ثلاثيّ الدراما العربية المشتركة... كتابة وإنتاج وعرض

ثلاثيّ الدراما العربية المشتركة... كتابة وإنتاج وعرض

21 مارس 2021
شارك قصي خولي في "لا حكم عليه" وهو من الأعمال العربية المُشتركة (MBC)
+ الخط -

تدخل بيروت عالم المنافسة في الدراما العربية المشتركة. وتحاول كل شركات الإنتاج العربية العبور ضمن الأجواء اللبنانية في غالبيَّة المسلسلات المقرر تصويرها وتصديرها. قبل 4 سنوات، ومع دخول العالم إلى المنصّات البديلة والرقمية، كانت بيروت سبّاقة في حجز قاعدة ثابتة لإنتاج الدراما، سبق ذلك إنتاج مجموعة من الأعمال الطويلة، طولها يتراوح بين 30 و60 حلقة، عُرضت في مواسم رمضان الخاصة.

اليوم، أصبح المشاهد العربي أمام انقلاب كبير. انقلابٌ يحتل المشهد في الدراما العربية. يكفي أن نعلم أن أكثر من تسعة مسلسلات عربية أنتِجَت في بيروت خلال أقل من عام، وهذا بالطبع يدفع بمزيد من الأسئلة حول ماهية أو محتوى هذه الأعمال، وما حققته. على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، وانفجار انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، والشحّ في العملات الأجنبية، تماسَك المنتجون اللبنانيون، وتابعوا عملهم بثقةٍ لم تؤثر عليها حتى جائحة كورونا. ويبدو أن القرار بالعمل يأخذ شرعتيه من الطلب على هذه الإنتاجات من قبل منصتي "نتفليكس" و"شاهد". يجد المشاهد العربي نفسه أمام خلطة دراميّة مُشتركة في كافة الأعمال التي قُدِّمَت منذ عامين.

ويستند المنتجون إلى عناصر أصبحت بالنسبة لهم "أعرافاً" تسهم إلى حد كبير في عملية الإنتاج في لبنان، كالاستعانة بكاتب أو سيناريست سوري، وإقامة ورشات كتابة بين كتاب سيناريو سوريين ولبنانيين. إضافة إلى توظيف المخرجين السوريين في معظم الأعمال التي طبعت الدراما المُشتركة منذ خمس سنوات أهمّهم: الليث حجو وسامر برقاوي والمثنى صُبح وغيرهم. أما عن الممثلين، فالسلة لا تحمّل الكثير من الوجوه الأساسية للمسلسلات.

الثلاثي هو: دمشق تكتب وبيروت تُنتِج والرياض ("شاهد") تعرض

سيطرة الممثّلة اللبنانيّة باتت تشكّل هي الأخرى قاعدة أساسية لبناء المسلسل المُشترك، تمامًا كما هو حال زميلها البطل السوري، والسعي إلى تشكيل ثنائي تفاعلي ودرامي، يستأثر بالمشاهد عبر الإعلان الأول للقاء هذا "الثنائي" في مسلسل واحد. هكذا، بإمكاننا القول إنَّ عناصر الدراما العربيّة المشتركة، اليوم، تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسيّة: دمشق تكتب وبيروت تُنتِج والرياض تعرض ("شاهد").

وهذا ما فتح الباب أمام مجموعات إنتاج عربية معظمها مقيم في دبي للاستثمار في التجربة ذاتها من خلال مجموعة من المسلسلات الطويلة التي حجزت هي أيضاً مكانها على الخريطة الدرامية العربية، مثل "عروس بيروت" و"على الحلوة والمُرّة" الذي يصور حالياً في إسطنبول.

كل ذلك يعتبر استثماراً كان بإمكانه أن يُسجل نجاحاً استثنائياً نظراً للإمكانات التي يتمتع بها المنتجون والأموال المخصصة لهذه الصناعة وتطورها السريع. لكنها ورغم النجاح ووفرة الطلب، تختلف معايير تصنيف إنتاجها، وهي من دون شك تعاني أحياناً من السقوط في الفخ التجاري الاستثماري، وحتى الاستغلال في قدرة تأثير الممثلين بالمشاهدين والبناء عليها، لمجرد كسب تجاري لا يخضع للشروط الضرورية من ناحية القصة أو الإخراج في مراحل كثيرة.

خلاصة القول هو أنّ بإمكان صناعة الدراما المُشتركة القفز إلى الأمام لما تملكه من قدرات هائلة، لو حاولت الخروج من شرنقة المحسوبيات والارتقاء بالنصوص والأداء ليكتمل النجاح.

المساهمون