"رهينة"... اختطاف زوج رئيسة الوزراء البريطانية

04 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 07:15 (توقيت القدس)
"رهينة" من بطولة سوران جونز (يساراً) وجولي دلبي (نتفليكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسلسل "رهينة" هو دراما سياسية تتناول تحديات رئيسة الوزراء البريطانية أبيغيل دالتون، التي تواجه أزمات داخلية ودبلوماسية، وتتعقد الأمور باختطاف زوجها في غيانا الفرنسية.
- تتشابك القضايا السياسية مع الدراما العائلية، مثل علاقة دالتون بابنتها ووالدها، وتتعقد الأحداث بوجود شخصيات مشبوهة وخاطفين غامضين، مما يضيف غموضًا وتشويقًا.
- يميل المسلسل إلى الميلودراما ويبرز تعقيدات المصالح بين بريطانيا وفرنسا، مع حوار قوي، لكنه يفتقر إلى وضوح نيات الشخصيات، مركزًا على التشويق.

بحسب مسلسل "رهينة" (Hostage)، لا يبدو أن منصب رئيس الوزراء في بريطانيا العظمى أمر يسير، حتى إن تبوّأت هذا المنصب سيّدة. فإضافة إلى المشاكل اليومية الواضحة، هناك أيضاً أحداث غير متوقعة. هذا ما يحدث لأبيغيل دالتون (سوران جونز)، التي تمرّ بفترة سياسية صعبة؛ فقد خفّضت الميزانية العسكرية، ما أثار شكاوى داخلية، ويعاني نظام الرعاية الصحّية لديها نقصاً في الأدوية، ما أثار احتجاجات في الشوارع. وفوق كل هذا، تتلقّى زيارة من الرئيسة الفرنسية العنيدة فيفيان توسان (جولي دلبي، بعيدة كل البعد عن براءتها التي اشتهرت بها)، التي تُعقّد كل شيء أكثر مما تساعد.
هذا هو الحال في اللحظات الأولى من المسلسل البريطاني القصير (خمس حلقات، مدة كلّ منها 40 إلى 45 دقيقة، يُعرض على "نتفليكس")، فيتضح منها سريعاً أنه لن يكون سهلاً على دالتون الحصول على صفقة مواتية من نظيرتها الفرنسية. تدور الأحداث الرئيسية للمسلسل في هذه القمة. تريد دالتون من توسان مساعدتها في أزمة الدواء، وفي المقابل، تُبدي استعدادها لاستقبال بعض اللاجئين الذين لا ترغب فرنسا في وجودهم. لكن الفرنسيّة، الميّالة نحو اليمين السياسي للحفاظ على منصبها في الانتخابات المقبلة، تُطالب بالمزيد، وهو ما لا تستطيع البريطانية المأزومة الالتزام به.
في خضمّ الأحداث البروتوكولية، تتلقّى دالتون خبراً مريعاً: زوجها، الدكتور أليكس أندرسون (آشلي توماس)، عضو منظمة أطباء بلا حدود، أُخذ رهينة في غيانا الفرنسية، ويريد الخاطفون منها الاستقالة فوراً لتحريره. فهل يُمكن لزميلتها مساعدتها في حلّ هذه المشكلة؟
هذه ليست سوى بداية سلسلة من التشابكات السياسية الدولية التي تتكشّف على مدار خمس حلقات. أضف إلى ذلك الدراما العائلية: لدى دالتون ابنة مراهقة تُدعى سيلفي (إيزوبيل أكووديكي) تُريد استعادة والدها حياً، ولا تقبل رفض والدتها التفاوض مع "الإرهابيين"، كما أن لديه أباً (جيمس كوزمو) يُعاني مشاكل صحّية. في هذه الأثناء، تُبتز توسان لعدم الكشف عن علاقتها الغرامية مع رجلٍ مقرّب جداً من عائلتها، ما يمنعها من مساعدة زميلتها في حلّ مشكلة غيانا. يُضاف إلى ذلك زوجها وابنه (كوري ميلكريست وفينسنت بيريز)، وصديقة ابنها (صوفي روبرتسون)، وعدد من المساعدين المشبوهين، والخاطفين الغامضين المقنّعين الذين تبدو دوافعهم غامضة في البداية، إلى أن يُكشف عنهم.
سينحرف المسلسل في اتجاهات غير متوقعة عدة مرات، ويستمر في رفع مستوى المخاطر، وفي أفضل الأحوال، اندفاع الأدرينالين بسبب استحالة إيجاد حلّ. سيتضح مع تقدّم الحلقات أن القضية تتجاوز مسألة الرهينة أو الابتزاز. وسيتعيّن على القائدتين إيجاد طريقة لتجاهل خلافاتهما وتوحيد إرادتهما لحلّها. أمرٌ لن يكون سهلاً رغم القواسم المشتركة بينهما، بدءاً من جنسهما. في هذه الأثناء، تتسع دائرة الحبكة، وكما هو متوقّع، سنرى أن بعض الشخصيات التي وثقنا بها ليست كما تدّعي.


"رهينة" مسلسل قصير، أقرب إلى الميلودرامية منه إلى الواقعية. قد لا يكون بنفس جودة تناوله للوضع السياسي الراهن في كلا البلدين، لكنه مع ذلك يوضّح وجود مصالح متشابكة ومعقّدة ذات بُعدٍ تاريخي. وفقاً لسيناريو تشارمان (المرشح لجائزة أوسكار عن فيلم "جسر الجواسيس" لستيفن سبيلبرغ)، فالحاضر نتاج أمور معقّدة من الماضي، وأفعال ارتُكبت في وقت ما ونُسيت قد تعود للظهور في أوقاتٍ لا يتوقّعها أحد، وتأخذ معها كل شيء.
المسلسل الذي لا يزال بين الأكثر مشاهدةً على منصة نتفليكس، يطوّر حبكاته الفرعية المختلفة بالتوازي، إضافة إلى خلفية الأزمة الاجتماعية التي يدور فيها بالأساس. قد لا ينجح مزيج الأحداث والإثارة السياسية والميلودراما العائلية دائماً، لكن تشارمان يثبت أنه راوٍ ماهر، يجذب الانتباه بحواره الحادّ والدقيق، وبقوّة ممثلاته التي لا خلاف عليها.

عملٌ سليم شكلياً، وإن افتقر إلى بعض التحديد في ما يتعلّق بمقترحاته، يُقدّم في المقام الأول بوصفه مسلسل إثارة يدفع المشاهد إلى التكهّن بمَن يقف وراء كل شيء وبأي دافع، ومَن ليس كمن يدّعي أنه كذلك، ومَن سينجو من هذا التشابك، الذي يتحوّل في لحظة إلى شيء مختلف تماماً عمّا بدأ عليه. الأهمية السياسية أو الوضوح ثانويان، ونيات الشخصيات شكلية فحسب، إذ تفتقر إلى الجوهر والمصداقية، وفوق كل ذلك، تفتح كتالوغ قصص التشويق والإثارة التي تُستخدم في كل شيء تقريباً.

المساهمون