استمع إلى الملخص
- قدم صوفي العديد من الألحان المميزة مثل "خوزيا هيفي"، ولقب بـ"أمير العود" بين الكرد، ووثق نحو 160 مقاماً كردياً، إلى جانب مقامات فارسية وهندية وأفغانية وتركية.
- رغم التحديات المادية والصحية، استمر في التعبير عن عمق الثقافة الكردية، وتميز بأسلوب فريد في العزف والتلحين، وكان بارعاً في سرد النكات وصناعة الموسيقى التصويرية.
توفي الموسيقار والملحن السوري رشيد صوفي عن عمرٍ 72 عاماً أمس الاثنين، وهو من مواليد مدينة كوباني لعائلةٍ متدينة، حيث كان والده إماماً للجامع. بدأ صوفي مسيرته الفنية في السبعينيات بإنشاد التراتيل الدينية، متأثراً بالمقامات والأفكار الصوفية، ثم اتجه إلى الموسيقى الشرقية وتعلم العزف على آلة العود. سافر إلى مصر بهدف دراسة الشريعة الإسلامية، لكنه عاد إلى بلده بشغفٍ أكبر للموسيقى، متحدياً القيود الاجتماعية والتقاليد العائلية.
على مدار مسيرته، قدم رشيد صوفي العديد من الألحان والأغاني المميزة، من أشهرها أغنية "خوزيا هيفي" (لو تتحقق آمالنا) التي لاقت انتشاراً واسعاً بين الجمهور وأعاد غناءها العديد من الفنانين الكرد. كذلك تميز بأغانٍ مثل "كلستانا دل" و"جافي يارامن". وبفضل براعته في العزف على العود، لُقب بـ"أمير العود" بين الكرد.
لم يقتصر إبداعه على التلحين فقط، بل كان باحثاً في تاريخ الموسيقى، فاستنبط عدداً من المقامات والفنون الموسيقية الشرقية، ووصل عدد المقامات التي وثقها إلى نحو 160 مقاماً كردياً، إلى جانب مقاماتٍ فارسيةٍ وهنديةٍ وأفغانيةٍ وتركيةٍ.
ورغم التحديات المادية التي واجهها، استمر صوفي في تقديم أعمالٍ موسيقيةٍ تعبّر عن عمق الثقافة الكردية وروحها الفنية. عام 2016، تزوج في مدينة كوباني في حفلٍ حضره جمعٌ غفيرٌ من الأصدقاء والمعجبين. لكنه منذ عام 2005 بدأ يعاني من مشاكل صحية أثرت بمسيرته.
يرى الموسيقي السوري رمضان محمد، من مدينة القامشلي، أن رشيد صوفي كان موسيقياً عبقرياً، موضحاً لـ"العربي الجديد": "ذهب في بعثةٍ إلى مصر لدراسة الشريعة، إذ كان والده مفتياً آنذاك، لكنه تأثر بالموسيقى هناك، فالتحق بمعهد لدراستها. بعد عامين، عاد إلى سورية وكان والده يظن أنه درس الشريعة. كان العود آلته الأساسية، وتميز بأسلوبٍ فريدٍ في العزف والتلحين. قدم نحو 17 أغنية، من أشهرها خوزيا هيفي (Xweziya Hêvî). عاش حياةً متواضعةً، وكان يفهم المقامات الموسيقية جيداً نظراً لإلمامه بالقرآن".
أما صديقه قهرمان عيسى، فأكد أنه كان يتمتع بروح الدعابة، وكان بارعاً في سرد النكات وصناعتها. مضيفاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "كان لديه أسلوبٌ مميزٌ، بل يمكنني القول إنه كان فريداً من نوعه بين الفنانين الكرد. كان يتعامل مع الجملة الموسيقية بأسلوبٍ خاص، ويمتلك حساً مرهفاً في اختيار الكلمات، بينما كان التنوع المقامي في ألحانه بمثابة علامةٍ فارقةٍ في مسيرته. لحّن العديد من القصائد الصوفية للشاعر ابن الفارض، وخاض تجربةً في تأليف الموسيقى التصويرية. في بداياته، تعاون مع الموسيقي المتميز أحمد رجب".