أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) ومنظمة "المادة 19" - مكتب تونس، اليوم الخميس، دليلاً للصحافيين التونسيين حول الممارسات الفضلى المتعلقة بالمعالجة الصحافية لخطابات الكراهية في وسائل الإعلام السمعية البصرية، في ظلّ تنامي خطاب الكراهية في هذه المؤسسات، وذلك نتيجة حالة التجاذب السياسي التي تعيشها تونس منذ 2011، وارتفعت وتيرتها بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز 2021، كما الانقسام الذي يعرفه المجتمع التونسي بين مساند لهذه القرارات ومعارض لها.
الدليل احتوى على ثلاثة عناصر أساسية، من أهمها التمييز بين خطابات الكراهية والخطابات التي تتضمن تحريضاً على العنف في البرامج التلفزيونية والإذاعية، وبين الخطابات التي تندرج في إطار حرية التعبير.
وخصص العنصر الأول لتأطير الخطابات الإعلامية التي تندرج ضمن حرية التعبير بناءً على القواعد والمعايير المضمنة في التشريعات القانونية التونسية منها والدولية، بالإضافة إلى محاولة تقديم تعريف شامل لخطاب الكراهية وتمييزه عن بقية أنواع الخطابات الأخرى، من خلال مجموعة من المؤشرات والمعايير الموضوعية.
في حين خصص العنصر الثاني لتسليط الضوء على المهارات والقواعد التي يجب أن يلتزم بها الصحافي للتصدي بكل مهنية وموضوعية لخطابات الكراهية أو العنف، ومعالجتها إعلاميّاً وفقاً للقواعد القانونية والمعايير الدولية وأخلاقيات المهنة الصحافية التي تساهم في الحد من انتشار المعلومات والتعبيرات والممارسات المؤدية لتجذير الكراهية والعنف والتمييز.
أما العنصر الثالث، فقد خصص لتقديم وعرض الممارسات الفضلى للمعالجة الصحافية الجيدة التي يجب أن يلتزم بها الصحافي لتفادي بث خطاب يتضمن كراهية أوعنفا أو ثلبا، انطلاقاً من الإعداد الجيد للمواضيع المطروحة واختيار السياق المناسب والتحلي باليقظة والفطنة أثناء الحوارات، علاوة عن الالتزام بمبادئ الدقة والموضوعية.
كما تضمن هذا العنصر عرضاً للممارسات الجيدة بخصوص المعالجة الإعلامية لخطابات الكراهية الصادرة عن الضيوف في البرامج المباشرة والمسجلة، وكذلك عن الشخصيات العامة والجماهير والمعلقين، بالإضافة إلى الممارسات الفضلى بخصوص المعالجة الصحافية لخطابات الكراهية الصادرة خلال الفترات الانتخابية، باعتبارها فترة تتميز باحتدام التنافس وارتفاع وتيرة النقاش في الفضاءات الإعلامية على وجه الخصوص، الأمر الذي يتطلب من الصحافي أن يتحلى بأكبر قدر من اليقظة والانتباه والتركيز مع خطابات الضيوف.
يُذكر أنّ الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، وهي هيئة دستورية تعديلية للقطاع السمعي البصري، تعمل على إرساء ثقافة إعلامية جديدة تبنى على ضرورة تميّز المضامين الإعلامية بالجودة والنوعية والابتعاد عن الخطابات الانفعالية التي انتشرت في وسائل الإعلام التونسية نتيجة حالة التجاذب السياسي، والصراع على السلطة بين الأطراف المشكّلة للمشهد السياسي التونسي.
كما يعرف الخطاب الإعلامي التونسي حالة من التمييز الجندري، طالبت عديد المنظمات النسوية بتعديلها حتى لا يتمّ تسويق صورة سيئة للمرأة التونسية، وللنساء عموماً.