حديث مستشار السيسي عن جنسية فرعون يثير جدلاً

حديث مستشار السيسي عن جنسية فرعون يثير جدلاً

12 اغسطس 2022
رمسيس الثاني (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

واجه مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية، الشيخ أسامة الأزهري، عاصفة من التغريدات الساخرة والانتقادات المستندة إلى أسس علمية شرعية وتاريخية ضد تصريح له، اعتبر فيه أن فرعون الخروج، المذكور في الكتب السماوية، ليس مصرياً، تأسيساً على قاعدة استخلصها تؤكد أن المصريين لا يذهبون في الطغيان والاستبداد والاستكبار إلى مثل هذا المستوى.

وحسم الأزهري انتماء حاكم مصر الذي اضطهد وطارد المؤمنين إلى بني إسرائيل، قائلاً إنه منتمٍ إلى الهكسوس، وهم قبائل آسيوية احتلوا الدلتا لفترة من الزمن قبل أن ينجح المصريون في الأسرة السابعة عشرة في الدولة المصرية الفرعونية الحديثة، بقيادة الملك أحمس، في إجلائهم عنها.

وقال الأزهري: "فرعون لم يكن مصرياً أصيلاً، بل كان من الهكسوس، فالمصري لا يصل إلى هذا الحد من البعد عن الله بأي حال من الأحوال". جاء تصريح الأزهري خلال كلمة له بمناسبة ذكرى عاشوراء، في إحدى الأذرع الإعلامية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المملوكة لجهاز المخابرات العامة، وهي إذاعة 9090.

ووجه علماء آثار انتقادات إلى الأزهري، وقال أستاذ الآثار المصرية القديمة في كلية الآثار في جامعة القاهرة، أحمد عيسى، إن الفارق الزمني بين التوقيت المقدر لخروج بني إسرائيل من مصر وبين احتلال الهكسوس لها يصل إلى أربعمائة عام، ما يعني استحالة أن يكون فرعون الخروج منهم. واستدل عيسى بما ورد في القرآن نفسه، بإطلاق لفظ فرعون على الحاكم المعاصر لبني إسرائيل، وهو لفظ كان يُطلق على الحكام المصريين، فيما ذكر القرآن حاكماً واحداً فقط لمصر بوصفه الملك، استثناءً من القاعدة، وهو الحاكم الذي سجن النبي يوسف، ومن المرجح أن تكون هذه الفترة هي التي كان الهكسوس يحكمون مصر فيها، وقدم بنو إسرائيل على مصر وقتها ضمن موجات النزوح الآسيوي للبلاد طلباً للغذاء.

وقال الباحث في الآثار المصرية القديمة ومدير متحف النوبة سابقاً، أحمد صالح، إن لقب فرعون كان يطلق على كل حاكم لمصر طوال التاريخ المصري القديم، ولفت إلى أن القرآن لم يتكلم في هذا الأمر، كذلك فإن التاريخ صمت عنها، مطالباً بأن يتكلم كل عالم في تخصصه وحسب.

يصوم المسلمون في مصر مع بقية العالم الإسلامي بيوم عاشوراء احتفالاً بذكرى نجاة المؤمنين من بني إسرائيل من الاستعباد والاستبداد تحت سلطة قاهرة لحاكم مصر القديم منذ آلاف السنين. واختلف المؤرخون في تحديد زمن الخروج واسم الحاكم المصري، فيما نفى مؤرخون غربيون القصة، لعدم ورودها في نصوص التاريخ المصري القديم، أو وجود آثار لبني إسرائيل في مصر.

وتذهب أغلب الترجيحات إلى كون رمسيس الثاني، أشهر ملوك مصر القديمة، هو فرعون اضطهاد موسى وقومه، فيما يميل مؤرخون إلى الفصل بين فرعون الاضطهاد وفرعون الخروج، ويستنتجون أن فرعون الخروج هو مرنبتاح ابن رمسيس، استناداً إلى نقش قديم يشير إلى قيام هذا الفرعون بمطاردة الرعاة من بني إسرائيل حتى النهر. وجرى نقل مومياءَي رمسيس ومرنبتاح من المتحف المصري في ساحة التحرير وسط القاهرة إلى المتحف الكبير غرباً، ضمن مومياوات ملكية عدة، لعرضها في المتحف الضخم الجديد. وبات رمسيس الثاني محط اهتمام باحثين غربيين، إذ طُلب نقله إلى فرنسا وعلاج موميائه هناك إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات.

وعلق الحقوقي هيثم أبو خليل على الأمر من زاوية أخرى، استدل فيها بالعصر الحديث لا التاريخ على إمكانية وجود حاكم مصري يصل به الاستبداد إلى حد قريب من التنكيل الذي لاقاه بنو إسرائيل في مصر، مشيراً في منشور له إلى ستين ألف معتقل كلهم مصروين أُصَلاءُ، مطالباً الأزهري بالحديث عن الظلم الذي وقع عليهم.

وبتتبع تصريحات الأزهري، لاحظ متابعون دأبه على إسباغ تصريحاته الدعوية بصبغة قومية تقترب من الشوفينية، ومن ذلك تصريحه في ندوة أقيمت في مكتبة الإسكندرية بأن ما يأتي بالناس إلى مصر هو البحث عن العلم، ولو سيراً على الأقدام. وقال خلال كلمته في فعاليات الجلسة الافتتاحية في مؤتمر دار الإفتاء العالمي الأول لمركز سلام لدراسات التطرف إن مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف، فيما وصف أهل سيناء بأن معدنهم معجون بالوطنية والبطولة والكرم والشهامة، وذلك في ندوة نظمتها قيادة قوات الدفاع الشعبي في جامعة العريش.

المساهمون