يواجه كثيرون في فصل الشتاء مشكلة الجفاف في الجلد. لكن هذا العام يبدو الوضع أسوأ بسبب تفشي فيروس كورونا، واستخدام معقمات اليدين بشكل مفرط. تشير الطبيبة الاختصاصية في الأمراض الجلدية الدكتورة رولا جاموس، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن كل مشاكل الجفاف لها حلّ مناسب إذ يعتبر من المشاكل الشائعة في هذا الفصل مع اشتداد البرد.
من العوامل الأساسية المسببة لهذه المشكلة الجلدية بحسب جاموس، انخفاض الحرارة، والتدفئة المبالغ فيها في الأماكن المغلقة. كذلك فإن استخدام أنواع معينة من الصابون ذات الـPH (دليل شوارد الهيدروجين) عالي، ويتحديداً تلك التجارية التي قد تحدث الكثير من الرغوة عند استخدامها. وبشكل عام، فإن استخدام الصابون القاعدي alkaline إلى حد كبير لا يلائم معدل الحموضة في البشرة ويؤثر سلباً على طبقة الدهون فيها.
أيضاً تشير جاموس إلى مساحيق التتظيف التي تتعرض لها المرأة بكثرة والتي تعتبر مؤذية للبشرة فتخفف من طبقة الدهون الأساسية لحماية الجلد وترطيبه. عامل أساسي آخر هو العمر، فمع التقدم في السن يخف إنتاج الدهون في الجلد.
أما في هذا الموسم تحديداً، فتبدو الأمور أكثر سوءاً نظراً لكثرة استخدام الجل المعقم لليدين. وبشكل خاص تعتبر الأنواع التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول المشكلة الأساسية هنا.
في المقابل فإن الأصناف التي تحتوي على مواد مرطبة هي الفضلى لأنها تساهم في الوقت نفسه في ترطيب الجلد، فتخفف من مشكلة الجفاف الناتجة عن التعرض للكحول بشكل متكرر. يضاف إلى ما سبق غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، "يعتقد كثيرون أن الحماية الفضلى تكون باستخدام الصابون المضاد للبكتيريا. في الواقع إنها تسبب المزيد من الجفاف في الجلد عند استخدامها بكثرة. لذلك يجب ألا تُستعمل إلا عند الضرورة. كما أن غسل اليدين يجب ألا يتحوّل إلى هاجس فتصل الأمور إلى حد المبالغة".
تشير الطبيبة إلى خطوات عدة يمكن اللجوء إليها للتغلب على هذا الجفاف. أولها استخدام أنواع الصابون الناعمة التي تحافظ على القشرة الدهنية وترطب الجلد، وتفادي ذاك المضاد للبكتيريا، خصوصاً أن القضاء على فيروس كورونا يحصل باللجوء إلى أي نوع من الصابون.
الخطوة الثانية هي ترطيب الجلد صباحاً ومساء، مع الإشارة إلى أن الترطيب بعد الاستحمام هو الأفضل لأن الجلد الرطب يمتص الكريمات والزيوت بشكل أفضل. ثالث الخطوات هي استخدام القفازين عند استعمال مساحيق تنظيف المنزل. وأخيراً عدم المبالغة في تدفئة المنزل.
كل ما سبق يتطرّق إلى حالة الجفاف الطبيعية التي تصيب أغلب النساء والرجال في فصل الشتاء. لكن ثمة علامات معينة تشير إليها جاموس يجب التنبه لها، إذ إنها قد تشير إلى مشكلة صحية. ومنها احمرار الجلد، الحكاك، والتشقق، والإحساس بالحريق عند استخدام الكحول على الجلد او حتى كريمات الترطيب.
هذه العلامات تنذر بان مشكلة الجفاف ليست عادية بل إن الحالة سببها مرض الإكزيما وثمة حاجة إلى المعالجة. وفي حال الإصابة بالإكزيما يعتبر الحرص أكثر أهمية بعد، لجهة تجنب التعرض لمساحيق التنظيف من دون قفازين، واستخدام الصابون اللطيف الخاص. كما يُنصح عندها بتجنب الملابس التي تؤذي عند احتكاكها بالجلد. فالأفضل ارتداء الملابس القطنية لا تلك الصوفية أو التي تحتوي على مادة البولييستر.
