استمع إلى الملخص
- تتنافس بربليكسيتي مع "بروجكت ليبرتي"، "مايكروسوفت"، و"أوراكل" لشراء "تيك توك"، بهدف تحسين أمان الإنترنت ومنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم.
- خطة البيت الأبيض تشمل زيادة حصص المستثمرين غير الصينيين في "بايتدانس" وتقليل الملكية الصينية في "تيك توك" لأقل من 20%، لضمان السيطرة الأميركية.
أكدت شركة بربليكسيتي الأميركية الناشئة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي رسمياً رغبتها في شراء "تيك توك" ذات الشعبية الواسعة، وشددت على أنّها الأكثر أهلية للاستحواذ على المنصة الشهيرة من دون "توليد احتكار" ولتزويدها خوارزمية جديدة "شفافة" و"مفتوحة المصدر". وتتنافس الشركة التي ابتكرت محرّك بحث عبر الإنترنت معززاً بالذكاء الاصطناعي التوليدي مع شركات أخرى مهتمة بالمنصة المملوكة لشركة بايتدانس الصينية والمهددة بالحظر في الولايات المتحدة.
وكتبت شركة بربليكسيتي الناشئة في بيان، أمس الجمعة، أنها "الأكثر أهلية لإعادة بناء خوارزمية تيك توك من دون توليد احتكار، عن طريق الجمع بين القدرات التكنولوجية ذات المستوى العالمي واستقلالية" شركة تكنولوجية صغيرة بدل إحدى الشركات العملاقة في القطاع. يقدّر العرض المقدم من "بربليكسيتي" قيمة "تيك توك" بما لا يقل عن 50 مليار دولار، وفقاً لشبكة سي إن بي سي الأميركية.
هذه الشركة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو قدّمت لـ"بايتدانس" عرضاً للاندماج مع الفرع الأميركي لـ"تيك توك" منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، ورأت أن أي عملية استحواذ من قبل تحالف من المستثمرين أو منافس للشبكة الاجتماعية من شأنه إما أن يحافظ على تأثير "بايتدانس" على خوارزمية التوصية المهمة وإما أن يولّد احتكاراً. وأشارت "بربليكسيتي" إلى أنّ "الشركة كلها تستفيد من تحرير المحتوى من تلاعبات الحكومات الأجنبية والاحتكارات الدولية". وأوضحت في بيان تفاصيل طموحاتها للمنصة، بما في ذلك إضافة إمكانات بحث للعثور على مقاطع فيديو بسهولة أكبر وتحسين التخصيص للمستخدمين. والأهم، أن الشركة تريد تصميم خوارزمية توصية خاصة بها "من الصفر"، وتخزين بيانات "في مراكز البيانات الأميركية تحت إشراف أميركي".
جهات مهتمة بشراء "تيك توك"
في 20 يناير، منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب شركة بايتدانس مهلة 75 يوماً - قابلة للتمديد - لبيع أنشطتها الأميركية، أي حتى 5 إبريل/نيسان المقبل. في نهاية هذه الفترة، من المفترض حظر المنصة ذات الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة حيث يستخدمها 170 مليون شخص، بموجب قانون صدر العام الفائت. أبدت شركات كثيرة أخرى رغبتها في شراء "تيك توك" في الولايات المتحدة، مع العلم أنّ "بايتدانس" لم تتحدث عن نيتها بيع منصتها. وقال دونالد ترامب، رداً على سؤال عن "تيك توك" خلال رحلة بالطائرة الرئاسية في العاشر من مارس/آذار الحالي: "نتفاوض مع أربع شركات مختلفة، والكثير من الأشخاص يبدون اهتماماً".
ومن بين الجهات المهتمة "بروجكت ليبرتي" التي أنشأها المطور العقاري ومالك نادي مرسيليا الفرنسي فرانك ماكورت، والمشارك في تأسيس منصة ريديت للتواصل الاجتماعي أليكسيس أوهانيان، وفقاً لوكالة فرانس برس. يتمثل هدف المهتمين المعلن في جعل الإنترنت "أكثر أماناً" ولا سيما من خلال منح المستخدمين إمكانية التحكم في بياناتهم الشخصية وإزالة خوارزمية توصية المحتوى القوية من التطبيق، والتي ساهمت إلى حد كبير في نجاحه. وأعربت شخصيات أخرى عن اهتمامها، بينها المؤثر "مستر بيست" ووزير الخزانة خلال ولاية دونالد ترامب الأولى ستيفن منوشين. ذكر البيت الأبيض أيضاً مشترين محتملين آخرين مثل "مايكروسوفت" و"أوراكل". وأطلقت "بربليكسيتي" أخيراً مفاوضات لجمع ما بين 500 مليون ومليار دولار، فيما تُقدّر قيمتها بـ18 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام أميركية.
خطة البيت الأبيض
تتمحور المحادثات التي يقودها البيت الأبيض حول مستقبل "تيك توك" حول خطة لزيادة أكبر المستثمرين غير الصينيين في "بايتدانس" حصصهم والاستحواذ على عمليات المنصة في الولايات المتحدة، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز الجمعة عن مصدرين مطلعين على المناقشات. وتتضمن الخطة فصل "تيك توك" عن الشركة الأم بايتدانس، وتخفيض الملكية الصينية في الشركة الجديدة إلى أقل من عتبة 20% التي يقتضيها القانون الأميركي، وفقاً للمصدرين اللذين تحدثا لـ"رويترز" شرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتصريح رسمياً. وأضاف المصدران أن مجموعة سسكويهانا الدولية التابعة لجيف ياس وشركة جنرال أتلانتيك التابعة لبيل فورد، وكلاهما ممثل في مجلس إدارة "بايتدانس"، تقودان المحادثات مع البيت الأبيض حول الخطة. وأضاف أحد المصدرين أن شركة الأسهم الخاصة "كيه كيه آر" منخرطة أيضاً في المحادثات.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، الجمعة، أن المستثمرين الأميركيين في "بايتدانس" يسعون لشراء حصص مستثمرين صينيين في صفقة مقترحة لشركة تيك توك الأميركية المنفصلة عن الشركة الأم، وذكرت شركة الاستثمار كوتو بوصفها مستثمراً حالياً آخر مشاركاً في المحادثات.
وفي السياق نفسه، أفادت مواقع إخبارية، في يناير، أن إدارة ترامب تعمل على خطة لـ"تيك توك" تتضمن الاستعانة بشركة أوراكل وبعض مستثمري "بايتدانس" الحاليين للسيطرة على عمليات المنصة. وبموجب الصفقة المحتملة، ستحتفظ "بايتدانس" بحصة في الشركة، لكن "أوراكل" ــ التي تُشكل بالفعل أساس البنية التحتية لـ"تيك توك" بموجب اتفاقية تم التفاوض عليها خلال ولاية ترامب الأولى، ستشرف على جمع البيانات وتحديثات البرامج.