خالد الزهراو: المهرجان ليس مكاناً لعرض الأفلام فقط

20 فبراير 2025
السينمائي خالد الزهراو مدير المهرجان التنفيذي (من المخرج)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق سينمائيون شباب في العراق "مهرجان السينما للشباب الدولي" في بغداد، بدعم من وزارة الشباب والرياضة، لتوفير منصة لصانعي الأفلام المحليين والعرب، مع التركيز على الأفلام القصيرة بسبب نقص الأفلام الطويلة العراقية الحديثة.
- يتضمن المهرجان عروضًا لـ71 فيلمًا قصيرًا، وورش سينمائية، وندوات، ومؤتمرات صحافية، بهدف تعزيز الحوار واكتشاف طرق عمل السينمائيين الشباب.
- يسعى المهرجان لتجاوز مشاكل التمويل في المهرجانات المحلية من خلال إدارة مهنية وشراكات قوية، ويقدم جوائز "المسلة الذهبية" لتكريم ودعم صانعي الأفلام الشباب.

في الثامن عشر من الشهر الحالي، أطلق سينمائيّون شباب في العراق "مهرجان السينما للشباب الدولي"، ليستمر حتى بعد غد، في بغداد. وبحسب السينمائيّ العراقي خالد الزهراو مديره الفني والتنفيذي، يهدف المهرجان إلى إنجاز أحد أصعب الأعمال في صناعة الأفلام: مهرجان للسينما، يُكرَّس للشباب في العراق، ويسعى القائمون عليه إلى أنْ يكون منصة وملتقى لصانعي الأفلام المحليين والعرب. بهذه المناسبة، أجرت "العربي الجديد" مقابلة مع خالد الزهراو على هامش المهرجان.

المهرجان تُقيمه وزارة الشباب. لكننا اعتدنا أنْ تكون وزارة الثقافة راعية نشاطٍ فني كهذا. ما السبب؟
هذا مرتبط برؤية وزير الشباب والرياضة، أحمد المبرقع، لإعادة تصميم سياسات الوزارة، وتقديم الدعم المباشر للشباب، عبر ورش صناعة الأفلام، التي تنتقل من محافظة إلى أخرى في العراق، وتُقيمها الوزارة لتطوير المواهب الشبابيّة في صناعة الأفلام، ودعم الشباب لإنجاز أفلام قصيرة تكون الأولى لهم، يُقدّمون عبرها أنفسهم هواةً يبحثون عن هوية. لاحقاً، تقدّم الوزارة هذه الأفلام إلى الجمهور بعرضها على منصّاتها. إذاً، هذا مرتبط بوظيفة وزارة الشباب والرياضة، بالتعامل مع الشباب، كجهة اختصاص نظّمت مهرجانات مسرح وشعر وفنون للشباب الموهوبين، منها "مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب"، الذي نسعى عبره إلى تقديم منصّة للمُشاهدة والحوار، واكتشاف طريقة عمل السينمائيين الشباب في بلدان أخرى، توفّر دعماً مختلفاً لسينما الشباب. وهذا لا يتقاطع مع عمل وزارة الثقافة.

ماذا عن فكرة هذا المهرجان؟
صاحب الفكرة هو المبرقع، المهتمّ بصنع منصّة لتقديم أعمال الشباب، ولفت النظر إليهم كمُساهمين فاعلين في صناعة الأفلام الناشئة في العراق. لدينا عددٌ كبيرٌ من الشباب الذين يبتكرون ويُصوّرون بإمكانيات متواضعة، ويرغبون في تقديم إنجازاتهم ليشاهدها المهتمون. لذا، اتُّفق على إنشاء هذا المهرجان بعد دراسة الأمر بجوانبه كلّها، والإيمان بأنّه قادر على تقديم دعمٍ قوي للمواهب الشبابية لعرض أفلامها، ولتقديم منح لإنجاز بعضها.

إضافة إلى عروض الأفلام في المهرجان، أهناك ورش سينمائية، أو نشاطات مُصاحبة للعروض؟
في أربعة أيام، سيُعرض 71 فيلماً روائياً ووثائقياً قصيراً، بينها أربعة أفلام طويلة، والافتتاح لـ"أناشيد آدم"، جديد عدي رشيد (إنتاج العراق وهولندا والسعودية وقطر والنمسا وأميركا). ستُنظّم ورشتان: أولى عن الفيلم الوثائقي، يُقدّمها الناقد قيس قاسم، وثانية عن عملية التقديم للحصول على المنح. يومياً، هناك مؤتمر صحافي وندوات بعد العروض تجمع صانعي الأفلام، مخرجين ومنتجين، بالجمهور والمهتمين. بهذا، ليس المهرجان مكاناً لعرض الأفلام فقط.

ستعرض أفلام روائية عراقية في المهرجان، لكنّ الجوائز مُقتصرة على الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة. لماذا؟
إنّها الدورة الأولى. وكما تعلم، فالبدايات أصعب. ليست لدينا أفلام طويلة عراقية مُنتَجة في العام الماضي، لذا تأجّلت مسابقة الأفلام الطويلة إلى النسخة المقبلة. وبسبب العدد الكبير للأفلام القصيرة، جعلناها ركيزة هذه الدورة، والجوائز ستُمنح للروائي القصير والوثائقي القصير.

ماذا عن الأفلام التي ستُعرض في المسابقة؟
وصل إلينا عددٌ كبير من الأفلام القصيرة، واختير بعضها للمسابقات الأربع. إنّها من دول عربية عدّة، وأخرى أوروبية داعمة للإنتاج. كما أنّها تعكس تنوّعاً فنياً وسينمائياً يُعبّر عن تجارب مختلفة من العراق والعالم. الأفلام المختارة تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هناك مهرجانات محلية كثيرة في العراق، تختلف في قيمتها وأساليب تنظيمها. هل لهذا المهرجان خطّة، لتلافي أخطاء تلك المهرجانات؟
مشكلة المهرجانات السينمائية في العراق عدم القدرة على الاستمرار، بسبب ضعف التمويل، وانعدامه غالباً، بعد الدورة الأولى. "مهرجان العراق السينمائي الدولي" راقب هذا منذ اللحظة الأولى ليُحقّق النجاح، بالعثور على شركاء يهمّهم العمل الشبابي ونجاحه. سنعمل على بناء إدارة مهنية رصينة، ومجلس إدارة، لضمان تنظيمه بمعايير دولية. اخترنا لجنة تحكيم متميّزة، ووضعنا جدولاً مناسباً للعروض والفعاليات، وحصلنا على شركاء، واخترنا الأفلام بصبر وهدوء، وأسّسنا منحا كجوائز لصانعي الأفلام الشباب. أظنّ أنّ هذا كلّه سيكون في صالح استمرار المهرجان.

ما جوائز المهرجان؟
اسم الجائزة "المسلّة الذهبية"، صمّمها ونفّذها النحّات أحمد البحراني. سيؤسّس المهرجان تقاليد يلتزمها، تتنوّع بين إهداء كلّ دورة إلى فنان مؤثّر في أفلام الشباب، وتكريم اثنين من صانعي الأفلام أو المساهمين فيها، دعموا صناعة الأفلام الشبابية. هناك أربع جوائز للأفلام الروائية والوثائقية، الأولى وغير الأولى، إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم، وجائزة الجمهور. هذه الجوائز تُكرّم جهدَ صانعي الأفلام الشباب، وتدعمهم بالاستمرار في صنعها.

المساهمون