حسن التصرّف... هل تغيّر في زمن كورونا؟

حسن التصرّف... هل تغيّر في زمن كورونا؟

12 ابريل 2021
لا بدّ من التشديد على أهمية الجلوس بطريقة لائقة أمام الكاميرا (Getty)
+ الخط -

حياتنا اليوم لا تشبه ما كانت عليه قبل انتشار الوباء. تخلينا عن قواعد كثيرة كنا نتقيد بها سابقاً، إذ سرعان ما تبيّن أنّ فيروس كورونا في حياتنا لم يعد يسمح بالتمسك بها. فهل الفيروس يستدعي التخلي تماماً عن أصول حسن التصرّف والآداب عند الالتقاء بالآخرين في أيّ مناسبة كانت؟ وكيف لنا أن نتصرف بشكل نحفظ فيه هذه الأصول مع ضرورة التزامنا بالإجراءات الوقائية اللازمة؟  توضح خبيرة حسن التصرف و"الإتيكيت" آنا ديبارد أنّ الوباء قد يكون غيّر الكثير في حياتنا، لكن يبقى الاحترام من الأساسيات التي لا يمكن التهاون فيها.

أيّ تهاون بإجراءات كورونا سيؤدي إلى مزيد من الانتشار والإصابات والوفيات أيضاً. الكلّ يعرف، بحسب ديبار، أنّ هذه المرحلة مؤقّتة، وأنّه لا بدّ لها من الانتهاء والعودة إلى عادات ما قبل الجائحة. الجميع متلهف لحياة ما قبل كورونا وللمخالطة الاجتماعية: "لا مفر من التقيُّد بالإجراءات الوقائية لحماية النفس، والحدّ من انتشار الوباء. في المقابل، ثمّة أسس لا يمكن التخلي عنها حتى في هذه الظروف وعلى رأسها البروتوكول وحسن التصرف. فيمكن التقيُّد بذلك حتى في هذه الظروف وفي أيّ مناسبة كانت، سواء عند مقابلة الأشخاص وجهاً لوجه أو افتراضياً".

قد توحي اللقاءات الافتراضية للبعض بإمكان الاستخفاف بالأساسيات التي ما كان من الممكن التخلي عنها في اللقاءات المباشرة. فالظروف كافة حالياً تدعو البعض إلى الاستخفاف بالأصول التي يجب الالتزام بها. بحسب ديبار، فإنّ في اللقاءات الافتراضية أيضاً أصولاً لا يمكن التخلي عنها، على العكس مما يعتقد كثيرون. فحسن التصرّف مطلوب أيّاً كانت الظروف وحتى في ظلّ الجائحة.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

 انطلاقاً من ذلك، تشدد على أهمية التقيّد بالمواعيد في اللقاء الافتراضي، فهذا ضروري دوماً في مختلف الأوقات احتراماً للآخرين. هذا إضافة إلى أهمية الاعتناء بالمظهر في هذه اللقاءات، أي بحدّ أدنى من الترتيب، وإن لم تكن الملابس الرسمية مطلوبة في مثل هذه الظروف، لاعتبار أنّ العمل عن بُعد سهّل إلى حدّ ما بعضاً من هذه الأمور وأصبحت الملابس المريحة هي الغالبة في نواحٍ حياتية عديدة، إضافة إلى كل ما هو عملي ومريح، وكأنّ ثمة توافق على شيء من المرونة في هذه المرحلة. كما لا بدّ من التشديد على أهمية الجلوس بطريقة لائقة أمام الكاميرا، لا بشكل يوحي بالاستخفاف ويقلل من احترام الآخرين. فهذه الأمور تعتبر أساسية ولا يمكن التهاون فيها، ولا يمكن التخلي عن أصول حسن التصرف هنا لأيّ سبب كان.

أثرت جائحة كورونا على عادات الشعوب كافة، ولعلّ الشعوب المتوسطية كانت الأكثر تأثراً بها لاعتبار أنّ العلاقات الاجتماعية تبدو طاغية فيها. إذ تقود العاطفة العديد من هذه الشعوب في المخالطة الاجتماعية، فكان وقع الإجراءات الوقائية التي فرضها الوباء صعباً، ولم يكن من السهل أبداً الاعتياد عليها والتخلي عن عادات ترسخت عبر الأجيال. أولاً وآخراً، يجب التمسك في ظروف الوباء بآداب التصرّف والاحترام، بانتظار استعادة العادات السابقة بعد كورونا بشكل تدريجي لاعتبارها فترة مؤقتة.

المساهمون