جائحة كورونا تحضر في الأعمال التلفزيونية

جائحة كورونا تحضر في الأعمال التلفزيونية

12 نوفمبر 2020
إيلين بومبيو في دور ميريديث غراي بطلة مسلسل "غرايز أناتومي" (تويتر)
+ الخط -

تحضر جائحة كورونا (كوفيد-19) وانعكاساتها على الحياة اليومية في الأعمال الروائية التلفزيونية المقبلة، وخصوصاً المسلسلات الأميركية التي تفاعلت كثيراً مع الحدث الصحي الذي يشهده العالم، من "غرايز أناتومي" إلى "ذيس إز آس" وغيرهما من مسلسلات وأفلام أيضاً. 

يعود جرّاحو "غريز أناتومي" إلى العمل على الشاشة الصغيرة اليوم الخميس، ولكن ببزات طبيّة تشبه ملابس رواد الفضاء. وإذا كانت الأزمة الصحية قد أخّرت إطلاق الموسم السابع عشر من المسلسل في الولايات المتحدة، فهو يغوص في قلب الواقع الناتج من الوباء.

ومن غير الممكن لهذا المسلسل الطبيّ الذي سجّل الرقم القياسي في الاستمرارية على الشاشة "أن يتجاهل القصة الطبيّة الأكبر في هذا العصر"، وفق ما أكدت منتجته التنفيذية كريستا فيرنوف، مشيرةً في تدوين صوتي نشرته "هوليوود ريبورت" إلى أن ثمّة مسؤولية حيال العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وفي نظر المسؤولين عن مسلسل "شيكاغو مِد" أيضاً، كان من البديهي التطرق إلى الوضع الصحي الراهن. وقال أندرو شنيدر وديان فرولوف لوكالة فرانس برس إن عدم تناول كوفيد-19 "كان سيبدو غير واقعي".

وتتطرق الحلقة الأولى من الموسم السادس التي أطلقت الأربعاء بشكل واسع إلى "الإرهاق" الذي سبّبته الجائحة، ويحضر هذا الجوّ في خلفية الحلقات التالية، وخصوصاً لجهة "البروتوكولات الجديدة التي اعتُمِدَت لحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية من الفيروس".

كذلك تحضر الجائحة في برامج طبية أخرى، من بينها "ذا غود دكتور" و"ذا ريزيدنت" وسواهما، لكنّ التطرق إلى تبعاتِها الاقتصادية والمجتمعية لا يقتصر على هذا النوع من الأعمال التلفزيونية، بل يمتدّ إلى غيره أيضاً. 

وفي المسلسل الدرامي "ذيس إز آس" التي انطلق موسمه الخامس، تضع عائلة بيرسون الكمامات، ويقبّل أفرادها بعضهم بعضاً مِن بُعد، أو تعاني من تأجيل تجربة سريرية لمرض مروّع آخر.

 أما "ذا كونرز"، وهو تتمة المسلسل الكوميدي "روزان"، فيركّز على "المنظور الاقتصادي"، من خلال تتبُّع قصة عائلة عمالية "تعيش وضعاً مالياً صعباً وتفتقر في معظم الأحيان إلى شبكة أمان"، على ما قال ديف كابلان، أحد مؤلفيها ومنتجيها التنفيذيين.

وتعود كل العائلة للعيش تحت سقف منزل واحد، يتلقى الوالد إشعاراً بإخلائها، فيما تحاول شقيقة زوجته إنقاذ مطعمها من خلال تحوّلِها عاملة توصيل طلبات على الدراجة الهوائية. وقال كابلان: "بدا لنا طبيعياً أن نُدخِل كوفيد-19" في أحداث المسلسل وحياة شخصياته التي "كانت لديها مشاريع، وكانت تسعى جاهدة إلى تحسين وضعها المهني" قبل أن يؤدي الوباء إلى وقف كل ذلك. 

كذلك شاء الفريق، في خطوة نادرة، أن يعكس المسلسل وجهة نظر بعض الأميركيين الرافضين للامتثال للعلم والقيود الصحية. وأوضح كابلان أن "هذا الأمر موجود" في الولايات المتحدة، وكان لا بدّ من أن يحضر في المسلسل. 

ولاحظ بروس هلفورد، أحد منتجي وكاتبي سيناريو "كونرز" أن الجائحة أوجدت كذلك "حالات جديدة" وفرصة لإدراج بعض اللمسات الفكاهية انطلاقاً من هذه العناصر. 

إلا أن حضور الجائحة ليس بالقدر نفسه في الأعمال الفرنسية حتى الآن، ولو أن المسلسل الرومانسي "بلان كور" على "نتفليكس" أفرد حلقة خاصة للحجر هذا الصيف.

أما مسلسل "آن سي غران سوليه" اليومي عبر "فرانس 2"، فلم يتطرق مباشرة إلى الجائحة، بل تناول نتائجها العرضية، إذ إن بطلته كلير، وهي ممرضة تتقاضى راتباً سيئاً، تجد الحلّ في السطو على ممتلكات عدد من الأثرياء بالتعاون مع موظفة في متجر سوبرماركت بذلت، مثلها، جهداً كبيراً في عملها، بحسب ما أوضح كاتب السيناريو أوليفييه زولزينغر. 

وإذا كان زولزينغر يعتزم الإقلال من الإشارات إلى كوفيد لكي يوفّر للمشاهدين "فسحة للتنفس في خضمّ الوضع" الكئيب، فإن آخرين تناولوا الأزمة مباشرةً.

وفي حلقاته الثماني، يستعرض "سوشل ديستنس" عبر "نتفليكس" قصصاً عن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية عبر الشاشات والتطبيقات، فيما يروي خمسة أشخاص قصصهم عبر كاميرا الويب في فيلم "كوستل إليتس" (إتش بي أو).

وفي فرنسا أيضاً، يعكف داني بون على إعداد كوميديا لحساب "نتفليكس" تتمحور حول الحجر في مبنى باريسي. 

وتكشف "أمازون" الخميس عن فيلم "كونيكتيه"، وهو مزيج من الإثارة والكوميديا في أجواء العالم الافتراضي، مع ميكايل يون وأودري فلورو. وقال مخرج "كونيكتيه" رومويالد بولانجيه، إن هذا الفيلم يتناول موضوعاً مطروحاً بقوة في المرحلة الراهنة. وأضاف: "أنا مقتنع بضرورة أن نخبر قصصاً تمسّنا مباشرةً".

(فرانس برس)

المساهمون