حرية التعبير على الإنترنت في الأردن: فضاءات مُغلقة

"حماية الصحافيين" عن حرية التعبير على الإنترنت في الأردن: فضاءات مُغلقة

18 أكتوبر 2021
رقابة ذاتية منذ الإعلان عن دوريات إلكترونية لمراقبة المنشورات (Getty)
+ الخط -

قال "مركز حماية وحرية الصحافيين" إن "حرية التعبير على الإنترنت في الأردن عبارة عن فضاءات مُغلقة، وهناك العديد من القوانين تتضمن نصوصا تُشكل قيدا على حرية التعبير، وتستخدم مصطلحات وصياغة فضفاضة تُرهق حرية التعبير بشكل عام".

وأشار المركز، اليوم الإثنين، حول حرية التعبير على الإنترنت، إلى أن عدد القضايا التي سُجلت، استنادًا لقانون الجرائم الإلكترونية والمتعلقة بحرية الرأي والتعبير في عام 2019، بلغ 982 قضية، صدرت بمقتضاها 433 مذكرة توقيف، في حين ارتفع مجمل قضايا الجرائم الإلكترونية المسجلة في الأردن بمقدار ألفي قضية مقارنة بين العامين 2019 و2020، إذ وصل عدد قضايا الجرائم الإلكترونية خلال عام 2020 إلى 9 آلاف و500 قضية، فيما سُجلت 7 آلاف و500 قضية في عام 2019.

وأضافت أن إعلان النيابة العامة، بالتعاون مع وحدة الجرائم الإلكترونية، نيتها تنظيم دوريات إلكترونية لمراقبة المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، أدى إلى إحجام الكثيرين عن إبداء آرائهم، أو التخوف من إعلان انتقاداتهم؛ منوها إلى نتائج دراسة أعدتها منظمة "محامون بلا حدود" حول حرية التعبير في الأردن، حيث أجاب ما نسبته 66.4 بالمائة من الأشخاص بأن الآراء السياسية الداخلية قد تعرّضهم للمساءلة. 

ونبّهت إلى تنامي أهمية الاتصالات الرقمية في الأردن، خاصة بعد أن تم التحكم في الخدمات الرقمية من قبل السلطات، أثناء العديد من الأحداث ذات الاهتمام المحلي الواسع، مثل الاحتجاجات، بعد تقديم مشروع قانون لضريبة الدخل إبان حكومة هاني الملقي. وكذلك قرار حل مجلس نقابة المعلمين، والقضاء بسجن أعضاء مجلس إدارتها لمدة عام. وحجب تطبيق "كلوب هاوس" في منتصف مارس/آذار 2021، بعد احتجاجات واسعة على وفاة بعض المرضى بكورونا في مستشفى السلط الحكومي من جراء نقص الأوكسجين.

وذكّرت الورقة بأن الدستور الأردني يُتيح حرية الرأي والتعبير والصحافة وغيرها، ويحمي خصوصية الأفراد، وهو في ذلك لا يختلف بشكل كبير عن الاتفاقيات الدولية التي صدّق عليها الأردن. وإذا كان الدستور في الأردن يضع القانون كمحدد رئيسي في استعمال الحقوق والحريات، فإن ذلك لا يُشكل خطرًا ما دامت القوانين لا تفرغ الحق الدستوري من مضمونه. مبينةً أن القضاء الأردني اتجه إلى الأخذ بسمو القانون الدولي على القانون الداخلي، بمعنى أنه في حالة التعارض بين معاهدة دولية وقانون داخلي نافذ، فإن القضاء هنا قد استقر على إعمال المعاهدة الدولية من دون النص القانوني.

ارتفع مجمل قضايا الجرائم الإلكترونية المسجلة في الأردن بمقدار ألفي قضية مقارنة بين العامين 2019 و2020

وناقشت الورقة التي أصدرها المركز عددًا من النصوص المُقيدة لحرية التعبير على الإنترنت التي توزعت بين قوانين: العقوبات، والجرائم الإلكترونية، ومنع الإرهاب، ومنع الجرائم، بالإضافة إلى بعض النصوص في قانون الإعلام المرئي والمسموع، وقانون الدفاع وأوامره. مذكرة بأن الحكومة اعترفت صراحة، في جلسة لجنة حقوق الإنسان في جنيف، في أكتوبر 2010، بأن "دولة المملكة الأردنية الهاشمية ملتزمة بتطبيق العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وأن المعاهدات الدولية التي صادقت عليها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من التشريع الوطني وتسمو على القوانين المحلية النافذة".

واستعرضت الورقة، ضمن نشاطات مشروع "تغيير.. نهج تشاوري جديد لدعم حقوق الإنسان"، والذي يُنفذ بدعم وتمويل من قبل الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي، المواقف الدولية التي تصون حرية الإنترنت، حيث أكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، حول تنفيذ توصيات الفريق الرفيع المستوى المعني بالتعاون الرقمي، على أن آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تعتبر إقفال الإنترنت من دون تمييز، وحجب الخدمات وتصفيتها بشكل عام، انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأوصت الورقة بضرورة إعداد دراسة شاملة عن الحريات الرقمية في الأردن تغطي المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها حرية التعبير على الإنترنت من ناحية، وتساعد على توسيع نطاق المستفيدين من تلك الشبكة من ناحية أخرى.

المساهمون