جوائز "مالمو للسينما العربية الـ11": خيارات تُكرِّم اشتغالاتٍ

جوائز "مالمو للسينما العربية الـ11": خيارات عدّة تُكرِّم اشتغالاتٍ مختلفة

14 ابريل 2021
لينا سويلم: جائزة لجنة تحكيم مالمو 2021 عن "جزائرهم" (إريك كاتارينا/ Getty)
+ الخط -

يصعب تفسير آليات اختيار أفلامٍ لمنحها جوائز في المهرجانات السينمائية. كلامٌ كهذا يتردّد مراراً، لكنّ لجان التحكيم تُعلن نتائج المسابقات في اليوم الأخير لكلّ دورة، أو قبله بيومٍ واحد، كما يحدث في بعض المهرجانات، لإتاحة فرصة مُشاهدة الأفلام الفائزة على الأقلّ، للراغبين في ذلك، في اليوم التالي لإعلان النتائج. آليات ترتكز على نقاشٍ بين عددٍ قليل من العاملين والعاملات في قطاعات سينمائية مختلفة، يؤدّي (النقاش) إلى خياراتٍ محدّدة.

الأهمّ يبقى في المُشاهدة، المنبثقة من اختيار المهرجانات أفلاماً حديثة الإنتاج. "مهرجان مالمو للسينما العربية" يختصّ بسينما عربية حديثة الإنتاج، محاولاً تثبيت حضورها في حيّز جغرافيّ (السويد) مفتوح، سينمائياً، على الجغرافيا العربية ودول الاغتراب والمنافي الغربيّة. مساء 11 أبريل/ نيسان 2021، تنتهي دورته الـ11، ومعظم عروضها مُقدَّم افتراضياً، منذ الافتتاح (6 أبريل/ نيسان الجاري).

لجنتا تحكيم، أولى للأفلام الطويلة، تضمّ المخرجة الفلسطينية نجوى نجّار، والممثلة والمخرجة السعودية فاطمة البنوي، والباحثة السينمائية المغربية ليلى شرادي، والإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، والسيناريست المصري تامر حبيب. وثانية للأفلام القصيرة، تضمّ المخرجتين والمنتجتين اللبنانية مانو نمّور والمصرية ماجي أنور، والناقدين الجزائري فيصل الشيباني والبحريني طارق البحار، والممثل الإماراتي منصور الفيلي.

 

 

في المسابقة الأولى، تبدو لائحة الجوائز كأنّها تلتمس توازناً جغرافياً، باختيار فيلمٍ واحدٍ فقط لكلّ جائزة، يحمل جنسية بلدٍ عربيّ، من المشرق والمغرب. قول هذا، رغم وضوح المسألة شكلاً على الأقلّ، غير صائبٍ كلّياً. الأفلام المختارة (12 فيلماً)، تمتلك حساسيات بصرية غير متشابهة وغير متساوية، لكنّها تُبرز حيوية بصرية في مقارباتٍ جمالية، تغوص في أعطاب حياة وأفراد وعلاقات، يجنح بعضها إلى التنظير والحماسة النضاليّة، على حساب الصورة، ويُحافظ بعضٌ آخر على بُنى سينمائية في معاينة مواجع حياتية، مع تحرير البصريّ فيها من كلّ خطابيّة ومباشرة. هذا يُعقِّد، قليلاً، الاختيارات.

جائزة أفضل فيلم (20 ألف كرون سويدي) يحصل عليها "الرجل الذي باع ظهره"، للتونسية كوثر بن هنيّة ("العربي الجديد"، 6 يناير/ كانون الثاني 2021)، المعروض في افتتاح الدورة الـ11 نفسها. "الهربة"، للتونسي غازي الزغباني، ينال جائزة أفضل سيناريو، للزغباني نفسه؛ و"غزّة مونامور"، للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر ("العربي الجديد"، 21 سبتمبر/ أيلول 2020) يحصل سليم داو عن دوره فيه على جائزة أفضل ممثل؛ بينما تفوز نعيمة المشرقي بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في "خريف التفّاح" للمغربي محمد مفتكر ("العربي الجديد"، 24 فبراير/ شباط 2021). هناك أيضاً جائزة أفضل إخراج، للسعودي عبد العزيز الشلاحي عن "حد الطار"؛ وجائزة لجنة التحكيم الخاصة (15 ألف كرون سويدي) لـ"جزائرهم" للفرنسية، جزائرية الأصل، لينا سويلم ("العربي الجديد"، 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2020)؛ بالإضافة إلى جائزة الجمهور (25 ألف كرون سويدي، تقدمها بلدية مالمو)، الممنوحة لـ"حظر تجول"، للمصري أمير رمسيس ("العربي الجديد"، 1 مارس/ آذار 2021).

في الثانية، مُنح فيلما "الست" للسودانية سوزانا ميرغيني و"توك توك" للمصري محمد خضر تنويهين خاصّين وشهادتي تقدير؛ بينما فاز "الهدية"، للفلسطينية فرح النابلسي ("العربي الجديد"، 26 فبراير/ شباط 2021)، بجائزة أفضل فيلم قصير.

المساهمون