جوقة القطان: فتيات غزة يعبّرن عن ذاتهن بالغناء

جوقة القطان: فتيات غزة يعبّرن عن ذاتهن بالغناء

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
11 يوليو 2021
+ الخط -

على ألحان أغنية "طير يا هوا"، تُردد الفتاة الفلسطينية يارا كُلاب مع صديقتها وفاء عاشور كلمات الأغنية التُراثية، وقد بدا الاندماج واضحًا على ملامحهن الصغيرة، وعلى حركة أياديهن المُتناغمة مع الإيقاع.

وتتجاور مجموعة من الفتيات الفلسطينيات إلى جانب بعضهن البعض على خشبة مسرح مركز القطان الثقافي في غزة، ضمن فريق "جوقة القطان"، لتأدية الأغاني الوطنية والتراثية، وقد وجدن في أنفسهن القدرة على الغناء الجماعي بانسجام وتكامل.

وتتكون جوقة القطان، من 28 فتاة، فيما تتيح فضاءً تعبيرياً وجمالياً، عبر أداء الغناء الجماعي والمنفرد لأغنيات عربية وفلسطينية وطنية وأغنيات تراثية، وقد شاركت الفتيات في العديد من العروض والاحتفاليات التي نظمها مركز القطان، إلى جانب الأنشطة التي تم تنظيمها بالتعاون مع مؤسسات شريكة.

تهدف جوقة القطان، التي تضم فتيات جمعهن حُب الغناء والتعاون، إلى إيجاد فضاء مفتوح للفتيات، كي يعبرن بصوتهن وحناجرهن

وتبدأ رحلة الفتيات مع الفريق الذي تتراوح أعمار المُشاركات فيه بين 8 حتى 15 عامًا، بالتحاق الفتيات صاحبات الصوت الجميل بفريق الكورال، وتدريبهن برفقة بعضهن على أداء الحركات المُتناغمة مع الأغاني التراثية والوطنية، وذلك بعد تدريبهن على المقامات وطبقات الصوت المُناسبة للأغاني والمقاطع، ولحظات البدء بالغناء والتوقف.

وترى الفلسطينية يارا كُلاب 14 عامًا، في "جوقة القطان" مساحة لها للتعبير عن ذاتها، وعن هوايتها التي تُحِب، عبر الأغاني الوطنية والتراثية، وقد ساعدها الاشتراك مع الفريق، في صقل موهبة الغناء، والانتقال بصوتها الجميل إلى مختلف الطبقات الصوتية.

وتقول كُلاب لـ "العربي الجديد" إنها التحقت بالفريق قبل عام ونصف العام، وبدأت بتلقي التدريبات مع مدرب الفريق أنس النجار، الذي ساعدها على تطويع صوتها وفقًا للجملة والعبارة والنغمة، كذلك التنقل بين طبقات الصوت بسلاسة. وتعبر الفتاة عن سعادتها بالانضمام للفريق، صاحب الأحلام الكبيرة في تقديم العديد من الأعمال الفنية، وتقول "يمتلك والدي صوتًا جميلًا، وكنت أرغب بتطوير موهبتي لأصبح مثله، ويساعدني انضمامي للجوقة على ذلك".

وأنتج فريق الكورال، فيديو كليب لأغنية "طير يا هوا"، التي تم تسجيلها وتصويرها في مساحة خضراء، فيما لم تُتِح أزمة كورونا تصوير أغنية "أهو دة اللي صار"، بعد تسجيلها، ما اضطر الفريق إلى تصوير الأغنية من داخل البيوت، ومونتاجها، لتصبح الإنتاج الاحترافي الثاني للفريق. 

وقامت الطفلة ملك البربري بالالتحاق بجوقة القطان برفقة ابنة خالتها، وتقول إنها حصلت على التدريبات الخاصة بعدد من الأغاني، ومنها أغنية "يا قصص"، فيما شاركن في إنتاج الفيديوهات المرئية، بعد إتمام التدريبات الخاصة بالطبقات الصوتية، والحركات المُناسِبة للألحان.

أما الفتاة وفاء عاشور 11 عامًا، فترافق شقيقتها تولين خلال التدريبات الخاصة بالفريق الذي التحقت به العام الماضي، وذكرت في حديث مع "العربي الجديد" أن الأجواء داخل الفريق "مريحة وجميلة"، فيما تتمنى صناعة أغان جديدة، تتضمن مزج الأغاني العربية، بالأغاني الأجنبية. 

وترى شقيقتها تولين عاشور 10 أعوام، أن الفريق مَكّنها من ضبط الصوت مع الإيقاع، والاندماج مع فتيات الفريق، وتضيف: "الأداء الجماعي للأغاني يشعرنا بسعادة، إلى جانب أنه يساعدنا في تفريغ طاقاتنا". فيما ساعد الفريق، الطفلة ريهام أبو غالي 13 عامًا، التي التحقت بالفريق منذ عامين، على التعرف على صديقات جدد، والاندماج معهن، وتصف تجربتها بأنها "ممتعة".

بدورها؛ توضح منسقة العلاقات العامة في مركز القطان الثقافي في غزة لانا مطر، أن الجوقة تتبع قسم الفنون الأدائية في المركز، وتتكون من 28 طفلة، من الفتيات الهواة في الغناء الجماعي "الكورال"، وقد حصلن على تدريبات على الأغاني الوطنية والتراثية، فيما يشاركن بإحياء المهرجانات داخل المركز، أو بالشراكة مع مؤسسات ومعاهد موسيقية. 

وتهدف جوقة القطان، التي تضمُّ فتيات جمعهنّ حُب الغناء والتعاون، إلى إيجاد فضاء مفتوح للفتيات، كي يعبّرن بصوتهن وحناجرهن عن أنفسهن، وفق تعبير مطر لـ "العربي الجديد"، إلى جانب إبقاء الأغاني الوطنية حاضرة في أذهانهن، خاصة الأغاني التي تحمل معاني الأمل والحياة والمستقبل.

ولم تمنع جائحة كورونا الفتيات عن إنتاج المواد المرئية عن بُعد، وتقول منسقة العلاقات العامة، إن الفريق الذي يضم حناجر أنثوية ناعمة يُحاول التعبير عن كل شيء فلسطيني بامتياز، ويفتح المجال أمام أي طفلة تمتلك الصوت الجميل، وشغف الغناء للانضمام للجوقة، والتعبير عن ذاتها.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أكدت كاثرين راسل على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في استشهاد أكثر من 13 ألف طفل، وإصابة عدد لا يحصى من الأشخاص.
الصورة

مجتمع

صرح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر، أن 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف، ويواجهون خطر هجوم إسرائيلي.
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.
الصورة

مجتمع

قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الخميس، إنّ قوات الاحتلال تقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة فيما يعيش 43,349 طفلاً دون والديهم أو دون أحدهما..

المساهمون