رسالة تضامن مع الفلسطينيين خلال مهرجان أسترالي... والجماعات الصهيونية غاضبة

14 يناير 2025
مهرجان إير تايم في سيدني الأسترالية (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار مهرجان إير تايم في سيدني جدلاً بعد بثه رسالة تضامن مع الفلسطينيين، مشيراً إلى معاناتهم وداعياً لوقف إطلاق نار، مما أثار غضب الجهات الصهيونية التي اعتبرت الرسالة معادية للسامية.
- ردت الجهات الصهيونية بغضب، حيث نشر مجلس نواب اليهود تحذيراً، متهماً البيان بالتحريض، بينما أكد رئيس المهرجان على موافقة مسبقة ودعم حق التعبير.
- أظهر استطلاع أن 81% من الأستراليين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، مما يعكس تضامناً شعبياً واسعاً مع الفلسطينيين ويؤثر على قرارات التصويت.

أثار مهرجان أسترالي غضب الجهات الصهيونية الداعمة لإسرائيل بعدما قرّرت إدارته بث رسالة تضامن مع الفلسطينيين الذين يعانون من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، التي خلّفت حتى اليوم الثلاثاء 46 ألفاً و645 شهيداً، و110 آلاف و12 مصاباً، وفقدان ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، ووسط تجاهل إسرائيلي لمذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وكرّر مهرجان إير تايم في سيدني الأسترالية، الأسبوع الماضي، بثّ بيان صوتي سجله مسبقاً أحد أعضاء فريق العمل فلسطيني الأصل. وكان البيان يُبثّ قبل العروض قائلاً: "بينما نصنع الفن ونؤدي لكم اليوم، فإن الشعب الفلسطيني يعاني من إبادة جماعية تنفذها إسرائيل، بالإضافة إلى التدمير المستمر للثقافة الفلسطينية والشعب والأرض"، و"ندعو إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، ونقف متضامنين مع جميع الشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم من النهر إلى البحر، هكذا كانت دائماً وستظل". وأبلغت الرسالة الجمهور أيضاً بأنه يمكن له البحث عن المزيد من المعلومات عن طريق مسح رموز الاستجابة السريعة (كيو آر) المثبتة في بهو المسرح، والتي تربط المستخدمين بشبكة المناصرة الأسترالية لفلسطين.

تضامن مع الفلسطينيين يغضب الجهات الصهيونية

أثارت خطوة تضامن مع الفلسطينيين من هذا النوع غضباً في صفوف الجهات الصهيونية التي تخدم إسرائيل في الداخل الأسترالي، إذ نشر مجلس نواب اليهود في نيو ساوث ويلز "تحذيراً مجتمعياً" على صفحته على "فيسبوك" يوم الجمعة. واتهم التحذير البيانَ الصوتي بأنه احتوى على "رسائل معادية للسامية مسيئة للغاية"، مبرّراً ذلك بورود عبارة "من النهر إلى البحر" في البيان. واتهم المجلس الجهة المنظمة بالتحريض على العنف، والدعوة إلى "إبادة الشعب اليهودي". لكن المتضامنين مع الفلسطينيين ما فتئوا يؤكدون أن هذا الشعار يعبّر ببساطة عن رغبة الفلسطينيين في العيش في وطنهم مواطنين أحراراً ومتساوين.

وقال رئيس "برانش نيبيولا"، الشركة المنظمة للمهرجان، جون بايليس، لصحيفة ذا غارديان أستراليا، إن الرسالة حصلت على موافقة مسبقة من إدارة الشركة. وبينما ادعى المجلس الصهيوني أن الناس قد غادروا بعد سماع الرسالة، أكد بايليس أنه "كانت هناك اعتراضات من ليلة الافتتاح، ولكن ربما كان هناك حوالى خمسة أو ستة أو سبعة من المغادرين فقط". وقال بيان لـ"برانش نيبولا": "نحن نقبل حق أفراد الجمهور في الاختلاف، لكننا ندعم حق فنانينا في التعبير عن آرائهم (..) من خلال استيعاب شكاوى ومطالب قِلة من الناس، فإننا نستبعد الناس في مجتمعنا وفريقنا. نحن نعطي الأولوية لراحة فريقنا والدائرة الواسعة من مجتمعنا المتعاطف مع الناس المضطهدين في كل مكان".

تضامن مع الفلسطينيين في صفوف الأستراليين

بالرغم من ضغوطات اللوبي الصهيوني ضد كل تضامن مع الفلسطينيين في أستراليا، وبالرغم من انحياز الإعلام الأسترالي لإسرائيل، تُظهِر الأرقام مشاعر التضامن الشعبي داخل أستراليا مع الفلسطينيين، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوغوف أن 81% من الأستراليين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، وأن الأغلبية (53%) تؤيد اتخاذ الحكومة الأسترالية المزيد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف. كما وجد الاستطلاع أن دعم وقف إطلاق النار مرتفع بين المواطنين، بغض النظر عن ميولهم السياسية، وأن نحو ثلث الأستراليين سيأخذون العدوان في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن تصويتهم في الانتخابات الفيدرالية.

المساهمون