ذكاء اصطناعي يعيد فناناً كورياً ميتاً للغناء... هل نستعيد أم كلثوم؟

ذكاء اصطناعي يعيد فناناً كورياً ميتاً للغناء... هل نستعيد أم كلثوم؟

26 يناير 2021
جداريات في شارع باسم المغني الكوري كيم كوانغ سونغ (فيسبوك)
+ الخط -

لأول مرة منذ 25 عاماً، سيتمكن جمهور المغني الكوري الجنوبي كيم كوانغ سيوك الذي توفي عام 1996 من سماع صوته، في أغنيات لم يسبق أن قدمها من قبل.

يحدث هذا في وقت لاحق من الشهر الجاري، على شبكة التلفزيون الكورية "إس بي إس"، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفق ما نقلت شبكة "سي أن أن". وأثارت العروض الأخيرة للذكاء الاصطناعي حماسة المعجبين بموسيقاهم وتقنياتهم، لكن آخرين أثاروا مخاوف بشأن أخلاقيات وقوانين إحياء أصوات الموتى.

ويثير تقديم أعمال جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي أيضاً قضايا حقوق النشر. من يعتبر المالك؟ منشئ البرنامج، أم نظام الذكاء الاصطناعي نفسه؟

تكنولوجيا
التحديثات الحية

يذكر أن كيم كان يبلغ من العمر 31 عاماً فقط، عندما توفي في عام 1996 في ذروة حياته المهنية، بعد سلسلة من الأغاني الناجحة. وكانت وفاته صادمة للغاية، لدرجة أن البعض لم يقبل السبب الرسمي وهو الانتحار، وبدلاً من ذلك اختاروا تصديق نظريات المؤامرة التي تفيد بأنه قُتل.

why he died so early!!!💔 Too Painful a Love Was Not Love-Kim Kwang Seok

Posted by Bipin Chakma on Friday, 1 January 2021

وبعد عقود، لا يزال المشجعون يتجمعون في شارع سُمّي باسمه بالقرب من منزل طفولته في مدينة دايجو. وتزين الجداريات في الشارع صور الفنان الراحل، حيث يجلس السيّاح على مقاعد على شكل قيثارات، ويستمعون إلى الموسيقيين الذين يعزفون أغانيه.

وأقيم حفل موسيقي "هولوغرام" للمغني الكوري الجنوبي الراحل كيم كوانج سيوك في مسقط رأسه في 10 يونيو/ حزيران 2016.

لذلك، عندما أعلنت محطة "إس بي إس" الوطنية أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي، لإعادة إنشاء صوت كيم في برنامج جديد من المقرر أن يبث هذا الشهر، استقبل الخبر بعاصفة من الترحيب.

أم كلثوم

ولمثل هذا الخبر أن ينال ردود فعل في كل العالم، مشابهة لما وقع في كوريا الجنوبية، من فرح عارم، لاستعادة أيقونات غنائية بفضل هذه البرمجة المسماة "الذكاء الاصطناعي"، مع بروز تحفظات حول حقوق الملكية وأخلاقيات استعمال الصوت.

في عالمنا العربي يبدو مجرّد حضور صوت "سيدة الغناء العربي" أم كلثوم، على سبيل المثال، في أغنيات جديدة أمراً مغرياً، يجعل الصوت حياً، بدل أن يكون استعادة مسجلة من الأرشيف الطربي.

في أكثر من مناسبة حضرت أم كلثوم في تقنية "هولوغرام"، أي تجسيمها على المسرح، وهي تؤدي مقاطع من أغنياتها المعروفة.

غير أن إنشاء أغنيات جديدة أمر آخر وجديد، إذ يقدم صوتاً لا يمكن التفريق بينه وبين الصوت الأصلي، تبعاً لما يفيد الجمهور الكوري الذي أدهشته تجارب عديدة لأصوات راحلين أحياها الذكاء الاصطناعي.

ويبقى لدى عشاق الطرب العربي أن يفرحوا بوجود صوت فنان راحل يسعى من جديد، إلا أن الذكاء الاصطناعي ستكون أمامه مهام أخرى.

فهذا الصوت خامة حاضرة وجاهزة لأن تستثمر في أغنيات جديدة. وعلى الذكاء غير البشري تقديم ألحان جديدة للشيخ زكريا، ورياض السنباطي، وبليغ حمدي وباقي نجوم ما اشتهر وصفه عربياً بـ"الزمن الجميل".

المساهمون