حاتم علي... الفصل الأخير على "تلفزيون سوريا"

حاتم علي... الفصل الأخير على "تلفزيون سوريا"

29 ديسمبر 2021
رحل في القاهرة نهاية عام 2020 (أندرو ووكر/Getty)
+ الخط -

​عام كامل مرّ على رحيل المخرج السوري حاتم علي (1962 ــ 2020) إثر نوبة قلبية مفاجئة تعرض لها في القاهرة. في هذه الذكرى، يعرض "تلفزيون سوريا" وثائقياً خاصاً بعنوان "الفصل الأخير" في استعادة لسيرة أحد أبرز المخرجين الذين صنعوا المشهد الدرامي الحديث في سورية.
في حديث مع "العربي الجديد" يقول مدير البرامج في "تلفزيون سوريا" عمر الفاروق إنّ الوثائقي "يؤرخ حياة المخرج السوري منذ نشأته الأولى في الجولان المحتل (مسقط رأسه) ثمّ تخرجه من معهد الفنون المسرحية، وصولاً إلى أعماله التي شغلت العالم لسنوات طويلة". وسنتابع في الشريط كذلك سلسلة من الشهادات لزملاء حاتم علي وأصدقائه المقربين، ومنهم الممثلون يارا صبري، وجمال سليمان، وسامر اسماعيل، وعزّة البحرة، وماهر صليبي.
ويؤكد الفاروق أنّ الوثائقي لا يتطرق الى مواقف حاتم علي السياسية، بل محاولة لكشف فصول من ذاكرة أعمال ونشاط مخرج "التغريبة الفلسطينية" (2004) وصولاً إلى بعض أعماله الأخيرة التي يُستكمَل تصويرها وستعرض لاحقاً.
لكن هل فصل سيرة حاتم علي عن السياسة ممكن، هو الذي رافق رحيله ثمّ تشييعه في دمشق الكثير من الجدل والمواقف والاتهامات؟ يقول مدير "تلفزيون سوريا" حمزة المصطفى إنّ القناة رغم أنّها منحازة بوضوح إلى الثورة السورية فإنّها تحاول أن تقدّم محتوى جامعاً: "نحاول التركيز على مشتركات يمكن أن تجمع السوريين، وحاتم علي إحدى هذه الشخصيات التي تلقى إجماعاً عند السوريين". فبحسب المصطفى ذاكرة السوريين والوعي الجمعي السوري تأثّرا بحاتم علي "ولا يوجد سوري لم يتأثّر بأعماله الدرامية، إذ ساهم بتكوين المشاهدين لآراء تجاه قضايا مجتمعية عدة من خلال مسلسلاته".

لكن، رغم ابتعاد الوثائقي عن السياسة، ورغم أنّ حاتم علي لم يعلن موقفاً سياسياً واضحاً منذ اندلاع الثورة عام 2011، فإنّ خروجه من البلاد واستقراره خارجها حتى وفاته جعلته تلقائياً، وإن بشكل غير مباشر، في مواجهة مع النظام. وهو ما تُرجم في تجاهل هذا النظام تماماً لتشييعه في الشام في 1 يناير/كانون الثاني 2021، فهل شعر وقتها نظام الأسد أنّ مخرجاً كحاتم علي ينافسه على المجال العام داخل دمشق، حتى وهو متوفِ وفي طريقه إلى مثواه الأخير؟ "النظام كان يعلم أنّ حاتم علي ضد الاستبداد، رغم أنّه لم يعطِ موقفاً علنياً مما يحصل في البلاد" يقول المصطفى.
الوثائقي لن يغوص في كلّ هذه التفاصيل، بل سيحملنا الشريط في سيرة حاتم علي الفنية، والدرامية "خصوصاً أنّ الدراما هي أفضل الطرق وأسهلها للوصول إلى المجتمع" بحسب المصطفى، لذلك قرّر "تلفزيون سوريا" الاحتفاء به في ذكرى رحيله الأولى.

لكنّ تحضير الشريط لم يكن بالسهولة والسلاسة التي قد يتخيلّها البعض، إذ واجهت القناة مشكلة أخرى متمثلة برفض كلّ شركات الإنتاج منحها لقطات من أعمال حاتم علي لاستخدامها في الوثائقي، لذلك حاول منفذو العمل الاعتماد على طرق مبتكرة لتنفيذ العمل.
وكان حاتم علي قد بدأ حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار عام 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية، وجسد شخصيات مختلفة تنوعت بين الأدوار التاريخية والبدوية والشخصيات المعاصرة، وذلك بأنماط إبداعية متعددة، كما له مشاركات مع الفنان ياسر العظمة في عمله الرائع "مرايا".

ومع تطوره في العمل واكتسابه الخبرة وصل إلى مستوى يكاد يُوصف فيه علي بالفنان الكامل، حيث عمل وراء الكاميرا وأمامها في أعمال ضخمة. هذه الرحلة كلها سنستعيد تفاصيلها في وثائقي "الفصل الأخير"، كما سنستمع إلى شهادات ممثلين ونجوم، عرفوا حاتم علي عن قرب وعملوا معه، لنخوض مرة أخرى في تفاصيل سيرة صنعت أفضل ما في الدراما السورية.

*وثائقي "الفصل الأخير" يعرض عند السادسة من مساء اليوم بتوقيت دمشق على "تلفزيون سوريا"

المساهمون