رصد أسطوانة حول كوكب خارجي مؤاتية لتشكّل أقمار للمرة الأولى

رصد أسطوانة حول كوكب خارجي مؤاتية لتشكّل أقمار للمرة الأولى

23 يوليو 2021
هذه الأسطوانة تتيح تشكّل أقمار حول الكوكب "بي دي إس 70سي" (مرصد ألما/تويتر)
+ الخط -

رصد علماء فلك للمرّة الأولى بوضوح تام أسطوانة من الغاز والغبار تزنّر كوكباً خارج نظامنا الشمسي، في اكتشاف من شأنه أن يساعد على التحقّق من فرضيات تشكّل الكواكب والأقمار.

وهذه الخلاصة هي نتيجة أبحاث أُطلقت سنة 2018، إثر اكتشاف "بي دي إس 70بي"، وهو كوكب يافع قيد التشكّل قريب من النجم "بي دي إس 70". ونظامه قريب جدّاً من نظامنا على بعد 370 سنة ضوئية "لا غير" في كوكبة قنطورس.

وفي 2019، رصد علماء فلك للمرّة الأولى أسطوانة من الغاز والغبار تزنّر كوكباً آخر هو "بي دي إس 70سي" اكتُشف بواسطة التلسكوب الكبير جدّاً التابع لـ"المرصد الأوروبي الجنوبي".

وخلص العلماء، من خلال مقاربة هذه البيانات مع تلك التي تمّ الحصول عليها بواسطة تلسكوب "ألما" الراديوي، إلى فرضية مفادها أن هذه الأسطوانة تتيح تشكّل أقمار حول الكوكب "بي دي إس 70سي".

سمحت معطيات جديدة مجمّعة بواسطة مقراب "ألما" بـ"رصد رصداً واضحاً أسطوانة يمكن للأقمار أن تتشكّل في داخلها"، بحسب ما صرّحت عالمة الفلك في "جامعة غرونوبل" ميريام بينيستي، وهي القيّمة الرئيسية على دراسة حول هذا الموضوع نُشرت تفاصيلها أمس الخميس في مجلّة "ذي أستروفيزيكال جورنال ليتير".

كان العلماء على بيّنة منذ العام 2006 من أن النجم "بي دي إس 70" مزنّر بأسطوانة واسعة من المواد، غير أنّ وجود كوكب على الأقلّ بين النجم والأسطوانة كان مجرّد افتراض، نظراً لمحدودية أدواتهم.

تتشكّل الكواكب ضمن أسطوانات من الغبار والغاز تزنّر النجوم اليافعة. ومن الممكن أن تكون هي أيضاً محاطة بأسطوانة من الغبار والغاز تغذّي تكوّنها. وضمن هذه الدائرة قد تتشكّل أقمار تسبح في مدار الكواكب الغازية العملاقة.

ويكتسي الكوكبان المكتشفان أهمية كبيرة، إذ إنهما ينتميان إلى مجموعة يافعة. فنجمهما "بي دي إس 70" يعود إلى 5.4 ملايين سنة تقريبا، في مقابل أكثر من 4.6 مليارات سنة لشمسنا.

وهما الكوكبان الوحيدان "خارج منظومتنا الشمسية اللذان لا يزالان قيد التشكّل"، على ما لفتت الباحثة في "معهد ماكس بلانك" لعلم الفلك ميريام كيبلر التي شاركت في إعداد هذه الدراسة، وهي التي اكتشفت "بي دي إس 70بي" سنة 2018.

لكن لا بدّ من القيام بمزيد من الأبحاث وتطوير أدوات أكثر دقّة لسبر أغوار مسار التشكّل هذا.

(فرانس برس)

المساهمون