ديزي جدعون تسلط الضوء على "أحلك ساعات لبنان"

ديزي جدعون تسلط الضوء على "أحلك ساعات لبنان"

15 مايو 2022
حصل الفيلم على جائزة من مهرجان كانّ السينمائي العام الماضي (ديزي جدعون/فيسبوك)
+ الخط -

طبعت الحرب والمآسي صورة لبنان في ذهن الصحافية والمخرجة ديزي جدعون، منذ هجرة عائلتها وهي في عمر الخمس سنوات إلى أستراليا، بحثاً عن الأمان والاستقرار. ولم تتغير هذه الصورة إلا حين قررت العائلة زيارة الوطن الأمّ بعد سنوات.

جدعون تخصصت في مجال الإعلام وتعمل في الصحافة الرياضية. ومن اللحظة التي زارت فيها لبنان، وهي في عمر الـ23، أخذت على عاتقها مهمة اكتشاف الصورة الحقيقية لبلادها ونقلها بموضوعية. تقول جدعون لـ "العربي الجديد": "لم أكن متعلّقة بلبنان، ولم يكن هناك ما يشدّني إليه. وكانت المفاجأة عندما رأيته بعد كل هذه السنوات بصورة مختلفة تماماً".

قررت جدعون الانتقال من العمل في مجال الرياضة إلى السياسة الخارجية في الإعلام، وتبدلت حياتها بالكامل، إذ راحت تغوص في التغطيات في الشرق الأوسط وفي مناطق تشهد حروباً. عام 1996، أنجزت أول فيلم وثائقي عن لبنان مع عمر الشريف، وكان عنوانه Lebanon... Imprisoned Splendour. أظهرت من خلاله روعة لبنان المسجونة داخل القضبان التي وضعتها وجهات النظر العالمية حوله، وركزت على التاريخ العريق والحياة والأهل والعادات والتقاليد.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وبعد سنوات ابتعدت فيها جدعون عن الصحافة والإعلام، أرادت تسليط الضوء مجدداً على لبنان. عام 2016، عرفت أن الوقت قد حان لتحضر للقصة الثانية. تقول: "كنت أتوقع أنني سأعود بعمل ثانٍ يظهر تحسّن وضع لبنان وتطوّره بعد الحرب الأهلية. لكن كانت المفاجأة عام 2017. في جولة دامت 6 أسابيع، علمت أن البلاد لم تشهد التطور المتوقّع، وأن التغيير الحاصل ظاهري فقط. اتخذتُ قراراً بالتغيير في موضوع الوثائقي الثاني، والاتجاه نحو نقل آراء الناس حول أسباب غياب الازدهار وتتبع القصة وصولاً إلى الثورة وانفجار المرفأ".

كان هدف جدعون إيصال صوت الناس، لكن مع اندلاع انتفاضة أكتوبر 2019 والأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، تغيّر هدفها والمسار الذي كانت قد رسمته، وأصبح الهدف من فيلمها تسليط الضوء على هذه الأحداث. وتبدّل اسم الفيلم من The Dream is Everything إلى Enough! Lebanon’s Darkest Hour (كفى! أحلك ساعات لبنان)، وكأنها ترغب من خلاله بوضع حد لكل ما حصل ولا يزال يحصل.

نجاح العمل أخيراً يعود إلى عدم الانحياز لأي طرف كان، وإلى نقل الواقع من دون تكلّف. فكل طرف يتحدث فيه ويجيب عن الأسئلة بوضوح حول قضايا على رأسها الفساد. تطلب هذا توفير الكثير من المعلومات والبحث والتدقيق في الوقائع لنقلها والتحدث مع متخصصين. بدأ عرض الفيلم في لبنان الشهر الماضي، وشهد عروضاً خاصة في البلاد خلال الأسبوعين الماضيين. وحصل على جائزة العام الماضي من مهرجان كانّ السينمائي الدولي.

المساهمون