دراسة: ألعاب الفيديو قد تقلّل احتمالات إصابة المراهقين بالاكتئاب

دراسة: ألعاب الفيديو قد تقلّل احتمالات إصابة المراهقين بالاكتئاب

28 فبراير 2021
الأولاد الأقل نشاطاً يحصلون على المتعة والتفاعل الاجتماعي من ألعاب الفيديو (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة أعدها باحثون في "جامعة كاليفورنيا" أن الأولاد في سن الـ11 الذين يمارسون ألعاب الفيديو بانتظام يكونون أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب، أما الفتيات اللواتي يقضين وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي فتظهر عليهن أعراض اكتئاب أكثر.

 وتوضح نتائج الدراسة التي نشرت أخيراً في مجلة "سَيكولوجيكال ميديسن" كيف يمكن للأوقات المختلفة التي يقضيها الأولاد والبنات أمام الشاشات أن تؤثر إيجاباً أو سلباً على صحتهم العقلية.

وقال آرون كاندولا، باحث الدكتوراه في "جامعة كلية لندن" والمؤلف الرئيسي في الدراسة، إن "الشاشات تسمح لنا بالمشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة. يجب أن تستند الإرشادات والتوصيات المتعلقة بالوقت الذي نقضيه أمام الشاشة إلى فهمنا لكيفية تأثير هذه الأنشطة المختلفة على الصحة العقلية، وما إذا كان ذلك التأثير ذا مغزى". وأضاف كاندولا أنه على الرغم من أن الباحثين لا يستطيعون تأكيد ما إذا كانت ممارسة ألعاب الفيديو تحسن من الصحة العقلية أم لا، لكن المؤكد أنها لم تظهر أي آثار ضارة في الدراسة الحالية، بل قد يكون لها بعض الفوائد، خاصة في أثناء فترة جائحة كورونا، حين تحولت ألعاب الفيديو منصة اجتماعية مهمة للشباب، لقضاء الوقت في فترات العزل المنزلي.

الأولاد الذين مارسوا ألعاب الفيديو معظم الأيام ظهرت عليهم أعراض اكتئاب أقل بنسبة 24 في المائة بعد ثلاث سنوات من بدء التجربة

"نحتاج إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال والبالغون في الجلوس، من أجل صحتهم الجسدية والعقلية، لكن هذا لا يعني أن استخدام الشاشة ضار بطبيعته"، وفقاً لكاندولا الذي قاد سابقاً دراسات وجدت أن الوضعية المستقرة (الجلوس) تزيد من خطر الاكتئاب والقلق لدى المراهقين.

ولاكتساب المزيد من المعرفة والتحقق من دوافع هذه العلاقة، اختار الباحث وزملاؤه التحقيق في الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات. توصلت دراسات أخرى سابقة إلى نتائج مختلطة، ولم تفرق الكثير منها بين الأنواع المختلفة من وقت الشاشة أو مقارنة الذكور بالإناث، أو متابعة مثل هذه المجموعة الكبيرة من الشباب على مدى عدة سنوات.

لكن في الدراسة الجديدة، راجع فريق البحث بيانات من 11341 مراهقاً، يمثلون جزءاً من دراسة الألفية، وهي عينة تمثيلية على المستوى الوطني من الشباب الذين شاركوا في الأبحاث. أجاب المشاركون في الدراسة على أسئلة حول الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ممارسة ألعاب الفيديو، أو استخدام الإنترنت في سن 11 عاماً. كما أجابوا عن أسئلة حول أعراض الاكتئاب، مثل الحالة المزاجية السيئة، وفقدان المتعة، وضعف التركيز، في عمر 14 عاماً.

يقيس الاستبيان أعراض الاكتئاب وشدتها على نطاق واسع. في التحليل، أخذ فريق البحث في الاعتبار العوامل الأخرى التي ربما تكون قد أوصلت إلى النتائج، مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية، ومستويات النشاط البدني، وتقارير التنمر.

وجد الباحثون أن الأولاد الذين مارسوا ألعاب الفيديو معظم الأيام ظهرت عليهم أعراض اكتئاب أقل بنسبة 24 في المائة بعد ثلاث سنوات من بدء التجربة، مقارنة بالأولاد الذين مارسوا ألعاب الفيديو أقل من مرة واحدة في الشهر، على الرغم من أن هذا التأثير كان مهماً فقط بين الأولاد ذوي مستويات النشاط البدني المنخفضة، وكان معدوماً بين الفتيات.

ورأى الباحثون أن النتائج قد تشير إلى أن الأولاد الأقل نشاطاً يمكنهم الحصول على مزيد من المتعة والتفاعل الاجتماعي من ألعاب الفيديو. كما وجد الباحثون أن الفتيات اللواتي استخدمن وسائل التواصل الاجتماعي معظم الأيام، في سن 11 عاماً، عانين من أعراض الاكتئاب بنسبة 13 في المائة بعد ثلاث سنوات، مقارنة بأولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أقل من مرة واحدة في الشهر.

المساهمون