Skip to main content
جدري القرود... العنصرية تظلّل تغطية الإعلام
العربي الجديد ــ بيروت
حذّرت الأمم المتحدة من وصم مرض جدري القرود (بافلو غونشار/ Getty)

حتى الساعة رُصدت حالات قليلة نسبياً من جدري القرود في عدد من الدول، بينها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، وإسبانيا والبرتغال وفرنسا... لكن رغم أن أغلب هذه الحالات رُصد في دول غربية، إلا أن أكثرية الصور المستخدمة في المؤسسات الإعلامية صور لمواطنين أفارقة من ذوي البشرة السوداء، في خطوة تمييزية وعنصرية، بحسب بيان صادر عن "جمعية الصحافة الأجنبية، أفريقيا" (مقرها كينيا).

رأت الجمعية أن "الجدري كأي مرض آخر، يمكن أن ينتشر في أي منطقة في العالم ويصيب أي شخص بغضّ النظر عن العرق. لذلك (...) من المزعج استخدام وسائل الإعلام في أوروبا وأميركا الشمالية لصور مخزنة (من الأرشيف) لأشخاص ذوي بشرة سوداء وأفريقية لتصوير تفشي المرض في المملكة المتحدة وأميركا الشمالية".

ورغم أن المرض مصدره القديم كان أفريقيا، إلا أن الحال اختلف في التفشي الحالي، ورغم ذلك اختارت المؤسسات الإعلامية حول العالم، بما فيها العالم العربي، إعادة نشر صورة قديمة لأطفال أو راشدين أفارقة أصيبوا بالمرض قبل سنوات، رغم أن الخبر غالباً ما يكون مرتبطاً بدول غير أفريقية.

ربط بين جدري القرود والمثلية

وإلى جانب العنصرية التلقائية التي ظهرت في تغطية ظهور إصابات بجدري القرود، فإن رهاب المثلية أيضاً قفز إلى الواجهة، مع ربط المرض بالمثلية الجنسية، من دون أي استناد إلى وقائع علمية، ورغم تكرار منظمة الصحة أن الجدري ينتقل من طريق الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين، وتبادل سوائل أجسامهم وملابسهم أو الاحتكاك بملاءات سرير واحد يجمع بينهم، سواء كانوا مثليين أو غيريين.

وقد حذرت المنظمة من ربط بين جدري القرود والمثلية، مؤكدةً أن العدوى تنتقل من طريق الاتصال الوثيق بشخص مريض، وبالتالي "يمكن أن يصاب به الجميع".

وقال نائب مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعنيّ بفيروس الإيدز، ماثيو كافانو: "هذه الوصمات والملامات تقوّض الثقة، والقدرة على مواجهة تفشي هذا المرض بفاعلية".

وأكد كافانو أن هذه الحملات العنصرية، أو المعادية للمثليين "تسبب حلقة من الخوف تدفع الأفراد إلى تجنب المراكز الصحية، ما يحد من نطاق الجهود لتحديد حالات العدوى، وتشجع على اتخاذ تدابير قسرية غير فعّالة".