تهم اغتصاب لوزراء فرنسيين وشرطة في الثانوية: ماذا فعلتِ يا لورا؟

تهم اغتصاب لوزراء فرنسيين وشرطة في الثانوية: ماذا فعلتِ يا لورا؟

12 يونيو 2022
الشابة في أثناء توجيهها السؤال إلى ماكرون (تويتر)
+ الخط -

ما هو هاشتاغ "سؤال لورا" (باللغة الفرنسية #LaQuestionDeLaura) الذي انتشر على تويتر في اليومين الماضيين، وتحديداً في فرنسا؟ ولماذا ترافق هذا الوسم مع آخر داعم للورا؟ مَن هي لورا؟ ولماذا استحضر المغردون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أغلب التغريدات التي حملت الوسمين؟

بدأت القصة من بلدة غاياك الفرنسية، خلال جولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس 9 حزيران/يونيو في إقليم تارن. زيارة سبقت الانتخابات التشريعية التي تقام اليوم. بينما كانت سيارة ماكرون تمر في المنطقة، توقفت لإلقاء التحية على بعض المواطنين الذي تجمعوا لإلقاء التحية عليه. في هذا الوقت، اقتربت شابة من الرئيس وتوجهت إليه بسؤال نقل الحدث إلى مكان آخر: تهم الاغتصاب الموجهة إلى بعض وزراء الحكومة الفرنسية. كاميرا القناة الفرنسية "بي إف إم تي في" نقلت هذا الحديث بين الشابة وماكرون، ليحصل على ملايين المشاهدات ويُعيد فتح النقاش في هذه التُّهم.
في الفيديو: تتوجّه لورا (طالبة مدرسية – 18 سنة) إلى ماكرون، متسائلة عن ادّعائه دعم قضايا المرأة والمساواة وحماية النساء المعنّفات، بينما يختار "رجالاً متّهمين بالاغتصاب وبتعنيف نساء ويضعهم على رأس الدولة. لماذا؟". أصرّت الشابة على الحصول على جواب، بينما بدا وقع السؤال واضحاً على الرئيس الفرنسي الذي حاول أن يكون مقتضباً وسريعاً في ردّه. تمسّك بـ "افتراض البراءة"، بما أنّ أيّاً من الوزراء لم تجرِ إدانته إلى هذه اللحظة، وأعاد إعلان دعمه للنساء وتشجيعهنّ على الكلام عن الاعتداء والعنف ضدهنّ.

أتى كلام الشابة على خلفيّة اتهامات اغتصاب موجّهة إلى وزيرين في حكومة إيمانويل ماكرون.
الأولى موجّهة إلى وزير الداخلية، جيرارد دارمانين عام 2017، وهي تهمة بالاغتصاب تعود إلى عام 2009 بعدما طلبت منه سيدة مساعدتها في تسوية مشكلة قضائية. أمّا الثانية، فوُجِّهَت إلى وزير التضامن وذوي الاحتياجات الخاصة، داميان آباد، الذي سُمِّي وزيراً في حكومة ماكرون الجديدة. والأخير، اتّهمته سيدتان باغتصابهما والاعتداء عليهما، في حادثتين منفصلتين تعودان إلى أواخر 2010 وبداية 2011.

انتشر فيديو مساءلة الشابة لماكرون سريعاً، لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحدّ. بعد أقلّ من 24 ساعة على سؤال لورا، والضجة التي حصلت وملايين المشاهدات، وصلت في اليوم التالي دوريّة من الشرطة إلى مدرسة الشابة. يوم الجمعة، عند حدود الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، في أثناء حصّة اللغة الإسبانية طُلب من الشابة الخروج من صفّها، لسؤالها عن موافقتها على الحديث مع عناصر من الشرطة. وفق ما نقلت الصحيفة الفرنسية "لو باريزيان" الفرنسية عن الشابة، حضر بضعة عناصر من الشرطة الفرنسية إلى مدرستها لسؤالها بدايةً عن رغبتها في التقدّم برفع دعوى، وذلك بعدما أشارت في أثناء حديثها مع ماكرون إلى تعرّضها للتحرش قبل حوالى أربع سنوات. ولكن، وفق ما نقلت الصحيفة عن لورا، سرعان ما تحوّل الحديث إلى تفاصيل ما جرى مع ماكرون قبل يوم واحد، وسؤالهم لها عن سبب سؤالها وتبليغها أنه ما كان عليها التصرّف بهذا الشكل. بينما توجّه إليها أحد العناصر بالنصيحة، بضرورة المرور بالقنوات الهرمية في هذا النوع من النقاشات، والتوجّه برسالة إلى قصر الإليزيه.

زيارة عناصر الشرطة للمدرسة فاقمت ردود الفعل. هل يستدعي الأمر تحرّكاً من الشرطة، ودخولاً إلى الثانوية ومساءلة الشابة وتخويفها بهذا الشكل؟ وكما أحدث جواب ماكرون المقتضب ردّة فعل واسعة، حصل الأمر عينه بعد تحرّك الشرطة "العفوي". أعاد مغردون نشر سؤال الشابة في تغريداتهم، مطالبين ماكرون بتقديم جواب واضح في موضوع "تهم الاغتصاب" الموجهة إلى وزيري الداخلية والتضامن. ودعم المغرّدون لورا واستنكروا تخويف الشرطة لها في قلب مدرستها. وبعد موجة غضب واستنكار واسعة، نشر مركز شرطة إقليم تارن، بياناً على صفحته الرسمية في فيسبوك، اعتذر من خلاله إلى الشابة، بعدما لمسوا شعورها بالضيق من زيارتهم لها. وشرح مركز الشرطة أن زيارتهم أتت بعد تصريح الشابة على هامش حديثها مع الرئيس الفرنسي عن تعرّضها للتحرش قبل حوالى أربع سنوات. لهذا ارتأوا التوجّه إليها، لسؤالها عن رغبتها في رفع دعوى تحرّش، ولتأمين الدعم اللازم لها كـ"ضحية".

بدا بيان مركز الشرطة غريباً وخالياً من المنطق. لا شيء يُبرّر دخول مدرسة واستجواب شابة بعد يوم من "مضايقتها" رئيس الجمهورية بسؤال في موضوع دقيق.
ومن الجدير بالذكر، أن عدّة مظاهرات جابت الشوارع الفرنسية استنكاراً لتعيين وزراء متهمين بالاعتداء على نساء.

المساهمون