"سويوز إم إس-27" تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية حاملة روسيَّين وأميركياً

08 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 18:36 (توقيت القدس)
محطة الفضاء الدولية (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت مركبة "سويوز" من كازاخستان حاملة رائدَي فضاء روسيَين وأميركياً إلى محطة الفضاء الدولية، رغم التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث سيجري الطاقم خمسين تجربة علمية.
- تظل مركبات "سويوز" وسيلة رئيسية لنقل الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية، رغم العقوبات الغربية. تسعى روسيا لإنشاء محطة فضاء مستقلة، لكن العقوبات والتحديات المالية قد تؤخر المشروع.
- يعاني قطاع الفضاء الروسي من نقص التمويل وفضائح فساد، لكن روسيا تواصل طموحاتها الفضائية وتسعى لشراكات جديدة مع دول في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

انطلقت، الثلاثاء، من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان مركبة من نوع "سويوز" حاملة إلى محطة الفضاء الدولية رائدَي فضاء روسيَين وثالثاً أميركياً، ويشكّل الفضاء أحد آخر مجالات التعاون بين روسيا والولايات المتحدة اللتين وصلت علاقاتهما إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، مع أن البلدين عاودا المحادثات بينهما في الآونة الأخيرة بدفع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

رحلة إلى محطة الفضاء الدولية

أظهر نقل تلفزيوني مباشر وفّرته وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أنّ المركبة الفضائية التي أعيد طلاؤها لمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية انطلقت في الساعة 05:47 بتوقيت غرينتش (10:47 بالتوقيت المحلي) من سهول هذه الدولة الشاسعة الواقعة في آسيا الوسطى، وبعد دقائق قليلة دخلت المركبة الفضائية "سويوز إم إس-27" المدار، ومن المقرّر أن تلتحم بالجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية في الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش.

وتحمل المركبة طاقماً يضمّ رائدَي الفضاء الروسيَين، سيرغي ريجيكوف وأليكسي زوبريتسكي، ورائد الفضاء الأميركي جوني كيم. ويُتوقَّع أن يُجري هؤلاء خمسين تجربة علمية في الفضاء، بحسب وكالة "روسكوزموس"، قبل عودتهم إلى الأرض في 9 ديسمبر/كانون الأول. وأفادت "روسكوزموس" بأن نحو 2500 سائح، وهو رقم قياسي، حضروا عملية الإطلاق من قاعدة بايكونور التي تستأجرها روسيا من كازاخستان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي مقابل 115 مليون دولار سنوياً، بموجب عقد إيجار يستمر إلى سنة 2050.

علوم وآثار
التحديثات الحية

نحو محطة فضاء روسية مستقلّة

أنهت الدول الغربية شراكتها مع وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" في إطار العقوبات التي فرضتها على روسيا، لكنّ مركبات "سويوز" لا تزال إحدى الوسائل الوحيدة لنقل الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية، وفي أيلول/سبتمبر الفائت، عاد رائدا الفضاء الروسيان أوليغ كونونينكو ونيكولاي تشوب ورائدة الفضاء الأميركية تريسي دايسون من وكالة "ناسا" إلى الأرض في كبسولة الصاروخ الفضائي "سويوز إم إس - 25" بعد إقامتهم فترةً قياسية في محطة الفضاء الدولية، وأمضى رائدا الفضاء كونونينكو وتشوب 374 يوماً في الفضاء، وهي أطول مهمة على محطة الفضاء الدولية، بينما انطلقت دايسون في نهاية آذار/مارس 2024.

وتعتزم روسيا إنشاء محطتها المدارية الخاصة، وبحسب خبراء في مجال الفضاء، قد يستغرق إنشاء محطة مدارية جديدة أكثر من عشر سنوات، كما أنّ صناعة الفضاء الروسية التي كانت مصدر فخر للبلاد منذ أيام الاتحاد السوفياتي، لا يمكنها أن تزدهر في ظل عقوبات شديدة. وأُطلقت محطة الفضاء الدولية عام 1998، في وقت كان هناك أمل في التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وفي العهد السوفييتي، كان برنامج الفضاء مزدهراً وحقق نجاحات كبيرة مثل إرسال أول رجل إلى الفضاء عام 1961 وهو يوري غاغارين، وإطلاق أول قمر اصطناعي قبل أربع سنوات، وهو "سبوتنيك".

ويعاني قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات نقصاً مزمنا في التمويل وفضائح فساد وإخفاقات مثل فقدان المسبار القمري لونا-25 في أغسطس/آب 2023، بعدما شكّل تاريخياً مصدر فخر لموسكو. إلا أن هذه المشكلات لم تثنِ روسيا عن السعي إلى تحقيق طموحاتها، وهي تعتزم في نهاية المطاف بناء محطة مدارية خاصة بها لتحل مكان محطة الفضاء الدولية القديمة، ومعاودة الرحلات إلى القمر. وتخطط "روسكوزموس" أيضاً لإقامة شراكات جديدة مع دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون