياسة واضحة للخصوصية واستخدام البيانات.

وردا على قرار "روسكومنادزور" والحديث عن مخالفات بأن الخوادم موجودة في الولايات المتحدة، أكد فريق نافالني أن القائمين على الموقع نفذوا جميع متطلبات الهيئة في عام 2018، لكن الإصرار على حجبه تطلّب منهم البحث عن طرق أخرى وتسجيل الموقع بعنوان جديد في الولايات المتحدة.

وفي حوار مع صحيفة "كوميرسانت"، أوضح خبراء "صندوق مكافحة الفساد" التابع لنافالني أنّ "إغلاق موقع التصويت الذكي يعد عملية صعبة، ويتطلب إشراك موقع "يوتيوب" وشركات البريد الإلكتروني، وتطبيقات المحادثة مثل "واتساب" و"تلغرام" في العملية". لكن خبراء آخرين أشاروا إلى أن السلطات تسعى إلى فرض سيطرتها على وسائل التواصل الاجتماعي عبر تفاهمات معها لحذف المحتوى غير المناسب لها، أو حجب المواقع وإيقاف خدماتها كما جرى في حالة الطلب إلى "غوغل" بشأن التصويت الذكي، من دون تدخل من "روسكومنادزور" التي تملك إمكانات تقنية لحظر المواقع المطلوبة في حال عدم التجاوب مع طلبها، ولم يستبعد الخبراء أن تلجأ السلطات إلى استخدام إمكاناتها التقنية لحجب المواقع إن اقتضت الحاجة.

وفي الشهور الأخيرة، أجبرت "روسكومنادزور" عددا من المواقع على إزالة محتويات رأت فيها تحريضاً على تظاهرات غير مرخص لها، وإشراك الأطفال فيها، وفرضت مخالفات مادية على "فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرهما.

وبعد حظر عمل "صندوق مكافحة الفساد" و"منظمات نافالني الإقليمية" في إبريل/ نيسان الماضي، أكد ليونيد فولكوف حينها أن مشروع "التصويت الذكي" سيواصل العمل للتأثير في الانتخابات البرلمانية في هذا العام.

ورغم حرمان أعضاء منظمات نافالني وأنصاره من الترشح في الانتخابات المقبلة، يبدو أن خشية السلطات من "التصويت الذكي" لصالح أي معارض آخر يمكن أن يزعج السلطات هي الدافع وراء التحرك الجديد لحجب الموقع.

المساهمون