دريد لحام في "باب الحارة": فراغ فوق فراغ

دريد لحام في "باب الحارة": فراغ فوق فراغ

23 ديسمبر 2020
دريد لحام داعم بارز لنظام بشار الأسد (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

 

يبدو أن المزاج التجاري البحت لدى المنتج محمد قبنض سيجعل من مسلسل "باب الحارة" قصة بلا نهاية، وواقعة درامية مملة ومفروضة على المشاهد السوري وحتى العربي في كل رمضان منذ أكثر من عقد.

ومع وصول العمل إلى مرحلة باتت تتسم بالسطحية المطلقة يبرز اسم دريد لحام، ليكون أحد أبطال العمل انطلاقاً من جزئه الثاني عشر، بحسب ما أعلنه المنتج قبنض. إذ قال هذا الأخير إن الممثل السوري الأشهر سيشارك في الجزء الجديد من المسلسل المتوقّع أن يعرض في رمضان عام 2022.

وذهب قبنض أبعد من ذلك، معلناً لإحدى الصحف السورية المحلية أن مسلسله الشهير قد يصل إلى 30 جزءاً، ويعالج مختلف الحقبات السورية وصولاً إلى نهاية القرن العشرين حين بدأ السوريون باستخدام الهواتف النقالة. وهو ما يخرج المسلسل عن فكرته الأساسية التي تدور في حقبة الاستعمار الفرنسي لسورية ولبنان.

وفي حال صدق قبنض في ما أعلنه، فإنّنا مقبلون على مأساة درامية وعلى تمييع إضافي للسياق الدرامي للعمل، والابتعاد عن فكرته الرئيسية بتناول أحداث جرت في زمن محدد وانتهت.

وكان الجزء العاشر من العمل قد ظهر بشكل مختلف عن مضمون الأجزاء السابقة إلى حد كبير، بعدما استولى قبنض على "باب الحارة" إثر منازعات قضائية مع الأخوين بسام ومأمون الملا، مخرجَي العدد الأكبر من الأجزاء.

ورغم الانتقادات التي تعرض لها هذا الجزء، إلا أن قبنض استمر بالتشارك مع المخرج محمد زهير رجب والكاتب مروان قاووق بإصدار مواسم جديدة من "باب الحارة"، فقد شارف المخرج رجب على الانتهاء من أعمال تصوير الجزء الـ 11 ليكون جاهزاً للعرض في الموسم الدرامي المقبل في 2021.

وبالعودة إلى مشاركة دريد لحام في العمل، يبقى السؤال مطروحاً حول ما الذي يمكن أن يقدمه الممثل السوري المخضرم لهذا النوع من المسلسلات المستهلكة. الإجابة على هذا السؤال تكمن في الاطلاع على تجربة لحام في أعمال البيئة الشامية في السنوات السابقة، وتحديداً من خلال مسلسل "بواب الريح" (2014)؛ إذ لم يقدم لحام أداءً مبهراً أو أي جديد خلال العمل الذي لم يحقق النجاح أو المتابعة المطلوبة، فكيف سيحقق أداء أو نقلة نوعية في عمل بات اليوم من أكثر الأعمال المستهلكة، التي لم تعد تصلح حتى للتسويق التجاري؟

وكيف يمكن أن يخلق كاتب العمل دوراً يناسب لحام من دون أن يبدو منفراً أو خارجاً عن السياق الدرامي العام للمسلسل؟ كذلك، فإنّ الإعلان عن مشاركة لحام في الجزء 12 من "باب الحارة" يعيد طرح الأسئلة حول مسيرة الممثل السوري الأشهر، وحول نجوميته التي صنعها في زمن غياب المنافسة، والتفرّد.

إذ يرى كثيرون أن لحام استفاد في صناعة نجوميته من قلة الأعمال وغياب المقارنة، وهو ما أكدته الثورة التي شهدتها الدراما السورية قبل عشرين سنة، إذ خفت نجم لحام، وبرزت مواهب كوميدية أخرى نجحت في إزاحته من المشهد الدرامي العام، ولم يعد يظهر إلا في تصريحات سياسية داعمة للنظام منذ عقد. انطلاقاً من كل ما سبق، هل تكون مشاركة لحام في مسلسل كـ"باب الحارة" الضربة القاضية على ما تبقى من نجوميته وسمعته الفنية؟

المساهمون