"ثالث الرحابنة"... إلياس الرحباني خارج ظل الأخوين

13 يناير 2025
الياس الرحباني مع شقيقيه عاصي ومنصور (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم عرض وثائقي "ثالث الرحابنة" في بيروت تكريماً للموسيقي إلياس الرحباني، مسلطاً الضوء على تأثيره في الحياة الثقافية والموسيقية اللبنانية من خلال التلفزيون والأغاني والإعلانات.
- واجهت المخرجة فيروز سرحال تحديات في إعداد الوثائقي، منها اختصار مسيرة إلياس المتشعبة والبحث في أرشيفه الضخم، وتضمن العمل شهادات من رفاقه ومحبيه حول إسهاماته الموسيقية.
- رغم غياب بعض أفراد عائلة الرحباني، ألقى الوثائقي الضوء على معاناة إلياس مع انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وأشاد الباحث محمود زيباوي بأهمية توسيع نطاق عرض أعماله.

في الذكرى الرابعة لرحيل الموسيقي اللبناني إلياس الرحباني (1938 ــ 2021) استضافت سينما متروبوليس في بيروت، عرضين لوثائقي "ثالث الرحابنة" للمخرجة فيروز سرحال، بعدما سبق وعرض العمل في صالات وعلى شاشات عدة، بينها  معهد العالم العربي بباريس، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
في حديث مع "العربي الجديد" تقول سرحال إن الوثائقي "محاولة لإنصاف إلياس الرحباني، لا بل هو تحية تكريمية لكل ما قدمه، لأن أمثاله لا يتكررون بسهولة في حياتنا الثقافية الموسيقية "، مشيرة إلى أن "العمل نفسه جسد واقعاً عشناه كلنا، ترجم عملياً بوجود إلياس الرحباني حاضراً في يومياتنا من خلال شاشة التلفزيون، والأغنيات والإعلانات والمقابلات وسواها. لقد منحنا الفرح منذ بداياته الفنية حتى آخر لحظات حياته، وتغير هذا المسار مع إصابته بفيروس كورونا، الذي أودى بحياته. شعر أغلب جمهوره بوطأة خسارته، ما دفعنا إلى إعداد هذا الوثائقي الذي يضم ما يمكن تقديمه عن مسيرته الطويلة من خمسينيات القرن الماضي حتى رحيله".
تتوقف سرحال عند المشاكل التي رافقت التصوير وأبرزها "السعي لاختصار مسيرة إلياس الرحباني المتشعبة والمكثفة في وثائقي، ثم هناك عقبة رافقت البحث عن أرشيف أعماله وبداية مسيرته في الإذاعة اللبنانية مثلاً، إضافة إلى الظروف الصعبة المواكبة للبحث في أرشيف تلفزيون لبنان الضخم بمحتوياته غير المنظمة وزيادة مستوى درجات الرطوبة في أرجاء بعض الأعمال الخاصة بإلياس الرحباني هناك، ما يطرح ضرورة ترتيب هذا المخزون الثقافي وإنقاذه"، موضحة أن "الباحث محمود زيباوي عرض لرؤية اجتماعية وفنية وثقافية لإلياس الرحباني، إضافة الى أن رفاق دربه ومحبيه، وهم كثر طبعاً، أبدوا رغبة عارمة في الحديث عنه". 
وتشدّد المخرجة اللبنانية على أن "العمل ثمّن مزايا إلياس الرحباني، الذي فاجأ الناس بإنتاجه السخي في التأليف الموسيقي الغربي الكلاسيكي وإبرازه لآلات عزف، رافقت هذا العالم الواسع المدى، مع نجاحه في مصاهرة النمط الموسيقي الغربي مع الموسيقى العربية لتولد منها إيقاعات وأنغام دخلت عالم الموسيقى اللبنانية"، مثنية على "تمايزه خلال مسيرته باكتشاف مواهب عدة شقت طريقها نحو الاحتراف، منها إطلاق أسطوانة باللغة الفرنسية للفنانة جوليا بطرس، وأعمال فنية أخرى لصوت الراحل سامي كلارك، إضافة إلى مرونة قل نظيرها في تأليفه الموسيقى التصويرية لإعلانات أو لمسلسلات عدة رافقت يومياتنا، أو حتى لأناشيد أحزاب وأغان وطنية وسواها من مسيرته الغنية جداً".
وعن تغييب أي مداخلة لفيروز أو لأولاد عاصي ومنصور الرحباني في الوثائقي نفسه، تشير سرحال إلى أن "إلهام الرحباني شقيقة إلياس تحدثت عن طفولته وعلاقته مع عاصي ومنصور، إضافة إلى ولديه غسان وجاد". وتضيف: "لم يكن بإمكاننا إشراك أفراد العائلة كلها في هذا الوثائقي. لقد غاب حزن زوجته السيدة نينا على رحيله، إضافة إلى أن ظروفاً قاهرة حالت دون تحقيق رغبتي بمشاركة زياد الرحباني في الوثائقي، الذي كان يجالس عمه إلياس الرحباني منذ صغره في الاستوديو، ورافقه عن كثب في هذه الفترة وما بعدها". وتوضح: "الوثائقي سلط الضوء على معاناة إلياس الرحباني، وأبرزها الانتهاك المستمر لحقوق الملكية الفكرية لأعماله، وهي المعركة الدائمة، التي حاول خوضها في حياته للدفاع عن مؤلفاته".


أما الباحث محمود زيباوي فيرى أن الوثائقي عمل جيد، ويتوقف في اتصال مع "العربي الجديد" عند إلياس الرحباني نفسه، الذي بدأ منفرداً ومتعاوناً في بعض المحطات مع أخويه عاصي ومنصور، مع تشديده على أن المشاركة الفعلية لإلياس برزت في أعمال الرحابنة بعد مرض شقيقه عاصي، لا سيما في مسرحيات عدة منها "المحطة" (1973)، و"لولو" (1974)، و"ميس الريم" (1975)، و"بترا" ( 1977).
ويرى أن "إنتاج إلياس الرحباني متشعب وواسع الانتشار ومتعدد الوجوه... وهذا ما يدفعني اليوم إلى الطلب من نجله غسان عدم حصر ريبرتوار والده خلال الحفلات الموسيقية بأغنيات محددة، بل توسيع مروحة الأغنيات"، لافتاً إلى أن "التأليف الموسيقي، الذي طبع بعض مراحل مسيرة إلياس الرحباني كان لأغان أجنبية باللغات الفرنسية، والإنكليزية والإيطالية لكل من طوني فاليار، ومانويل الأرمني، وجوليا بطرس وسواهم، وهي لم تعد متداولة اليوم، إلى جانب  تألقه بتأليفه موسيقى الأغنيات باللغة العربية".
وعكس ما يردده بعض النقاد والمؤرخين الموسيقيين يقول زيباوي "لم يكن إلياس الرحباني مغبوناً في مسيرته الفنية المطبوعة بتلحينه منوعات غنائية على اختلافها... بل أخذ حقه كاملاً، مع الإشارة إلى أنه لا يمكن مقارنته مع الأخوين عاصي ومنصور، اللذين يجوز برأيي مقارنتهما مع محمد عبد الوهاب".

المساهمون