خطوات عملية لبناء علاقة صحية مع الطعام يومياً

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 14:03 (توقيت القدس)
وعيك بما تأكل هو مفتاح توازنك الجسدي والنفسي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تعزيز علاقة صحية مع الطعام يتطلب تناول الأطعمة بدون تصنيفات مثل "جيدة" و"سيئة"، والتركيز على الاستمتاع والتغذية بدلاً من السعرات الحرارية أو التحكم في شكل الجسم.
- الاستماع إلى إشارات الجوع الطبيعية يساعد في تنظيم الشهية وتجنب الإفراط في الأكل، من خلال تناول الطعام عند الشعور بالجوع الحقيقي وليس العاطفي.
- تجنب استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر، واعتماد آليات صحية مثل الرياضة أو التأمل، يساهم في تحسين العلاقة مع الطعام والحفاظ على التوازن النفسي والجسدي.
بناء علاقة صحية مع الطعام يعني تناول الأطعمة التي يحبها الشخص باعتدال، من دون شعور بالذنب أو تصنيفها إلى "جيدة" و"سيئة". هذه العلاقة تساعد على الاستمتاع بالطعام كوسيلة للتغذية والمتعة، وتدعم الصحة النفسية والجسدية في آن واحد، بعيداً عن ضغوط الحميات الصارمة أو المعايير الجمالية الصعبة. تقوم هذه العلاقة على الامتناع عن التركيز المفرط في السعرات الحرارية، والنظر إلى الطعام وسيلةً للتغذية والمتعة، لا عدوّاً أو وسيلةً للسيطرة على شكل الجسم.

وبناء علاقة صحية مع الطعام ليس أمراً يُمكن تحقيقه بين ليلةٍ وضحاها، بل هو عملية مستمرة تتطلب العمل عليها طوال الحياة، تماماً كما نبني علاقةً مع أي شخصٍ مهمٍّ في حياتنا.

هكذا تبنون علاقة صحية مع الطعام

تناول الطعام من دون شروط
من أبرز علامات العلاقة الجيدة مع الطعام أن نسمح لأنفسنا بتناوله من دون قيدٍ أو شرط. فعندما نضع قواعد تحدد متى يمكن ومتى لا يمكن تناول الطعام، فإننا نهيئ أنفسنا للجوع ولمشاعر الحرمان والخوف منه. وحتى في حالات الإفراط في تناول الطعام أو الحلوى، يبقى الجسم مستحقاً للتغذية عندما يشعر بالجوع.

تناول الطعام عند الشعور بالجوع
الاستماع إلى إشارات الجوع الطبيعية لدينا يعزّز القدرة على تنظيم الشهية والتحكم في كميات الطعام. فكل شخصٍ يولد بقدرةٍ طبيعية على معرفة متى يشعر بالجوع أو الشبع، كما يظهر ذلك بوضوح عند الأطفال الذين يستطيعون بسهولة تحديد حاجتهم للطعام. لكن مع التقدم في السن، تبدأ هذه القدرة بالضمور لأسبابٍ عدّة، منها إجبار الوالدين الطفل على إفراغ طبقه بالكامل، مما يؤدي إلى تجاهله لإشارات الشبع والاعتماد على محفزاتٍ خارجية للتوقف عن الأكل، مثل خلوّ الطبق.

الأكل الواعي
يُعتبر الأكل الواعي حجر الزاوية في إصلاح العلاقة السيئة. ويتحقق ذلك من خلال تخصيص وقتٍ لتناول الطعام بعيداً عن أي مشتّتات مثل الهاتف أو التلفاز أو القراءة، والتركيز على تجربة الأكل نفسها. ويُستحسن تناول الطعام ببطء، وملاحظة ملمسه وطعمه والاستمتاع بكل قضمة، والانتباه لإشارات الجوع والشبع. فهذه الممارسات تعزز العلاقة الإيجابية مع الطعام وتخلق حالة من التناغم بين العقل والجسد واحتياجاته الحقيقية.

لايف ستايل
التحديثات الحية

عدم تصنيف الأطعمة
يمكن أن يبدأ بناء علاقة صحية مع الطعام بتغيير نظرتنا إلى الأطعمة والتعامل معها على أنها متساوية من دون تصنيفها إلى "جيدة" و"سيئة"، أو "مسموح بها" و"غير مسموح بها". لأن تصنيف الأطعمة على هذا النحو يمنحها أهميةً زائدة ويزيد من الرغبة في تناولها. ورغم أن بعض الأطعمة أقل فائدةً غذائية، إلا أن تناولها لا يضر بالصحة ما دامت ضمن حدود الاعتدال. وأظهرت الدراسات أن من يتبعون حمياتٍ صارمة يميلون إلى الإفراط في الأكل عند كسر النظام الغذائي المتبع، بينما يتمتع الأشخاص الذين لا يقيدون أنفسهم بقدرةٍ أفضل على التوقف عند الشبع. وتُعرف هذه الظاهرة بـ"التعوّد"، وتشير إلى أن كثرة التعرض لطعامٍ أو نكهةٍ معيّنة تُقلل تدريجياً من أهميتها وجاذبيتها.

عدم استخدام الطعام لتخفيف الضغط أو إدارة التوتر
في كثيرٍ من الأحيان، يلجأ الناس إلى تناول الطعام بهدف تحسين المزاج أو تشتيت الانتباه عن نقص الأنشطة الممتعة أو الهروب من الفراغ أو الملل، فيتحول بذلك إلى وسيلةٍ لملء الوقت بدلاً من تلبية احتياجات الجسد. لذا من الضروري التأكد من أن تناول الطعام يأتي استجابةً لجوعٍ حقيقي وليس عاطفي، لأن الوعي بالمشاعر يساعد على تحديد الاحتياجات الحقيقية وتلبيتها. وتختلف آليات التعامل مع التوتر من شخصٍ إلى آخر، سواء عبر ممارسة الرياضة، أو اليوغا، أو التأمل، أو الخروج مع الأصدقاء، وجميعها تقلّل من الدوافع العاطفية للأكل، وتترك أثراً إيجابياً طويل المدى على علاقتنا بالطعام وعلى توازننا النفسي والجسدي.

المساهمون