استمع إلى الملخص
- نقيب السينمائيين مسعد فوده والناقد طارق الشناوي استغربا تشكيل اللجنة دون متخصصين في الفن، مؤكدين على ضرورة حرية مناقشة القضايا الفنية والإفراج عن الأعمال الممنوعة.
- خلال اجتماع اللجنة بحضور رئيس الوزراء، تم الاتفاق على التوجه الاستراتيجي لعملها، مع التركيز على أهمية القوى الناعمة وتحفيز إنتاج الأعمال الدرامية المميزة.
أعرب نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، عن غضبه الشديد من تجاهل رئاسة الوزراء في مصر ضم أي ممثل أو فنان إلى اللجنة المشكلة لمناقشة أزمات الدراما المصرية. ويرأس وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو اللجنة، وتضم في عضويتها كلاً رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خالد عبد العزيز، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي عبد الفتاح الجبالي. بينما ذُكر أن باقي أعضاء اللجنة من المتخصصين في علم النفس والاجتماع، من دون الإعلان عن أسمائهم.
وقال أشرف زكي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "مندهش جداً من عدم وجود أي من العناصر الفنية أو ممثلين من اتحاد النقابات الفنية"، وتساءل "كيف تتم مناقشة مشاكل الدراما المصرية وقضاياها وبحث سبل تطويرها من دون وجود من هم أهل للحديث في مثل هذه الأمور؟". وأضاف: "مع كامل احترامي لكل العناصر الموجودة في لجنة الدراما، إلا أنهم ليس لهم علاقة بالدراما وتحدياتها، فكيف يناقشونها إذن؟". وشدد على أن "ما يحدث هو تجاهل واضح ومرفوض للفنانين في مصر، والقائمين على الفن بشكل عام فهم القوى الناعمة التي يجب عدم تجاهلها".
بدوره، تساءل نقيب السينمائيين مسعد فوده عن "كيفية وضع حلول لأزمة الدراما أو الحديث في أي شيء يخص مستقبلها من دون وجود من هم أولى بالحديث عنها، وهم صناع الفن والسينما والتلفزيون في مصر". وأضاف مسعد، لـ"العربي الجديد"، أن "كل شخص مسؤول، لابد وأن يتحدث في المجال الذي يفهم فيه ويدركه ويعرف أبعاده ويعرض طرق الحل والعلاج، وإلا فلماذا تخصص كل شخص في مهنة ما؟ّ". وأنهى كلامه قائلاً إنه لا يعلم من قام بتشكيل لجنة الدراما التي لا يوجد بها شخص واحد متخصص أصلاً.
من جهته، ندّد الناقد الفني طارق الشناوي باستبعاد الممثلين عن اللجنة عبر حسابه على "فيسبوك"، وكتب: "غضب عارم يجتاح النقابات الفنية بسبب تجاهل رئيس الوزراء لهم في اللجنة التي يرأسها وزير الثقافة لإنقاذ الدراما". أضاف: "تعامل الدولة مع الفن والثقافة يؤكد أن رئيس الوزراء يعتقد أن الفن ينصلح حاله بقرار تصدره لجنة عليا مكونة من أساتذة في علم النفس والاجتماع والإعلام". وتابع: "سوف تملي عليّ النقابات المسموح والممنوع، وهم بدورهم سوف يعلقون هذه القرارات على باب النقابة ليلتزم بها الفنانون كل في تخصصه".
وأكمل الشناوي: "الغضب قطعاً مشروع ومنطقي، إلا أن السؤال الأهم هل يتقدم الفن بوجود تلك اللجنة أو غيرها، كم مرة تابعنا لجاناً بها ممثلو النقابات وكبار المبدعين، وأسفر الأمر عن بقاء الحال على ما هو عليه". وختم كلامه بالقول: "روشتة تقدم الإبداع في بلادي من الممكن اختصارها في قرار واحد، وهو فتح باب الحرية لمناقشة كل قضايانا المسكوت عنها، والإفراج عن الأفلام الممنوعة والسماح بتصوير السيناريوهات التي تعثرت داخل أروقة الرقابة. عمق المشكلة ليست في غياب ممثلي النقابات الفنية ولكن في غياب رغبة حقيقية في الإصلاح".
كذلك، تساءل الناقد الفنى أحمد سعد الدين، عبر حسابه على "فيسبوك": "هل الدراما محتاجة لجنة عشان تتطور؟ اللي عاوز يطور الدراما لازم يجلس مع أبناء المهنة مش مع الجيران والأصدقاء".
يذكر أن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى بأعضاء لجنة الدراما في اجتماعها الأول، للاتفاق على التوجه الاستراتيجي لعملها، مؤكداً أن "القوى الناعمة المصرية لها مكانة وقدرة كبيرتان، ليس في الداخل المصري فقط، بل كذلك في المحيط الإقليمي واسع النطاق".
وخلال اجتماع اللجنة المشكلة لمناقشة أزمات الدراما المصرية، عرض الأعضاء عدداً من الرؤى والمقترحات بشأن دورهم فيها، واقترح البعض وجود محفزات من جانب الدولة لإنتاج الأعمال الدرامية المميزة، لأهمية ذلك في هذه المرحلة، وأبدى رئيس الوزراء اتفاقه مع هذا الطرح.