رسائل سياسية سبقت خلع نظام الأسد في "المهرج"

22 يناير 2025
من ملصق المسلسل (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسلسل "المهرج" يعكس رسائل سياسية واضحة تتعلق بالفساد السياسي في سوريا، مع توقعات بسقوط النظام، ويبرز دور رجال الأعمال في الإعلام بطرق مبتكرة تتفوق على القنوات الرسمية.
- تدور القصة حول جريمة قتل طالب يعمل مساعداً لطبيبة تجميل، مما يفتح الباب على شبكة من العلاقات المشوهة والفساد والمحسوبيات بين النافذين وضباط الأمن ورجال المال والإعلام.
- رغم جودة النص والسيناريو، يعاني المسلسل من ضعف في بعض المواقف الجادة، حيث يكشف المحامي لغز الجريمة في النهاية، موضحاً أن القاتل قتل نفسه بعد إعداد سيناريو محكم.

عند قراءة مسلسل "المهرج" الذي عرض أخيراً على منصة شاهد، نلاحظ أن ثمة رسائل سياسية واضحة يختزلها المسلسل، ومؤلفه بسام جنيد، قدمتها المخرجة رشا شربتجي بقالب مختلف، وكأنها إشارات وتوقعات بسقوط النظام السوري. عُرض "المهرّج" بعد هروب بشار الأسد، لكن المسلسل من إنتاج عام 2023، ولم يتضّح سبب تأجيل عرضه طوال هذا الوقت.
قصة العمل تدور حول جريمة قتل طالب (إبراهيم الشيخ). طالب يعمل مساعداً لطبيبة التجميل رشا (أمل بوشوشة)، التي ترتبط به بعلاقة غرامية، توصلنا إلى الحبكة التي تقوم عليها مسلسلات الجريمة.
حكاية مقتل طالب تفتح الباب على الفساد السياسي المخيم على سورية منذ أكثر من 50 عاماً، لنجد أمامنا عينة من التسلط تتمثل في رجل الدولة سجيع (عدنان أبو الشامات)، الذي يمتلك مؤسسة إعلامية. وهذا يحيلنا إلى ما شهدته سورية في السنوات الأخيرة من رجال أعمال خاضوا مجال الإعلام، وشكلوا صورة مرادفة للإعلام السوري الرسمي بطرق ووسائل مبتكرة تفوقوا بها على القنوات المحلية التابعة لسلطة الأسد.
كل ذلك جاء في "المهرج" أمام سيناريو جيد لبسام جنيد، وإخراج كان ممكن أن يأتي أفضل مع شربتجي، خصوصاً أن العمل على المسلسل استغرق أكثر من عام.
في الحلقة الثامنة التي تقبض فيها الشرطة على البائع المتجول للإدلاء بشهادته في جريمة غامضة قائمة على الشك بين أصدقاء، تظهر سيارة الشرطة بمفردة على الزجاج الخلفي هي "الهيئة"، والملاحظ أن المسلسل لا يحتوي صوراً أو إشارات حول بشار الأسد، لكن الفساد والمحسوبيات يظهران في العلاقات القائمة بين النافذين وضباط الأمن ورجال المال والإعلام، خصوصاً لحظة استدعاء النافذ سجيع للممثول أمام التحقيق في ما يتعلق بالجريمة نفسها، وانتقام سجيع نفسه من زوجته رؤى (روعة السعدي)، بحرق وجهها، ومن الإعلامي خليل بقطع لسانه. تمرّ عبارة "يسقط النظام الملكي" في الحلقة الأولى التي وردت في رسالة وجدت إلى جانب القاتل نفسه، دلالةً أخرى على تمرير رسالة سياسية تقصّدها المنتج، في حين أن القاتل كان يقصد سقوط فريق كرة قدم من عليائه وخسارته.
مجموعة من العلاقات المشوّهة، تتمثّل في رجال يتنافسون على طبيبة التجميل رشا، المتزوجة من مقدم البرامج خليل (خالد القيش)، الذي يُكتشف أنه كان على علاقة مع زوجة صاحب المحطة سجيع، ويعمل فيها.
تحاول رشا شربتجي الهروب إلى المهرجين في مشاهد تنقلنا إلى أفلام طرحت الفكرة نفسها لحدث أو جريمة قتل، مثل فيلم "جوكر"، مع ما يجمع بين مسرح الجريمة والشخوص وحالاتهم النفسية القائمة على مصالح، حاول الكاتب والمخرجة فكها في عشر حلقات على غرار ما تقدمه منصات البث التدفقي بتكرار.

سينما ودراما
التحديثات الحية

النص والسيناريو متقنان، لكن الضعف يكمن في خروج بعض المواقف من الجدية التي يقتضيها الأمر، خصوصاً في تعامل الأمن مع المحيطين بمسرح الجريمة، أي بين رائد التحقيق مصطفى (غزوان الصفدي)، وبين منصور القاسم (باسم ياخور)، المحامي الذي يكشف اللغز، وأن القاتل في النهاية قتل نفسه بعدما أعدّ سيناريو محكم جداً مع الكاتب أكثم (نضال نجم)، ووثق ذلك في فيديو دفنه على شريحة إلكترونية يجدها المحقق في الحلقة الأخيرة.

المساهمون