رسوم ترامب الجمركية: الرابحون والخاسرون في هوليوود

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
10 مايو 2025
رسوم ترامب تطاول الأفلام غير الأميركية لـ"إنقاذ هوليوود من موت سريع"
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية لحماية صناعة هوليوود، مما قد يؤدي إلى أضرار في القطاع الترفيهي بسبب إضرابات العمال وتخفيضات الإنفاق.
- من المتوقع أن تستفيد مراكز صناعة السينما الأمريكية من هذه الرسوم، مما يعزز الصناعات السينمائية في مدن مثل أتلانتا ونيو أورلينز، وقد يتسارع استخدام الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف.
- قد يتضرر المنتجون والمخرجون والممثلون وكتاب السيناريو، بالإضافة إلى شركات الإنتاج المستقلة ومنصات البث مثل "نتفليكس"، مما قد يؤدي إلى تقليص الإنتاج وارتفاع الأسعار.

باتت هوليوود أحدث صناعة تتحوّل إلى ساحة لحرب دونالد ترامب التجارية على العالم، بعدما أعلن عزمه على فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة في دول خارج أميركا. صرح ترامب بأن هدفه هو منع هوليوود من "الموت السريع"، لكن الخبراء يحذّرون من ضرر بالغ بالقطاع الترفيهي الذي يُكافح أصلاً بسبب إضرابات العمال وتخفيضات الإنفاق، سواء لناحية ارتفاع التكاليف أو انخفاض الإيرادات إذا ما اتخذت دول أخرى إجراءات انتقامية. ولكن قد يكون هناك أيضاً رابحون على حساب صغار العمّال وحتى الجمهور.

الرابحون في هوليوود

بحسب تحليل نشره موقع بيزنس إنسَيدر، فإن الرابح المحتمل في هوليوود من رسوم ترامب الجمركية هي مراكز صناعة السينما الأميركية، إذ لطالما اجتذبت الدول الأجنبية الإنتاجات بحوافز مالية، وقد وجدت دراسة استقصائية، أجرتها شركة خدمات الإنتاج برود برو، أن أفضل خمس وجهات للتصوير تقع خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك فانكوفر والمملكة المتحدة. لكن رسوم ترامب الجمركية قد تعيد الأفلام إلى مراكز أميركية ناشئة خارج لوس أنجليس ونيويورك. فقد بَنَت مدن مثل أتلانتا ونيو أورلينز صناعات سينمائية من خلال الإعفاءات الضريبية وانخفاض تكاليف المعيشة، كما بدأت 18 ولاية على الأقل بتطبيق أو توسيع نطاق الحوافز الضريبية على الأفلام منذ عام 2021. وستتربّح شركات الذكاء الاصطناعي من هذه الرسوم، إذ كانت هوليوود بطيئة في تبني هذه التكنولوجيا، التي عارضها العاملون بقوة مخافة استبدالهم وفقدان سبل عيشهم، واقتصر استخدامها على مهام مثل المؤثرات الخاصة والدبلجة. لكن مع هذه الرسوم قد يتسارع استخدام الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف.

الخاسرون في هوليوود

في المقابل، بحسب التحليل ذاته، سيكون الخاسر المحتمل الأكبر في هوليوود من رسوم ترامب الجمركية هم المنتجون والمخرجون والممثلون وكُتّاب السيناريو، إضافة إلى العمّال غير الأغنياء وغير المشهورين، الذي يكسبون قوت يومهم من صناعة هوليوود. وعكس الممثلين والمخرجين، لا يستطيع الكثيرون من أفراد طاقم العمل الانضمام بسهولة إلى الإنتاجات الخارجية. وينطبق الأمر نفسه على العاملين في مجال تقديم الطعام أو المكياج. فزيادة إنتاج الأفلام في لوس أنجليس ستزيد فرص عملهم واستمرار لقمة عيشهم.

كذلك قد تكون شركات الإنتاج المستقلة، مثل A24 و"نيون"، الرائدتين في هذا المجال، من أكبر الخاسرين من رسوم ترامب الجمركية. فقد ساعدت الاستعانة بمصادر خارجية عالمية شركات الإنتاج المستقلة ضعيفة التمويل. كما ستخسر الشبكات وشركات الإنتاج الدولية، إذ ينقل الموقع عن المحلل برايان ويزر أن شبكات التلفزيون الأجنبية ذات التغطية الأميركية قد تُسحَق إذا فُرضت رسوم جمركية أو حصص على الأفلام أو المسلسلات. هذا، وقد يكون الأثر غير المباشر للتعرفات الجمركية هو التحوّل نحو إنتاجات أقل بميزانيات أقل.

أيضاً، قد تتضرّر منصات البث مثل "نتفليكس"، صاحبة أكبر إنتاج وأكبر انتشار عالمي بين شركات البث الأميركية. فقد ترتفع تكاليف شركة البث بمقدار ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وقد تحدّ المنصة من هذا الضرر من خلال نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، وتقليص وصول الولايات المتحدة إلى المحتوى الأجنبي على الخدمة، ورفع الأسعار لتغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة، لكن هذا سيعني الإضرار بالجمهور. وقد حذّر مايك برولكس، من شركة فورستر للأبحاث، من أن تطبيق رسوم ترامب الجمركية قد يقلل عدد الأفلام المعروضة، نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار تذاكر السينما واشتراكات البث.

هل من حل؟

قال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي، في بيان، إنه "لم تُتخذ أي قرارات نهائية بشأن الرسوم الجمركية على الأفلام الأجنبية"، وإن الإدارة "تستكشف جميع الخيارات لتنفيذ توجيه الرئيس ترامب بحماية الأمن القومي والاقتصادي لبلادنا مع استعادة عظمة هوليوود"، بحسب تعبيره.

وصرّحت منظمة بروديوسرز يونايتد التي تمثّل المنتجين، في بيان، بأن رسوم ترامب الجمركية تهدّد بإثارة ردات فعل انتقامية وزيادة التكاليف وتعطيل الإنتاج، وهو ما يضرّ بالمحترفين الذين نهدف إلى دعمهم". ودعت المجموعة بدلاً من الرسوم إلى تخفيض رسوم فيدرالي على الإنتاج لمواجهة الحوافز الضريبية الأجنبية.

وتحذر مصادر متعددة من أن فرض مثل هذه الرسوم الجمركية، اعتماداً على طريقة احتسابها، قد يسبب أضراراً جسيمة لصناعة السينما والتلفزيون، خاصة في ظل اعتماد عدد كبير من المشاريع على التصوير في الخارج للاستفادة من الحوافز الإنتاجية والتسهيلات الضريبية. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج قد يصل إلى 25% أو أكثر، في وقت لم تتعافَ فيه الصناعة بعد من تداعيات جائحة فيروس كورونا والإضرابات العمالية الأخيرة. مثل هذه الزيادة قد تُفضي إلى تقليص عدد الأفلام المنتَجة، ما يفرض مزيداً من الضغط الاقتصادي على صالات السينما في الولايات المتحدة وخارجها. يبدو أن إعلان ترامب جاء نتيجة خطة وضعها الممثل جون فويت، الذي عُيّن، إلى جانب ميل غيبسون وسيلفستر ستالون، سفراء لهوليوود في إدارة ترامب بعد إعادة انتخابه رئيساً. وحتى الآن، لم يدلِ غيبسون أو ستالون بأي تصريحات علنية بشأن الرسوم الجمركية، في حين أفاد مصدر لـ"هوليوود ريبورتر" بأن ستالون فوجئ بالاقتراح، خاصة أن لديه هو وغيبسون أفلاماً جديدة من المقرر تصويرها في الخارج.

ذات صلة

الصورة

منوعات

أعلن دونالد ترامب أنه أمر بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع الأفلام السينمائية المنتجة خارج الولايات المتحدة، زاعماً أن هوليوود حل بها "الدمار".
الصورة
ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بالرسوم الجمركية الشاملة، واشنطن، 2 إبريل 2025 (Getty)

اقتصاد

في مائة يوم فقط، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسواق المال الأميركية والعالمية إلى أجواء الكساد العظيم قبل ما يقرب من مائة عام.
الصورة
مظاهرة مناصرة لفلسطين بجامعة جورج تاون الأميركية ، 19 مايو 2024( كين نشمرا/Getty)

اقتصاد

بدأت أوساط بحثية وجامعية أميركية تحذر من حرمان الاقتصاد الأميركي من عشرات مليارات الدولارات التي يضخها الطلاب، والتي قدرت بـ 43 مليار دولار.
المساهمون